حمل الصحافيين لآلة تصوير في أفغانستان ذريعة لاستهدافهم

الكثير من الصحافيين لا يستطيعون الذهاب إلى أي مكان لتصوير أحداث معينة في العاصمة كابول بسبب الهجمات وعمليات التفجير والعنف المسلط على الصحافيين.
الاثنين 2021/02/15
مهنة شاقة في مكان متفجر

كابول - أصيبت الحياة في أفغانستان طوال أربعة عقود بالشلل بسبب الحرب، غير أن فوهات البنادق أصبحت موجهة مؤخرا صوب الصحافيين، وخلال ثلاثة أشهر فقط سقط خمسة على الأقل من الصحافيين المشهورين قتلى، في سلسلة من الهجمات وعمليات التفجير.

يقول الصحافي بلال سارواري وهو جالس في مكتبه المقام بمسكنه داخل قبو “لا يوجد مكان آمن في العاصمة كابول، ولا أرى أن ثمة مكانا يمكنك الذهاب إليه بأمان”.

ويضيف إن الكثير من الصحافيين الأفغان لا يستطيعون الذهاب إلى أي مكان، لتصوير أحداث معينة أو لإجراء حوارات، بسبب ما يمثله العنف واسع الانتشار من تهديد.

ويشير إلى أن أكثر ما يعرض الصحافيين للتهديد هو حمل آلة تصوير.

تتكدس ستة هواتف محمولة فوق مكتب سارواري، ومن آن إلى آخر يرن واحد منها. لا يكاد يكون لدى أي صحافي آخر في أفغانستان مثل هذه العلاقات مع المصادر مثلما يتمتع به سارواري الذي يبلغ من العمر 37 عاما، ولهذا السبب بالضبط أصبح هدفا للعنف.

وتعرض الكثير من الصحافيين للإصابات أو التهديد أو الاختطاف بل حتى للسجن. ومنذ بدء الهجمات على الصحافيين غادر أفغانستان 17 صحافيا معظمهم من المشاهير، هربا من التهديدات الأمنية ضد حياتهم، وذلك وفقا لما قالته منظمة “ناي” الأفغانية.

17

صحافيا معظمهم من المشاهير غادروا أفغانستان هربا من التهديدات الأمنية ضد حياتهم

وفي مقطع فيديو مؤثر أذاعه قبل مغادرته مطار كابول، قال مختار العسكري وهو مقدم برنامج تليفزيوني ساخر، “أنا واحد منهم، ليس من الذكاء أن تسير في الظلام على الأرض وسط ألغام مخفية”.

وبالرغم من المناخ الذي يثير الخوف، تواصل وسائل الإعلام عملها، ويتفهم الصحافيون الذين يفضلون البقاء لأي سبب من الأسباب، ما يحيط بهم من مخاطر.

ومن بين الصحافيين الذين قرروا البقاء في البلاد أنيسة شاهيد.

كرمت منظمة “صحافيون بلا حدود” الدولية، شاهيد التي تبلغ من العمر 34 عاما سنة 2020 نظرا إلى تقاريرها الصحافية “الشجاعة”.

تشير شاهيد إلى التهديدات المباشرة، وتقول إن جميع زملائها يضطرون إلى تغيير مسار تحركاتهم، وأوقات تنقلاتهم وكذلك السيارات التي يركبونها لتجنب رصدهم، ويفضل بعضهم مواصلة العمل من مكاتبهم الحصينة داخل المنطقة الخضراء في كابول لتجنب العودة إلى المنزل.

وتقوم وسائل الإعلام بدور مهم في المجتمع الأفغاني، فالصحافيون يقفون في الصف الأول في ما يتعلق بالكشف عن الفظائع التي ترتكبها الجماعات الإرهابية، ويشيرون إلى أوجه القصور في أداء الحكومة مثل حالات الفساد، كما يعبرون عن اهتمامات المواطنين.

ولا يزال الجناة الذين يقفون وراء أعمال العنف التي تستهدف الصحافيين غير معروفين، لكن الحكومة التي فشلت في حماية مواطنيها تلقي باللوم على حركة طالبان، وهو اتهام تنفيه الحركة.

18