إيران: انسحاب قواتنا من سوريا رهين رسالة من الأسد

السلطات الإيرانية تهدد بالرد على الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف وجودها في سوريا وتتعلل بمحاربة داعش والإرهابيين للبقاء في المنطقة.
الاثنين 2021/02/15
إيران تحتمي بشرعية مهزوزة

دمشق- قالت إيران إن انسحاب قواتها من سوريا رهين رسالة من نظام الرئيس بشار الأسد، يأتي ذلك في ظل حديث عن مفاوضات جارية خلف الكواليس بين تل أبيب وموسكو حول كيفية تحجيم التهديد الإيراني لإسرائيل.

وسبق أن طرحت روسيا على إسرائيل أن تتولى بنفسها معالجة أي تهديدات إيرانية تستهدفها من الأراضي السورية، بيد أن الأخيرة تتحفظ على هذا الطرح.

وحذر كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني علي أصغر حاجي الأحد، من أن “إسرائيل ستواجه ردا حاسما يجعلها تندم في حال تجاوزت الخطوط الحمراء”، مؤكدا أن “وجود إيران في سوريا هو وجود استشاري، وسيستمر طالما رغبت الحكومة السورية”.

 إيران تعتبر أن وجودها في سوريا أمر حيوي في إطار مشروعها التوسعي في المنطقة، وأن أي انسحاب لن يتعدى الجانب التكتيكي

وتشن إسرائيل ضربات تستهدف مواقع تابعة لإيران في سوريا، في مسار اتخذ نسقا تصاعديا في الأشهر الأخيرة، حيث تعتبر تل أبيب أن وجود قوات لإيران وميليشيات موالية لها في هذا البلد خطر كبير يتهدد أمنها، ولا يمكن التساهل معه.

وتعليقا على الضربات الإسرائيلية المتكررة لنقاط تابعة لإيران وحزب الله في سوريا، قال أصغر حاجي في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، إن “طبيعة الكيان الصهيوني منذ نشأته طبيعة عدائية وقمعية في المنطقة، وهذا كان سلوكهم ضد الشعب الفلسطيني وضد الدول المجاورة”، مضيفا أنه “في الوقت الذي تحارب فيه الحكومة السورية الإرهاب، تساعد إسرائيل الإرهابيين”.

وأكد “هدف وجودنا في سوريا هو مكافحة داعش والكيانات الإرهابية، لكن إذا أراد الكيان الصهيوني تجاوز الخطوط الحمراء سيواجه برد حاسم يندمه على تصرفاته هذه”. وهذه من المرات النادرة التي تهدد فيها إيران بالرد على الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف وجودها في هذا البلد، حيث عادة ما تحتمي بالصمت.

علي أصغر حاجي: طهران لم تتسلم أي رسالة بخروج قواتها من سوريا
علي أصغر حاجي: طهران لم تتسلم أي رسالة بخروج قواتها من سوريا

ويفسر مراقبون الأمر بأن طهران تعتقد بأن الغطاء الذي كان يوفره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لتلك الضربات لم يعد موجودا، وأن الإدارة الحالية برئاسة جو بايدن لا ترنو إلى تصعيد معها بل العكس، حيث تسعى الأخيرة لتبني ما تسميه بـ”الدبلوماسية المبدئية” مع طهران.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن صرح قبل أيام في مقابلة له مع شبكة “سي.أن.أن”، أن استمرار نظام بشار الأسد نفسه هو التهديد الأخطر على إسرائيل، متحفظا في الآن ذاته على قرار الإدارة السابقة بالاعتراف بهضبة الجولان السوري أرضا إسرائيلية، الأمر الذي استفز تل أبيب.

وحول خروج إيران من سوريا، قال الدبلوماسي الإيراني البارز “طهران لم تتسلم أي رسالة (تطالب) بخروج قواتها من سوريا، نحن متواجدون بطلب من الحكومة، ووجودنا استشاري عسكري، وسوف يستمر طوال الفترة التي يرغب فيها الشعب والحكومة السورية”.

وتابع أصغر حاجي “الذين عليهم مغادرة سوريا هم من جاؤوا بصورة غير شرعية واحتلوا أراضيها، هؤلاء هم من عليهم ترك الأراضي السورية”، مؤكدا أن “المناطق السورية لا بد أن تكون تحت السيادة السورية والحكومة السورية التي تتبنى استتباب الأمن فيها”.

وكان المرصد السوري أفاد بأن إسرائيل استهدفت الأراضي السورية نحو 40 مرة خلال العام الماضي، وأن الاستهداف الإسرائيلي تسبب بمقتل نحو 215 من القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها وقوات النظام السوري.

ويرى المراقبون أن هذه المرة الأولى التي تتحدث فيها طهران عن إمكانية الانسحاب من سوريا، مشيرين إلى أن ذلك لا يعني أن الأخيرة بصدد القيام بهذه الخطوة، بل هي مناورة في ظل ضغوط مكثفة حتى من أقرب حلفائها روسيا للانسحاب.

تل أبيب تعتبر أن وجود قوات لإيران وميليشيات موالية لها في هذا البلد خطر كبير يتهدد أمنها، ولا يمكن التساهل معه

وتعتبر إيران أن وجودها في سوريا أمر حيوي في إطار مشروعها التوسعي في المنطقة، وأن أي انسحاب لن يتعدى الجانب التكتيكي، مراهنة أيضا على تركيز موطئ نفوذ ثابت لها عبر أطر مختلفة.

وكشف ‏رئيس غرفة التجارة الإيرانية السورية المشتركة كيوان كاشفي، عن إنشاء خط شحن بحري منتظم من ميناء ‎بندر عباس المطل على الخليج إلى ميناء ‎اللاذقية السوري على البحر الأبيض المتوسط.

ووفقا للمسؤول، فإن أول سفينة شحن ستغادر ميناء بندر عباس في 10 مارس المقبل إلى ميناء اللاذقية، ومن المفترض أن تنقل هذه السفينة بضائع للتصدير من ‎إيران إلى ‎سوريا كل شهر. وأوضح أن هذه الصادرات ستزيد من حجم صادرات ‎إيران، وإذا زادت القدرة التجارية بين البلدين، فسيتم تخصيص المزيد من خطوط الشحن.

2