تحركات إرهابية تجدّد مخاوف الجيش من زعزعة استقرار الجزائر

انفجار قنبلة محلية الصنع شرقي الجزائر يسفر عن مقتل 5 مدنيين وإصابة آخرين.
الخميس 2021/01/14
استنفار ضدّ مخاطر محتملة

الجزائر – قتل خمسة مدنيين وأصيب ثلاثة آخرون الخميس بانفجار قنبلة محلية الصنع زرعها إرهابيون بولاية تبسة شرقي الجزائر قرب الحدود مع تونس.

وأفادت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان أنه “توفي اليوم خمسة مواطنين وأصيب ثلاثة آخرون بجروح متفاوتة الخطورة إثر انفجار قنبلة تقليدية الصنع، وذلك عند مرور المركبة النفعية التي كان على متنها الضحايا بوادي خني الروم ببلدية ثليجان بولاية تبسة”. ولم يكشف البيان أي تفاصيل أخرى.

وتحدثت الوزارة عن “القضاء” على جهادي في منطقة خنشلة المجاورة في إطار جهود مكافحة الإرهاب من دون إقامة صلة بين الحادثين.

وأضافت أنه “إثر نصب كمين محكم بواد بودخان بولاية خنشلة، تمكنت مفرزة للجيش الوطني الشعبي من القضاء على إرهابي خطير واسترجاع مسدس رشاش وثلاثة مخازن مملوءة، وجهاز إرسال واستقبال محمول وهاتفين نقالين”.

وتقدم الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، في تغريدة، بالتعازي لعائلات الضحايا. وكتب “عمل جبان وهمجي، ذلك الذي أودى بحياة خمسة من مواطنينا من منطقة ثليجان بولاية تبسة، عقب انفجار لغم تقليدي زرعته أيادي الغدر”.

وهذا الاعتداء هو الأكثر دموية الذي يستهدف مدنيين في الجزائر منذ أعوام.

وتحدثت الوزارة في البيان نفسه عن تصفية جهادي في منطقة خنشلة المجاورة في إطار جهود مكافحة الإرهاب من دون إقامة صلة بين الحادثين.

وتستخدم السلطات الجزائرية مصطلح إرهابي لوصف الإسلاميين المسلحين الذين نشطوا في البلاد منذ أوائل تسعينات القرن الماضي.

ورغم صدور قانون المصالحة الوطنية في 2005 لطي صفحة الحرب الأهلية (1992 – 2002) التي أسفرت عن 200 ألف قتيل، ما زالت مجموعات مسلحة تنشط في شرق ووسط البلاد وفي الصحراء جنوبا.

ومطلع يناير قتلت قوات الجيش الجزائري أربعة جهاديين وخسرت جنديين خلال اشتباك مع مجموعات إرهابية في تيبازة غرب الجزائر العاصمة.

والأربعاء، حذر الجيش الجزائري من مخاطر وتحديات كبرى، داعيا إلى وضع خطط مستقبلية لمواجهتها.

وقال بيان لوزارة الدفاع الجزائرية إن قدر الجزائر كان "على مر التاريخ ولا يزال، هو مواجهة التحديات والانتصار عليها، مهما كلفها من تضحيات".

وقال رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق سعيد شنقريحة إن التحديات التي تعترض الجزائر حاليا “عظيمة وخطيرة”.

جاء ذلك خلال اجتماع تقييمي مع قيادات الجيش لما تم إنجازه خلال السنة المنقضية، والتحديات التي "يتعين رفعها في المستقبل القريب والمتوسط".

وأضاف شنقريحة أنه "على يقين تام بأن الجيش يملك من التّجارب والخبرات التي اكتسبها في صراعه المرير مع الإرهاب الهمجي، ومختلف الدروس القاسية التي مر بها" ما يجعله قادرا على مواجهة التحديات الإرهابية..

وكثفت السلطات الجزائرية في الأشهر الأخيرة من التحذير مما تصفه بالأوضاع الخطيرة المحيطة بالجزائر، مشيرة إلى وجود أطراف أجنبية تسعى لزعزعة استقرار البلاد ووضعها بين كفي كماشة التوترات الأمنية.

وأول يناير الجاري، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن جهودها في مكافحة الإرهاب خلال العام 2020 أثمرت تحييد 37 إرهابيا، قتل من بينهم 21 وتم اعتقال 9 وسلم 7 آخرون أنفسهم، فضلا عن القبض على 108 من عناصر الدعم والإسناد لهذه الجماعات المسلحة.

ووصفت الوزارة هذه الحصيلة بـ"المعتبرة" موضحة أن جهودها شملت أيضا تدمير 251 مخبأ لهذه الجماعات واسترجاع كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة ومختلف الأجهزة العسكرية وشبه العسكرية.

وأوضح بيان الوزارة أن "سنة 2020 تميزت بنتائج معتبرة في مجال مكافحة الإرهاب والتهريب والمتاجرة بالأسلحة والمخدرات والجريمة المنظمة، وذلك من خلال القضاء وتوقيف عدد كبير من الإرهابيين وتفكيك عدة خلايا دعم وتدمير عدد معتبر من المخابئ التي كانت تستعمل من طرف الجماعات الإرهابية".