إيمانويل ماكرون: لبنان سجين حلف شيطاني

الرئيس الفرنسي يزور لبنان للدفع نحو تشكيل حكومة وإن لم تكتمل مواصفاتها.
الجمعة 2021/01/29
محاولة لإيجاد حلّ سريع

القاهرة – أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة أنه سيجري زيارة ثالثة للبنان بعد التحقق من أمور أساسية، للدفع نحو تشكيل حكومة في لبنان حتى لو كانت غير مكتملة المواصفات.

وقال ماكرون في تصريحات لقناة العربية إن خارطة الطريق الفرنسية للبنان لا تزال مطروحة على الطاولة، ولا توجد حلول أخرى متاحة للأزمة اللبنانية غير الخطة الفرنسية، واعدا بأنه سيفعل كل ما باستطاعته للمساعدة في تشكيل حكومة.

واعتبر أن النظام اللبناني في مأزق بسبب "الحلف الشيطاني" بين الفساد والترهيب. وتابع “عاطفتي تذهب نحو شعب لبنان، أما قادته فلا يستحقون بلدهم.. لبنان نموذج تعددي في منطقة عصف بها الجنون.. شعب لبنان رائع وقدم في الخارج نجاحات فكرية وثقافية غير مسبوقة”.

ومنذ استقالة حكومة حسان دياب عقب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الماضي، قاد ماكرون جهودا لحمل الزعماء اللبنانيين على الاتفاق على حكومة يمكنها تنفيذ إصلاحات تسمح بعودة المساعدات الدولية، وكان في كل مرة يتلقى وعودا إلا أن جهوده باءت بالفشل.

وزار ماكرون لبنان مرتين منذ انفجار المرفأ، وكان يعتزم إجراء زيارة ثالثة في ديسمبر الماضي، إلا أنه تم تأجيلها بسبب إصابته بفايروس كوفيد - 19.

وبدّد تأجيل زيارة الرئيس الفرنسي لبيروت إلى وقت غير محدد آمال اللبنانيين في حلّ الأزمة الحكومية، حيث كانوا يأملون في أن تؤدي زيارته إلى اختراق في الملف الحكومي.

ويشهد لبنان منذ العام الماضي انهيارا اقتصاديا تزامن مع انخفاض غير مسبوق في قيمة الليرة. وتخلفت الدولة في مارس عن دفع ديونها الخارجية، ثم بدأت مفاوضات مع صندوق النقد الدولي جرى تعليقها لاحقا جراء خلافات بين المفاوضين اللبنانيين.

وتطرق الرئيس الفرنسي إلى مسألة المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني، مؤكدا أنّ السعودية ينبغي أن تكون جزءا من أي مفاوضات على اتفاق مع طهران.

وأشار إلى أن المفاوضات ستكون صارمة للغاية، معتبرا أن الوقت المتبقي لمنع إيران من تطوير سلاح نووي محدود للغاية. كما أكد ضرورة تفادي تكرار أخطاء الاتفاق النووي الدولي الموقع عام 2015 مع إيران، والذي استبعد دولا أخرى بالمنطقة.

والثلاثاء، طالبت فرنسا إيران بالتوقف عن أي "استفزاز"، والعودة إلى "احترام" التزاماتها في إطار الاتفاق النووي المبرم في 2015، إن أرادت عودة الولايات المتحدة إليه.

وتوصلت إيران والدول الست الكبرى (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا) في 2015 في فيينا إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي، بعد توتر استمر اثني عشر عاما، لكن الاتفاق مهدد منذ انسحاب الولايات المتحدة منه العام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وخصوصا أن إيران بادرت إلى عدم تنفيذ غالبية التزاماتها الواردة فيه.

وأحيا انتخاب جو بايدن الآمال باحتمال إنقاذ الاتفاق النووي، إذ صرح بأنه يريد إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، لكنه يشترط مسبقا احترام طهران التزاماتها، في المقابل يطالب الإيرانيون برفع العقوبات الأميركية واحترام واشنطن لالتزاماتها.

زيارات لم تثمر حلا جذريا
زيارات لم تثمر حلا جذريا