الفصائل الفلسطينية تجتمع في القاهرة للتوافق حول الترتيبات الانتخابية

الفصائل الفلسطينية تبحث في القاهرة التوافق على آليات الانتخابات العامة الأولى منذ 15 عاما.
الاثنين 2021/02/08
في انتظار تسوية الخلافات الانتخابية

غزة/رام الله - بدأ زعماء الفصائل الفلسطينية المتنافسة محادثات للمصالحة بوساطة مصرية في القاهرة الاثنين لمحاولة إنهاء انقسامات داخلية قائمة منذ زمن بعيد، قبيل انتخابات فلسطينية مزمعة في وقت لاحق من العام.

وجرت خلال السنوات الماضية محاولات عديدة برعاية دول عربية لإنجاح المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، إلا أن هذه الجهود لم تكلل بالنجاح.

وحاولت مصر على مدى 14 عاما دون جدوى تحقيق المصالحة بين حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس وخصمها اللدود حركة حماس الإسلامية المسلحة، التي تعارض أي مفاوضات مع إسرائيل.

ولم تنظم انتخابات فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية منذ 15 عاما.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في بيان إن الحركة "منفتحة على حوار شامل يفضي إلى ترتيب البيت الداخلي، وينهي الانقسام ويؤسس لنظام سياسي يقوم على أساس مبدأ الشراكة والتعددية السياسية".

وأشار هنية إلى أن حركته "تضع تصورا لكيفية بناء مشهد ما بعد الانتخابات، يرتكز على الشراكة والتوافق وعدم الإقصاء".

وإلى جانب فتح وحماس، يُعتقد أن هناك ممثلين عن نحو 12 فصيلا آخر في محادثات القاهرة. ومن بين المدعوين للحضور حركة الجهاد الإسلامي، وهي فصيل مسلح قاطع انتخابات عام 1996 وعام 2006. وتقول مصادر فلسطينية إن الحركة تبحث ما إذا كانت ستشارك في انتخابات هذا العام أم لا.

وبسبب انعدام الثقة بين الأطراف المتنافسة، يشمل جدول الأعمال أساسيات انتخابية مثل كيفية حراسة مراكز الاقتراع وكيف ستبت المحاكم في النزاعات المتعلقة بالاقتراع. لكن هناك شكوكا واسعة النطاق في أن الانتخابات ستُجرى.

ويعتقد الكثير من الفلسطينيين أنها بالدرجة الأولى محاولة من الرئيس عباس لإظهار إنجازات ديمقراطية لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يرغب عباس في إصلاح العلاقات معه بعدما وصلت إلى مستوى متدن جديد في عهد سلفه دونالد ترامب.

وقال هاني المصري المحلل السياسي في الضفة الغربية المحتلة، والمشارك في المحادثات كمستقل، لرويترز "احتمالات الفشل لا تقل عن احتمالات النجاح".

وأضاف "النجاح ممكن لأن الصفقة هذه المرة تقوم على الاعتراف والتعايش مع الانقسام واحتفاظ كل طرف بما لديه".

وتأتي اجتماعات الفصائل بعد نحو ثلاثة أسابيع على إصدار الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوما بإجراء انتخابات تشريعية في مايو المقبل ورئاسية في يوليو، وذلك لأول مرة منذ عام 2006.

وبدأت لجنة الانتخابات المركزية التحضير لإجراء هذه الانتخابات، ووجهت الدعوات لمراقبين دوليين لمراقبة سير العملية الانتخابية.

وهناك 2.8 مليون فلسطيني يحق لهم الانتخاب في غزة والضفة الغربية، وسُجل أكثر من 80 في المئة منهم لدى لجنة الانتخابات المركزية. ويُسمح للفلسطينيين بالإدلاء بأصواتهم من سن الثامنة عشرة.

وانتهت الانتخابات السابقة في 2006 بفوز مفاجئ لحركة حماس في أول انتخابات تشريعية لها. وأدى ذلك إلى صراع على السلطة بين حماس، التي تقع قاعدة نفوذها في غزة، وفتح في الضفة الغربية.