مصر تستعد لفتح قنصلية في طرابلس تمهيدا لعودة السفارة

طرابلس - أعلن المتحدث باسم وزارة خارجية حكومة الوفاق الوطني الليبية محمد القبلاوي الاثنين، أن وفدا مصريا وصل إلى طرابلس للإعلان رسميا عن افتتاح قنصلية داخل مبنى السفارة المصرية في طرابلس، ومن ثم بدء تقديم الخدمات القنصلية للجالية المصرية هناك.
وقال القبلاوي إن "افتتاح القنصلية المرتقب الاثنين، سيكون الخطوة الأولى لإعادة افتتاح السفارة المصرية في المرحلة المقبلة". وأضاف أن "الوفد مكون من دبلوماسيين وأمنيين، وسيبدأ بالعمل على الشؤون القنصلية".
وأوضح القبلاوي أن الخطوة جاءت بالتنسيق بين حكومتي مصر وليبيا، وتتويجا للتنسيق المستمر بين وزارتي الخارجية في كلا البلدين، وتأكيدا على العلاقات الدبلوماسية واعتزازا بالعلاقات التاريخية بين البلدين.
ويمثّل فتح القنصلية المصرية في طرابلس انتصارا دبلوماسيا للقاهرة التي تسعى إلى تثبيت وجودها في المنطقة الشرقية، بعد أن ساهم ابتعادها في دخول تركيا إلى الفضاء الليبي والتوسع فيه، حيث وجدت حكومة الوفاق ظهرها مكشوفا في وضع غاية في الارتباك، وعندما مدت إليها أنقرة يدها عسكريا وسياسيا تلقفتها.
ويسهم فتح القنصلية في انفتاح القاهرة على جميع الأطراف، بعدما ظلت تتلقى لوما لتركيزها على الشرق فقط، وهو ما تغير حاليا وتظهر ملامحه في تحركات الوفود بين طرابلس والقاهرة مؤخرا.
وتأتي زيارة الوفد المصري استكمالا لنتائج الزيارة الرسمية التي قام بها في ديسمبر الماضي وكيل جهاز المخابرات العامة ورئيس اللجنة المعنية بالملف الليبي اللواء أيمن بديع، والتي التقى خلالها كبار مسؤولي الحكومة الليبية، وتم خلالها الاتفاق على إعادة افتتاح السفارة المصرية وتشغيل خط طيران منتظم بين القاهرة وطرابلس.
وكانت القاهرة قد أغلقت سفارتها في العاصمة طرابلس عقب اقتحام مسلحين ليبيين لمقرها في يناير 2014، واختطافهم عددا من أعضاء طاقم السفارة، مما دفع القاهرة إلى سحب بعثتها الدبلوماسية من ليبيا.
ووفق بيان للخارجية المصرية، وخلال لقاء بالقاهرة في 9 فبراير الجاري، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري لنظيره الليبي محمد الطاهر سيالة، قرب افتتاح سفارة القاهرة في طرابلس، "لتسهم في تفعيل آليات التعاون الثنائي والدفع قدما بالعلاقات بين البلدين".
وستكون هذه هي الزيارة الثانية من نوعها لوفد مصري، خلال أقل من شهرين منذ عام 2014.
وفي الـ27 من ديسمبر الماضي وصل وفد مصري يضم مسؤولين من الخارجية والمخابرات إلى طرابلس، للقاء مسؤولين في حكومة الوفاق الليبية.
وأكد أحمد عليبة رئيس وحدة التسلح بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، أن الزيارة تعكس المنظور المصري للتعامل مع القضية الليبية بشكل عام، وتؤكد أن القاهرة لا تتعامل مع الملف الليبي بالقطعة أو أنها تنحاز لطرف على حساب أطراف أخرى، وإنما تؤكد انفتاح مصر على كافة الأطراف والقوى الليبية المختلفة في الشرق والغرب وحتى الجنوب الليبي.
وأضاف عليبة لوكالة أنباء "شينخوا" أن الزيارة تؤكد العنوان الاستراتيجي، الذي تطرحه القاهرة بأن حل الأزمة هو حل ليبي - ليبي، وأن دورها هو مساعدة كافة الأطراف على تجاوز مرحلة الأزمة.
وأوضح أن هذا التوجه يتسق مع المبادرة المصرية لتسوية الأزمة الليبية المتمثلة في إعلان القاهرة والخطوات اللاحقة لدعم هذا المسار، ومنها استضافة مصر للمسارات الفرعية للتسوية (الدستوري، الاقتصادي والعسكري).
ويشهد النزاع الليبي انفراجا، حيث انتخب أعضاء ملتقى الحوار السياسي في 5 فبراير الجاري سلطة تنفيذية مؤقتة، لإدارة شؤون البلاد والإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية مقررة في 24 ديسمبر المقبل.
وتعهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأربعاء، بدعم بلاده للسلطة التنفيذية المؤقتة في ليبيا.
جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين لتهنئة رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ورئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة بتشكيل السلطة التنفيذية المؤقتة في البلاد، وفق بيانين منفصلين للرئاسة المصرية.