لجوء الفرقاء في تونس إلى الشارع مغامرة لا يمكن التكهن بمآلاتها

تونس - تحشد حركة النهضة الإسلامية في تونس وحلفاؤها أنصارهم للنزول إلى الشارع لدعم حكومة رئيس الوزراء هشام المشيشي، في خطوة تصعيدية تفاقم حالة الصدام مع رئاسة الجمهورية.
ويترقب الشارع التونسي ما ستؤول إليه التطورات في المشهد السياسي وتحديدا يوم 27 فبراير الجاري، بعد أن أصدر المكتب التنفيذي للحزب بيانا تضمن دعوات إلى أنصاره للاستعداد للنزول إلى الشارع، في وقت يخيم فيه التوتر على علاقة الحزب والبرلمان بمؤسسة الرئاسة.
ونقلت مصادر صحافية رسالة للمكتب التنفيذي لحركة النهضة موجّهة إلى قياداتها، جاء فيها أنّ الحركة تدعو إلى التعبئة والتحشيد "لمسيرة شعبية حاشدة" السبت 27 فبراير الجاري، بالتنسيق مع ائتلاف الكرامة وحزب قلب تونس "لدعم الشرعية والحكومة والبرلمان واحترام الدستور".
ويتخوف متابعون من تبعات دعوات التجييش الإعلامي والتحريض من قبل حركة النهضة، التي تعمل على دفع المواجهة السياسية مع قيس سعيد إلى حالة صدام مباشر، وتلويحها بالاحتكام إلى الشارع حماية لسيطرتها على الحكومة والبرلمان.
وتعيش تونس على وقع أزمة دستورية معقدة بسبب رفض الرئيس قيس سعيد قبول الوزراء الجدد الذين اختارهم رئيس الحكومة هشام المشيشي ( المدعوم من حركة النهضة وقلب تونس) في التعديل الحكومي، لأداء اليمين بعد نيلهم الثقة من البرلمان يوم 26 يناير الماضي.
وتستمر حركة النهضة في تحدي سلطة الرئيس التونسي من خلال التلويح بتجاوزه في مسألة أداء الوزراء الجدد اليمين الدستورية، مؤكدة أنها لن تقبل باستقالة الحكومة ولن تتراجع عن دعم الوزراء الجدد المقترحين ضمن تعديل المشيشي الوزاري.
وترتب أحزاب المعارضة والكتل السياسية صفوفها للخروج في مظاهرة رفضا لتمرير الحكومة، ولسحب الثقة من زعيم حركة النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي.
واعتبرت رئيسة الحزب الدستوري الحر النائبة عبير موسي أن من أهم مطالب التونسيين هو إبعاد تنظيم الإخوان، والغنوشي عن رئاسة البرلمان ومحاسبته على تجاوزاته.
وحذرت موسي خلال مؤتمر صحافي عقدته الجمعة داخل البرلمان من مخطط تدميري تعد له حركة النهضة، عبر دعوة الناس بأجهزة الدولة وإمكانياتها للخروج إلى الشارع والضغط على المجتمع للقبول بحكومة هشام المشيشي.
وأكدت موسي أن حكومة المشيشي لن تقدم شيئا للتونسيين، وهي بالتالي حكومة فاقدة لشرعيتها ويجب أن تعزل.
وفي ظل توالي الدعوات للخروج إلى الشارع تتخوف أوساط سياسية من احتمال اندلاع مواجهات مباشرة وصدام بين أنصار الإسلاميين وحلفائهم وأنصار القوى السياسية المعارضة.
واختار رئيس الحكومة الذي بدا مستقويا بحزامه السياسي توجيه رسائل مباشرة إلى قيس سعيد والمعارضة في آن واحد، وأكد المشيشي أنه لن يستقيل من منصبه، واصفا نفسه بـ"الجندي الذي لا يهرب من المعركة".