أردوغان يستغل ذريعة الإرهاب لقمع احتجاجات طلبة البوسفور

إسطنبول (تركيا) - هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء بأنه سيقمع أي محاولة لتمديد الاحتجاجات المستمرة منذ شهر ضد تعيينه رئيسا جديدا لجامعة البوسفور، واصفا الطلاب المحتجين بأنهم "أعضاء جماعات إرهابية".
وقال أردوغان “مثلما أرسلنا الإرهابيين إلى قبورهم.. سنواصل فعل الشيء نفسه في كل مكان آخر”، في إشارة إلى العمليات العسكرية ضد المتمردين الموالين للأكراد في جنوب شرق البلاد.
وشدد على أن حكومته “لن تسمح أبدا للإرهابيين بالسيطرة على هذا البلد”.
وأضاف أردوغان “لن تمر هذه الدولة مجددا بحادث جيزي آخر”، مشبها احتجاجات طلاب جامعة البوسفور، بالاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عام 2013 ضد خططه لمشروع إعادة تطوير حديقة جيزي في إسطنبول.
وكانت السلطات التركية قمعت الاحتجاجات التي اندلعت ضد أردوغان والتي بدأت يوم 31 مايو عام 2013، كمحاولة من بعض الناشطين البيئيين لمنع بناء مركز تجاري في متنزة جيزي، بعد هدم حديقة عامة متاخمة لساحة تقسيم في إسطنبول.
وجاءت تصريحات أردوغان الصارمة في أعقاب اعتقالات واشتباكات جماعية بين الشرطة والمتظاهرين في إسطنبول وأنقرة الثلاثاء، عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المئات من المتظاهرين السلميين.
وقال مكتب محافظ إسطنبول إن 29 شخصا ما زالوا رهن الاحتجاز، بينما تم الإفراج عن 65 بعد الاحتجاجات.
ويرفض الطلاب وأعضاء هيئة التدريس تعيين أردوغان لمليح بولو، المقرب من الحزب الحاكم، رئيسا لجامعة البوسفور (بوغازيتشي) في إسطنبول ويطالبون باستقالته.
كما يطالب الطلاب والأكاديميون بالحق في انتخاب رئيس الجامعة، وإطلاق سراح الموقوفين في الاحتجاجات التي بدأت منذ يناير الماضي، وسط مؤشرات تنبئ بأن الأوضاع تأخذ نسقا تصاعديا، مما ينذر بتحول الحركة الاحتجاجية الطلابية إلى حركة احتجاج واسعة للتنديد بسياسات أردوغان القمعية.
ووفقا لوسائل إعلام تركية فقد ترشح بولو عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، بزعامة أردوغان، في الانتخابات البرلمانية لعام 2015.
ومنذ أن تحولت تركيا إلى النظام الرئاسي التنفيذي في يوليو 2018 أصبح أردوغان صاحب السلطة في تعيين رؤساء الجامعات الحكومية، في إجراء تقول عنه أوساط معارضة بأن الهدف منه هو تعزيز قبضة أردوغان على الجامعات، التي تعد معاقل حرية الرأي والتعبير.
وتعد جامعة البوسفور الحكومية في إسطنبول من أعرق جامعات تركيا، ويعرف الأكاديميون فيها بحرية الفكر. ويسعى الرئيس التركي لبسط سيطرته على الجامعة وغيرها من الجامعات الهامة في تركيا، عبر تعيين مقربين منه داخل هياكل إداراتها.
وكان رئيس وزراء تركيا السابق وزعيم حزب المستقبل المعارض أحمد داود أوغلو انتقد في تصريحات سابقة تعيين أردوغان شخصا من حزب العدالة والتنمية كعميد للجامعة، وقال في تغريدة على تويتر "الجامعات ليست أمكنة بلا أرواح، هي إقليم للعقول التي تتغذى من الحرية".