يان كوبيتش مبعوث أممي جديد إلى ليبيا

واشنطن – وافق مجلس الأمن الدولي الجمعة على تعيين ممثل الأمم المتحدة بلبنان، السلوفاكي يان كوبيتش، مبعوثا جديدا إلى ليبيا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد رشح كوبيتش لخلافة غسان سلامة، الذي استقال من المنصب في مارس الماضي لأسباب صحية. وتولت ستيفاني وليامز، نائبة سلامة، منصب القائم بأعمال المبعوث الدولي إلى ليبيا.
ويأتي تعيين كوبتيش في مرحلة فاصلة تعيشها ليبيا بين المفاوضات السياسية والعسكرية والاقتصادية لحل الأزمة بين الأطراف المتصارعة وتوحيد البلاد، وستفرض عليه مهماته الجديدة هناك تدعيم وقف إطلاق النار وتأكيد انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من بلد يشهد تدخلات عدة.
وكوبيتش (68 عاما) يتحدث السلوفاكية والتشيكية والإنجليزية والروسية والفرنسية، وكان منذ يناير 2019 منسقا خاصا للبنان. وبرز المبعوث السلوفاكي في لبنان سريعا بخطابه الصريح والمباشر وانتقاده للقادة اللبنانيين بشكل غالبا ما كان شديدا.
ورأس خلال حياته المهنية البعثة الأممية في العراق بين 2015 و2018، وفي أفغانستان بين 2011 و2015، وذلك بعد أن كان وزيرا لخارجية بلاده بين 2006 و2009، وأمينا عاما لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بين 1999 و2005.
وقابل بعض الدبلوماسيين اقتراح كوبيتش بتحفظ، وفق ما أفاد دبلوماسيون، إذ قال أحدهم “لقد اتبعنا التوافق لكن (كوبيتش) لا يحظى بسمعة جيدة لناحية الفعالية” في تحقيق أهدافه.
واتسمت عملية تعيين مبعوث لليبيا وهو منصب شاغر منذ نحو عام، بالفوضى، وهو ما أضر بصورة الأمم المتحدة، في حين أن الاشتباكات في الميدان لم تتوقف.
وبعد استقالة اللبناني غسان سلامة مطلع مارس 2020 لأسباب صحية، من دون أن يُخفي سأمه من الانتهاكات لقرارات الأمم المتحدة، طالبت أفريقيا بأن ينتقل المنصب إلى شخصية أفريقية.
وواجه تعيين وزير الخارجية الجزائري الأسبق رمطان لعمامرة، اعتراضا أميركيا. فوجد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مرشحة أفريقية هي الوزيرة الغانية السابقة هنا سيروا تيتيه، لكنها استبعدت لاحقا أيضا.
وفرضت واشنطن على شركائها مطلب تقسيم مهمات المنصب إلى قسمين، مع وجود منسق لبعثة الأمم المتحدة في طرابلس ومبعوث مسؤول عن المفاوضات السياسية مقره في جنيف.
وأُسنِدت مهمة المنسق إلى شخصية من زيمبابوي من أجل إرضاء أفريقيا. وكان مجلس الأمن وافق نهاية 2020 على تعيين البلغاري نيكولاي ملادينوف مبعوثا جديدا إلى ليبيا قبل أن يعلن نهاية ديسمبر اعتذاره لأسباب عائلية.
وعطّلت الدول الأفريقية أيضا ترشيح ملادينوف بحجة ضرورة ترشيح مبعوث أفريقي للوساطة في الصراع الليبي في القارة الأفريقية.
وتعاني ليبيا منذ 2011، صراعا على الشرعية والسلطة بين حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج بالعاصمة طرابلس (غرب)، والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، المدعوم من مجلس نواب طبرق (شرق).
وشهدت الأزمة الليبية مؤخرا عددا من اللقاءات التي عقدت في المغرب والقاهرة وتونس، ولقاءات افتراضية عقدت عبر تقنية الفيديو، بهدف إنجاح الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين وحلّ الأزمة التي أنهكت البلد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
وتوصل فرقاء ليبيا إلى اتفاق يقضي بتنظيم انتخابات في غضون 18 شهرا، وذلك ضمن المحادثات التي جرت في نوفمبر الماضي بين الأطراف الليبية في تونس برعاية الأمم المتحدة لوضع حدّ لأعمال العنف الدائرة في البلاد منذ 10 سنوات.