صوماليون من العمل في قطر إلى صفوف جيش إريتريا

مقديشو - تبحث عائلات صومالية عن أجوبة بعد اختفاء أبنائها الذين توجهوا للعمل في قطر ليجدوا أنفسهم يقاتلون في صفوف جيش إريتريا.
وأثارت هذه المسألة قلقا كبيرا وغضبا واسعا في الصومال، في وقت يتصاعد فيه الضغط على الحكومة لكشف مصير المفقودين، في بلد يستعد لانتخابات أرجئت مرارا وسط توتر شديد.
وتفاجأ علي جاماك، الذي كان يعتقد أن ابنه يعمل حارس أمن في قطر في إطار الإعداد لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، بوصول مسؤولين من وكالة المخابرات الوطنية الصومالية لإعلامه بأن ابنه توفي، ليس في قطر بل في إريتريا إحدى أكثر دول العالم سرية.
وقال جاماك (48 عاما) إن المسؤولين عرضوا صورة ابنه للتعرف عليه وأمدوه بمبلغ قدره عشرة آلاف دولار، طالبين منه عدم طرح أي أسئلة بخصوص وفاة ابنه.
وكان ابن علي جاماك واحدا من ثلاثة شبان صوماليين قالت أسرهم إن الحكومة الاتحادية الصومالية جندتهم للعمل في وظائف في قطر، لكنهم ظهروا في إريتريا حيث سافروا للخدمة في جيشها رغما عنهم، فيما أكدت أسرتان أخريان أن اثنين من أبنائهما اختفيا ببساطة.
وأثار هذا التجنيد السري لشبان صوماليين بغية الانخراط في القتال في إريتريا غضبا عاما في الصومال، ما دفع العائلات إلى توجيه طلبات بهذا الصدد إلى أعضاء في البرلمان.
ويشعر صوماليون بالقلق على أبنائهم، بعد ورود تقارير عن مشاركة قوات إريترية في الاشتباكات التي وقعت في نوفمبر الماضي في شمال إثيوبيا المجاورة، وهو ما تنفيه إريتريا وإثيوبيا بشدة.
ويقول حسين إبراهيم "آخر مرة تحدثت مع ابني كانت قبل 22 يوما"، موضحا أنه بدل أن يجري التدريب في قطر كما كان مقررا بالأساس، أرسل الجندي الشاب إلى إريتريا.
وتابع أنه منذ ذلك الحين "لا أدري إلى من أتوجه لمعرفة ما حلّ به.. ثمة معلومات منتشرة تقول إن الذين هم في إريتريا أرسلوا للقتال في إثيوبيا حيث قتل بعضهم".
وأشار وزير الإعلام الإريتري يماني مسكيل في رده عما إذا كانت إريتريا جندت صوماليين أو دربتهم أو أرسلتهم إلى إثيوبيا، "شيء سخيف... ثمة تضليل إعلامي متداول على نطاق واسع".
وحدث تقارب بين قادة الصومال وإثيوبيا وإريتريا منذ 2018، بعد حدوث تغيير في القيادة في إثيوبيا. ووقعت إثيوبيا وإريتريا اتفاق سلام بعد أن كانتا عدوتين لدودتين، وتتبادل الدولتان الزيارات على مستوى عال.
وللصومال الآن علاقات ودية مع رئيس إريتريا بعد أن اتهمت بلاده من قبل بدعم مقاتلين إسلاميين.
ولا تزال حالات اختفاء شباب الصومال تؤرق أهاليهم، ويقول حسين ورسامي في هذا الصدد إن ابنه صدام (21 عاما) سافر للعمل في وظيفة أمنية في قطر في أكتوبر عام 2019، ومنذ ذلك الحين لم تصله أي أخبار منه لأكثر من عام.
وبعد ذلك جاءه اتصال هاتفي في نوفمبر من إريتريا ونقل عن ابنه قوله له "كنا كلنا مصدومين عندما نزلنا في إريتريا.. كنا نعتقد أننا سنطير إلى قطر.. أبي، لا توجد حياة هنا. لم أر طعاما سوى كسرة أو شريحة من الخبز منذ غادرت الصومال في 2019، وعندما يتظاهر المجندون أو يرفضون الأوامر فالرد رصاصة".
ويشير محلل أمني على دراية بهذا الملف الشائك إلى أنه علم من محاورات مع مسؤولين أمنيين في الصومال، أنه تم تجنيد حوالي ألف صومالي نقلوا إلى إريتريا على ثلاث مجموعات على الأقل، وأضاف أن إحدى المجموعات عادت إلى الصومال وأنه يتعذر الاتصال بالمجموعة الثانية وأن الثالثة لا تزال في إريتريا.
ولفت إلى أنه من المحتمل أن يكون تم إرسال مجموعة صغيرة من الجنود الصوماليين المدربين في إريتريا إلى تيغراي، إذ سبق أن استخدمت أسمرة جنودا أجانب وضعوا تحت قيادتها لخدمة مصالحها.
وأكد قائلا "الحكومة الصومالية لم تعط أبدا أي تفاصيل حول هذه القوات. إنه الصمت المطبق".