امتداد احتجاجات طلبة البوسفور يربك النظام التركي

أنقرة - كثف النظام التركي من حملة القمع والاعتقالات الموجهة ضد الطلبة المنتفضين ضد سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الساعية نحو تثبيت قبضته على جامعة البوسفور (بوغازيتشي) التي تعد من أعرق الجامعات التركية.
واعتقلت الشرطة نحو 65 شخصا لصلتهم بالاحتجاجات التي بدأت لأول مرة الشهر الماضي بإحدى أكبر جامعات البلاد، وذلك في استمرار لحملة القمع ضد الطلبة المحتجين رغم تنامي الانتقادات الدولية.
وأربكت الاحتجاجات الطلابية النظام التركي، ما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة إلى اتهام معارضيه السياسيين بالوقوف وراء تأجيج تلك المظاهرات، التي أخذت منحى تصاعديا احتجاجا على تعيين أردوغان الأكاديمي المقرب من حزبه العدالة والتنمية مليح بولو، عميدا للجامعة.
واتّهم أردوغان معارضيه السياسيين بالوقوف وراء تظاهرات للطلبة مستمرة منذ شهر، تهزّ حكمه المتواصل منذ 18 عاما.
وندد بالتظاهرات التي بدأت رقعتها تتسع وسط حملة اعتقالات طالت المئات هذا الأسبوع.
وأُطلق سراح معظم الأشخاص الذين تم اعتقالهم، لكن الحملة الأمنية عطّلت جهود أردوغان لإصلاح علاقات تركيا بالغرب، في وقت تواجه بلاده صعوبات اقتصادية.
وأُقحم السجال بشأن مجتمع المثليين في العاصفة السياسية، عندما ندد أردوغان بالطلبة لتعليقهم عملا فنيا قرب مكتب العميد يظهر أعلام المثليين الملونة في مكة.
وأفاد أردوغان بأن التظاهرات التي اعتُقل خلالها العشرات في إسطنبول وغيرها من المدن الكبرى الخميس، يقودها عناصر أكراد "في الجبال" و"بعض العلماء".
وقال إن "الأحداث التي شهدتها بوغازيتشي غير مرتبطة بطلابنا".
وأثار تصريح أردوغان الأربعاء بشأن "عدم وجود شيء من قبيل" حركة لمجتمع المثليين في تركيا، تنديدات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ودانت واشنطن "بشدة" خطاب أردوغان المناهض لمجتمع المثليين، بينما أشارت بروكسل إلى أن "خطاب الكراهية الصادر عن مسؤولين رفيعين... غير مقبول".
وقالت المفوضية الأوروبية إن احتجاز طلاب "يمارسون حقهم القانوني في حرية التجمع" مقلق للغاية، ولا يتعين استخدام جائحة كوفيد - 19 ذريعة لإسكات الأصوات الناقدة.
وأضافت "خطاب الكراهية الموجه من مسؤولين رفيعي المستوى ضد الطلاب المثليين خلال هذه الأحداث غير مقبول".
وقال أردوغان الأربعاء إن حكومته لن تسمح باتساع نطاق الاحتجاجات لتصبح تكرارا لمظاهرات واسعة في 2013، واصفا المحتجين بأنهم إرهابيون.
وفي رده عن الانتقاد الدولي لحكومته قال إن الولايات المتحدة يجب أن تهتم بشؤونها الداخلية، مضيفا أن احتجاجات بوغازيتشي "لا علاقة لها بالطلاب على أي نحو"، وأنها تلقى الدعم من أحزاب المعارضة.
وأضاف "دعوني أقول ما يلي للولايات المتحدة: ألا تخجلون مما حدث عندكم قبل الانتخابات في ما يتعلق بالديمقراطية؟"، مشيرا إلى احتجاجات السود التي رفعت شعار "حياة السود مهمة".
وتابع "وصلت العنصرية إلى مستوى جديد. كيف ستفسرون للعالم إقدام شرطتكم على قتل مواطنيكم السود؟".