أوكسفورد تختبر مدى فعالية لقاح أسترازينيكا في تحفيز مناعة الأطفال

الانتشار السريع للوباء لم تصاحبه عدوى بين الأطفال، لكن الخبراء يخشون السلالات الأكثر فتكا.
الثلاثاء 2021/02/16
دور الأطفال في انتشار الوباء لا يزال غير واضح

تسعى جامعة أوكسفورد إلى إجراء تجارب سريرية على اللقاح المضاد لفايروس كورونا الذي أنتجته بالتعاون مع شركة الأدوية أسترازينيكا، وذلك لمعرفة ما إذا كان فعالا لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام وسبعة عشر عاما؟

أوكسفورد – أعلنت جامعة أوكسفورد البريطانية إجراء دراسة سريرية جديدة لاختبار مدى فعالية لقاح أسترازينيكا المضاد لكورونا بالنسبة إلى الأطفال والمراهقين.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا العقار طورته شركة أسترازينيكا البريطانية – السويدية بالتعاون مع جامعة أوكسفورد. وأوضحت الجامعة أنها ستجري هذه الدراسة على 300 متطوع تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاما.

وقال البروفيسور أندرو بولارد من جامعة أوكسفورد “من المهم البحث في كيفية استجابة الأطفال والمراهقين للقاح حيث يمكن لبعض الأطفال الاستفادة من التطعيم” وأشار إلى أن أغلبهم لا يصابون بالفايروس.

ومن المنتظر أن تبدأ الاختبارات الأولى خلال الشهر الجاري، حيث سيتلقى ما يصل إلى 240 متطوعا اللقاح فيما سيتلقى الباقون جرعة تم التحكم في مقدارها.

ويعتمد اللقاح المسمى ChAdOx1 nCoV – 19 على فايروسات معينة تظهر عند القردة بعد إدخال تغييرات عليها، ويجري استخدام هذا اللقاح منذ أسابيع لتطعيم البالغين في بريطانيا.

وصرح جوناثان فان – تام نائب كبير المستشارين الطبيين للحكومة البريطانية مؤخرا بأن هناك دراسات عديدة يجري القيام بها في الوقت الراهن لتطوير لقاحات للأطفال.

أندرو بولارد: من المهم البحث في كيفية استجابة الأطفال والمراهقين للقاح
أندرو بولارد: من المهم البحث في كيفية استجابة الأطفال والمراهقين للقاح

مسار خطير لدى الأطفال

ووفقا للجمعية الملكية لأطباء الأطفال وصحة الأطفال من الممكن لمرض كوفيد – 19 أن يؤدي إلى الوفاة أو أن يأخذ مسارا خطيرا لدى الأطفال، لكن الجمعية أشارت إلى أن هذا الاحتمال نادر الحدوث وقالت إن الواضح أن معدل الوفاة بهذا المرض بين الأطفال أدنى بصورة كبيرة منه بين البالغين “وثمة إشارات على قلة احتمال إصابة الأطفال بالعدوى”.

وأضافت الجمعية أن دور الأطفال في انتشار المرض لا يزال غير واضح وقالت إنه لا توجد أدلة واضحة على أنهم أكثر نقلا للعدوى من البالغين.

وهناك العديد من النظريات التي تحاول تفسير هذه الظاهرة، ولكن الخبراء في مجال الصحة العامة عاجزون إلى الآن عن تفسير سبب قلة الإصابات في صفوف الأطفال.

وقال أستاذ علم الفايروسات في جامعة ريدينغ الإنجليزية إيان جونز لهيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” إنه “لأسباب ليست واضحة لنا بدقة يبدو أن الأطفال إما تفادوا الإصابة تماما أو أن إصاباتهم ليست حادة”.

ويعني ذلك أن الأطفال يصابون بنموذج أخف من المرض حيث لا تظهر عليهم أي أعراض مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تجنب أهاليهم التوجه بهم إلى الأطباء أو المستشفيات وبالتالي عدم تسجيل حالات إصاباتهم.

وتتفق مع هذا الرأي المحاضرة في كلية لندن الجامعية ناتالي ماكديرموت التي تقول “إن للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 5 سنوات وللمراهقين أجهزة مناعة محفزة لمقاومة الفايروسات. فقد يصاب هؤلاء بالعدوى، ولكن المرض سيكون لديهم أخف وطأة أو قد لا تظهر عليهم أي أعراض البتة”.

وليست هناك خطط في الوقت الحاضر لأن يشمل الأطفال بحملة التطعيم بلقاح أكسفورد – أسترازينيكا في المملكة المتحدة، حيث أنه رخص للاستخدام لمن هم فوق سن 18 عاما، أما لقاح فايزر – بيونتيك فقد رخص استخدامه للأشخاص فوق سن 16 عاما.

لقاح آمن على الأطفال

الكلية الملكية لصحة الأطفال: كوفيد-19 يتسبب بأعراض شديدة وحالات وفاة نادرة في الأطفال
الكلية الملكية لصحة الأطفال: كوفيد-19 يتسبب بأعراض شديدة وحالات وفاة نادرة في الأطفال

في يناير الماضي أفادت وسائل إعلام حكومية أن لقاحا لكوفيد – 19 طورته مجموعة الصين الوطنية للتكنولوجيا الحيوية إحدى أذرع شركة سينوفارم آمن على الأطفال والقصّر في الفئة العمرية بين ثلاثة و17 عاما، على أساس بيانات سريرية حصلت عليها الشركة.

وقال يانغ شياو مينغ رئيس المجموعة لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) “يتعين الإشارة إلى ضرورة المتابعة بعناية وعن كثب للأطفال بين ثلاثة وخمسة أعوام أثناء التطعيم لأن نظامهم المناعي لا يزال في طور النمو”، دون إضافة مزيد من التفاصيل.

وطورت المجموعة لقاحين لمرض كوفيد – 19 في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وحصلا على تصريح بالاستخدام الطارئ ويجري إعطاؤهما لمجموعات محدودة تضم الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى. وأجيز أيضا لقاح مرشح من شركة سينوفاك للتكنولوجيا الحيوية للاستخدام الطارئ.

وكان اللقاح الذي تطوره وحدة المجموعة في بكين أول لقاح يجري اعتماده في الصين للاستخدام العام في أواخر ديسمبر الماضي. ولم يتضح على الفور أي من لقاحي المجموعة هو الذي أشار إليه يانغ في تصريحاته حول التجارب السريرية على الأطفال والقُصر.

17