محامو ترامب: المحاكمة تهدف إلى "القضاء على خصم سياسي"

فريق الدفاع عن الرئيس الأميركي السابق يعتبرون إجراءات عزله غير دستورية.
السبت 2021/02/13
أغلب الجمهوريين لن يصوتوا لإدانة ترامب

واشنطن – ندد محامو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الجمعة، بمحاكمته أمام مجلس الشيوخ، واعتبروا أن الغاية من المحاكمة "القضاء على خصم سياسي".

وأكد بروس كاستور، آخر المتكلّمين بين المحامين الثلاثة، أنّ الهدف من هذه المحاكمة هو "شطب (أصوات) 75 مليون ناخب وتجريم الآراء السياسية".

واعتبر أمام أعضاء مجلس الشيوخ، أنّه عبر إدانة الرئيس السابق، يريد المدّعون الديمقراطيون "القضاء على خصم سياسي".

وقدم فريق الدفاع عن ترامب أدلة في مجلس الشيوخ، لإثبات عدم صحة التهم الموجهة إليه بـ"التحريض على العصيان وأعمال الشغب" في مقر الكونغرس.

وكان محامو ترامب استهلّوا مرافعاتهم في إطار الدفاع عنه الجمعة، عبر حضّ أعضاء مجلس الشيوخ على رفض التهمة "غير الدستوريّة بشكل صارخ" الموجّهة إليه، والتي تشكّل "انتقاما سياسيا".

وقال المحامي مايكل فان دير فين لمجلس الشيوخ مع بدء مرافعات فريق الدفاع عن ترامب، إنّ "التهمة الرامية إلى العزل المطروحة الآن أمام مجلس الشيوخ غير منصفة، وتمثّل عملا غير دستوري بشكل صارخ وانتقاما سياسيا".

وتابع "مثل كل مطاردة أخرى ذات دوافع سياسية شارك فيها اليسار على مدى السنوات الأربع الماضية، فإن هذا الاتهام بعيد تماما عن الحقائق والأدلة ومصالح الشعب الأميركي".

تقديم أدلة لتبرئة ترامب
الدفاع يقدم أدلة لتبرئة ترامب

وأشار فريق الدفاع إلى أنه قد يحتاج فقط إلى أربع ساعات فقط من أصل 16 ساعة لعرض مرافعاتهم، وبالتالي ستنتهي إجراءات المساءلة في وقت أسرع.

ويتوقع محامو ترامب تبرئة الرئيس السابق، حيث أشار معظم الجمهوريين في مجلس الشيوخ إلى أنهم لن يصوتوا لإدانته.

ولقي خمسة أشخاص مصرعهم وسط أعمال الشغب التي شهدها مبنى الكابيتول في 6 يناير الماضي. واتهم الديمقراطيون ترامب بتحريض أنصاره على مهاجمة مبنى الكابيتول، لمنع المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.

وأعاد أعضاء مجلس الشيوخ بث مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية على مدى يومين، حيث سعى فريق الادعاء من الديمقراطيين لإظهار نهج ترامب في التغاضي عن العنف، وأنه لم يفعل شيئا في ذلك اليوم لمنع أعمال الشغب، ولم يعرب عن أي شعور بالأسف لما حدث.

وحذروا من أن عدم إدانته قد تؤدي إلى تكرار الهجوم على الكونغرس. واستعرض المدّعون الديمقراطيون، على مدى يومين، وقائع الهجوم الدموي في السادس من يناير، عارضين أشرطة فيديو مروّعة.

وقال ديفيد شون أحد محامي ترامب لقناة فوكس نيوز الخميس، إنّ "الرئيس متفائل جدا"، واعدا بأن تكون المرافعة قصيرة، وأن تستمر أقل من أربع ساعات أمام المئات من أعضاء مجلس الشيوخ والقضاة والمحلفين والشهود في هذه المحاكمة التاريخية.

وأضاف "كما قلتُ منذ البداية، ما كان يجب أن تحدث هذه المحاكمة أبدا. وإذا ما حصلت فيجب أن تكون قصيرة قدر الإمكان نظرا للغياب الكامل للأدلة".

ولم يكتفِ الدفاع برفض مسؤولية موكّله بالكامل عن الاعتداء الذي نفّذه المئات من أنصاره في نهاية خطابه الكبير في 6 يناير، بل اعتبر أيضا أن إجراءات العزل برمّتها لا تتوافق مع الدستور لأن ترامب لم يعد رئيسا.

