الجزائر تبدأ محاكمة متهمين في قضية قتل سائح فرنسي في 2014

السلطات الجزائرية تلاحق 14 شخصا، بينهم سبعة عناصر من جند الخلافة، متهمين بقتل الفرنسي إيرفيه غورديل.
الخميس 2021/02/04
قضية شغلت الرأي العام

الجزائر – بعد ست سنوات على الحادثة، تبدأ الجزائر الخميس محاكمة المتهمين في قضية خطف وقتل السائح ومتسلق الجبال الفرنسي إيرفيه غورديل.

وصرحت رفيقة غورديل، فرانسواز غرانكلود، التي رفعت الدعوى غداة مقتله في سبتمبر 2014، على يد مجموعة مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية، بأن “العائلة تشعر بالارتياح لأن المحاكمة ستجرى أخيرا”.

وقالت “أنتظر أن أعرف ما حدث وكيف حدث بالضبط، وسماع الأشخاص الذين سيُحاكمون وخاصة المتهم الرئيسي”.

وأضافت أن “هذه المحاكمة التي تجري في الخارج شخصية جدا (…) ويمكن أن تعطي أملا لأقارب ضحايا الإرهاب”.

وتجرى المحاكمة في محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء بالضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، ابتداء من الساعة العاشرة.

وتفيد لائحة الاتهام بأن 14 شخصا ملاحقون في هذه القضية هم الخاطفون الثمانية المفترضون وخمسة مرافقين جزائريين للسائح ورجل يدعى فرج الله عمارة الذي لم تكشف صلته بالقضية.

وعلى رأس المشتبه بهم المتهم الرئيسي عبدالمالك حمزاوي الذي اعتقله الجيش خلال مطاردة الخاطفين، ويُعتقد أنه هو الذي دلّ المحققين على مكان دفن جثة الرهينة الفرنسي.

وحمزاوي هو أحد عناصر مجموعة جند الخلافة في الجزائر، التنظيم الذي تبنى عملية الخطف بعد أشهر من إعلان انشقاقه عن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومبايعته لتنظيم الدولة الإسلامية. وقد وجهت إليه تهمة “الاختطاف والتعذيب والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد” و”إنشاء وتنظيم جماعة إرهابية مسلحة”، وهي تهم عقوبتها الإعدام.

ويمثل أمام المحكمة المؤلفة من قاض رئيسي وقاضيين مستشارين، المرافقون الخمسة الذين كانوا مع السائح الفرنسي في 21 سبتمبر 2014 على مسافة مئة كلم شرق العاصمة الجزائرية، في قلب محمية جرجرة الجبلية.

والمرافقون هم متسلقو الجبال مؤمن عبدالكريم أوقارة وحمزة بوقاموم وأسامة دهندي وكمال سعدي وأمين عياش. وهم متهمون بارتكاب “جنحتي عدم التبليغ عن جناية وعدم التصريح بإيواء أجنبي لدى المصالح المختصة”، والعقوبة تصل إلى خمس سنوات وفق قانون العقوبات.

وخضع هؤلاء للتحقيق لمدة ستة أيام مباشرة بعد تقدمهم للتبليغ عن خطف زميلهم، واحتُجزوا أكثر من 14 ساعة.

ويُحاكم غيابيا بتهم الخطف والقتل، سبعة عناصر من جند الخلافة يوجدون في حالة فرار، كما ورد في لائحة الاتهام.

وكانت وزارة الدفاع أكدت مباشرة بعد بداية عملية البحث عن غورديل، أن المعلومات الخاصة بخطف المواطن الفرنسي “وصلت متأخرة”، ما سمح للخاطفين بالابتعاد من المكان قبل وصول قوات الجيش.

15 إرهابيا متورطون 

الجيش الجزائري تجند لمحاولة إنقاذ السائح الفرنسي
الجيش الجزائري تجند لمحاولة إنقاذ السائح الفرنسي

وصل متسلق الجبال الفرنسي في 20 سبتمبر 2014 إلى الجزائر بدعوة من رفاقه الجزائريين، من أجل استكشاف منطقة تسلق جديدة في جبال جرجرة. وفي اليوم التالي انتقل مع رفاقه الخمسة إلى المنطقة المحددة على متن سيارة واحد، عندما باغتهم مسلحون في موقع أيت وعبان على ارتفاع 1500 متر، واقتادوهم إلى مكان مجهول.

وغداة خطفهم، أطلق المسلحون سراح الجزائريين الخمسة بينما ظهر غورديل في شريط فيديو مع عناصر من تنظيم جند الخلافة الذي تبنى خطفه واحتجازه كرهينة، مع إمهال فرنسا 24 ساعة لوقف مشاركتها في العمليات العسكرية في العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية وإلا “سيتم ذبحه”.

رفض الرئيس الفرنسي حينذاك فرانسوا هولاند المهلة، وقال إن فرنسا لن ترضخ “لأي ابتزاز أو ضغط أو إنذار”، ووعد بالمضي قدما في شن غارات جوية على مواقع تنظيم الدولة في سوريا والعراق.

وجنّد الجيش الجزائري قوات ضخمة بلغ عديدها ثلاثة آلاف عسكري مدعومين بالمروحيات، في عمليات بحث شملت في مرحلة أولى محيط 10 كيلومترات مربعة من مكان خطف الفرنسي، لتشمل كل جبال وغابات منطقة القبائل شرق العاصمة الجزائرية.

واستمرت عمليات البحث إلى أن عثر على مكان دفن جثة الرهينة، ثم رأسه في منتصف ديسمبر 2015، على بعد 15 كيلومترا من مكان خطفه، بالاستفادة من معلومات قدمها جهادي تم توقيفه يرجح أنه المتهم الرئيسي في القضية.

وبعد فحص أشرطة فيديو تنظيم جند الخلافة أعلن القضاء الجزائري أنه يلاحق 15 “إرهابيا جزائريا”، يشتبه بأنهم ضالعون في جريمة الخطف والقتل.

وتمكن الجيش من قتل سبعة منهم على الأقل بينهم مؤسس التنظيم وزعيمه عبدالمالك قوري، المدعو خالد أبوسليمان، في ديسمبر 2014.

وفي مايو 2015 قتل الجيش خليفته في زعامة التنظيم بشير خرزة، المكنى بأبي عبدالله عثمان العاصمي، مع 25 مسلحا في جبال البويرة (جنوب شرق العاصمة).

وتواصلت عمليات الجيش حتى أكدت السلطات الجزائرية في يوليو اندحار فرع تنظيم الدولة الإسلامية، بعد قتل أغلب عناصره وكل قياداته.