هجوم الكبيتول

وردا على سؤال عن الاستياء الذي شعر به حتى الجمهوريون بعد عرض الصور القاسية للهجوم، قال ديفيد شون "هذا ما يحدث عندما يتم اللجوء إلى أستوديو للأفلام السينمائية". وأضاف "لم يربطوا إطلاقا بين دونالد ترامب وكل ذلك".

ويرى المدّعون الديمقراطيون أن الملياردير الجمهوري "كان يعرف إلى أيّ مدى كان الوضع قابلا للانفجار"، عندما كان يؤجّج غضب مؤيديه عبر الصراخ ومن دون أن يُقدّم أيّ دليل على حصول "تزوير كبير" قبل الانتخابات الرئاسية، التي فاز فيها الديمقراطي جو بايدن، وبعدها.

وقال المدّعي الديمقراطي جو نيغوس إن ترامب "أشعل الفتيل وألقى به مباشرة في هذه الغرفة، علينا".

وبينما كان الكونغرس يصادق على فوز منافسه بايدن في السادس من يناير، دعا ترامب أنصاره إلى مسيرة إلى الكابيتول، وقال لهم "حاربوا مثل الشياطين".

وقال جيمي راسكين الذي يرأس فريق النواب المكلّفين بتوجيه الاتّهام، إنّ الهجوم الدموي هو "ذروة تصرّفات الرئيس وليس غريبا" عنها. وأضاف "من في هذه الغرفة يستطيع أن يصدق أنه سيكف عن التحريض على العنف لتحقيق أهدافه، إذا سمح له بالعودة إلى المكتب البيضاوي؟".

وخشية تكرار الأمر، دعا المدعون أعضاء مجلس الشيوخ إلى إدانة ترامب، لأن هذا الحكم سيتبعه على الفور تصويت لجعله غير مؤهل للترشح للانتخابات.

ومن صراخ ضباط شرطة من الألم وذعر البرلمانيين وتهديدات المهاجمين، عرضت مقاطع منها في تسجيلات كاميرات مراقبة وأخرى نشرها مثيرو الشغب، بعضها غير مسبوق، ذكّر الادعاء أعضاء مجلس الشيوخ بأنهم هم أنفسهم نجوا في اللحظة الأخيرة من "الأسوأ".

وما زالت آثار الواقعة ظاهرة على الكابيتول، الذي يخضع لحراسة مشددة حتى الآن يؤمنها عسكريو الحرس الوطني. وهو أمر غير مسبوق على الإطلاق.

ومع ذلك، ما زال قطب العقارات السابق يتمتع بشعبية كبيرة في حزبه، ومن غير المرجح أن يوافق 17 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين على التصويت مع خمسين عضوا ديمقراطيين في مجلس الشيوخ، لتأمين الأغلبية اللازمة لإدانته.

وقال بايدن الذي أمضى أكثر من 35 عاما في مقاعد مجلس الشيوخ بالكونغرس، إنه "يتطلع" لمعرفة ما سيفعله "أصدقاؤه" الجمهوريون خلال التصويت الذي قد يتم نهاية هذا الأسبوع. معربا عن أمله في أن يتحملوا "مسؤولياتهم".

صورة

ورفض ترامب المقيم حاليا في فلوريدا الإدلاء بشهادته. لكن صوته تردد في قاعة مجلس الشيوخ في الكونغرس، حيث عرض متهموه مقتطفات عدّة من خطبه، وأعادوا إظهار تغريدات له، واستشهدوا بكلماته الأكثر إثارة للجدل.

وقال البرلماني تيد ليو، إنه بعد فشل الشكاوى القانونية التي تقدّم بها ترامب، وضغوطه المتعددة على مسؤولي الانتخابات في الولايات الرئيسية، "وجد (نفسه) أنه لا يملك خيارات غير عنيفة للبقاء في السلطة".

وأكدت عضو الفريق ديانا ديجيت أنّه عندما اعتدوا على الكابيتول، "اعتقدوا أنهم يتبعون أوامر قائدهم العام"، مستشهدة بأقوال أدلى بها أمام الهيئات القضائية العشرات من الأشخاص المتهمين بالاعتداء الدموي.

وبعد الدفاع، يأتي دور أعضاء مجلس الشيوخ لطرح أسئلتهم كتابة على الطرفين. وتسارعت وتيرة المحاكمة إلى درجة أن ديفيد شون قال الخميس، إنه يمكن إصدار حكم قبل الاثنين.