إسرائيل تكيّف خططها مع جهود إيران لتسريع تطوير برنامجها النووي

القدس - طالب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، الجهات المختصة بالجيش بوضع خطة جديدة لمواجهة البرنامج النووي الإيراني.
وأفادت صحيفة "إسرائيل اليوم" بأن هذه الخطوة جاءت مدفوعة بالتحركات الأخيرة من جانب طهران، التي تخطط لتسريع العمل على برنامجها النووي.
ويشكل حصول إيران على سلاح نووي تهديدا مباشرا لإسرائيل، وهو ما يفسر تخصيص تل أبيب نسبة كبيرة من اهتمامها لصد التقدم في البرنامج النووي الإيراني.
وأشارت الصحيفة إلى أن كوخافي كلّف "الدائرة الاستراتيجية والدائرة الثالثة بالجيش"، المعروفة أكثر باسم "مديرية إيران"، بوضع ثلاثة بدائل لـ"تقويض جهود إيران النووية أو لمواجهة العدوان الإيراني، والتي سيتم تقديمها قريبا إلى الحكومة".
وأكدت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يعمل على إعداد خطة جديدة لمواجهة التهديدات في الشرق الأوسط، وتتطلب ميزانية إضافية لوزارة الأمن تقدر بعدد من المليارات.
وكانت إسرائيل قد عارضت بشدة الاتفاق الذي توصلت إليه إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، والدول الكبرى، مع إيران حول برنامجها النووي عام 2015.
وخاضت إسرائيل حملة إعلامية دولية كبيرة ضد الاتفاق، وصلت ذروتها بخطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي في مارس عام 2015.
ورحبّت إسرائيل بانسحاب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب من الاتفاق عام 2018.
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" في تقريرها إن إيران اتخذت مؤخرا "عدة خطوات قد تسمح لها بأن تختصر بشكل كبير الوقت الذي سيستغرقه تطوير سلاح نووي، إذا قرر النظام الاندفاع إليه"، رغم إعلانها رغبتها في التفاوض على اتفاق نووي جديد، مع الإدارة القادمة للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، بدلا من الاتفاقية التي انسحب منها الرئيس ترامب.
وتابعت الصحيفة "تعتقد المخابرات العسكرية الإسرائيلية أنه بمجرد إصدار طهران للأمر، يمكن أن تشكل موقعا نوويا عسكريا يعمل بكامل طاقته في غضون عام واحد".
وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى أن "إيران حققت تقدما في السنوات الأخيرة من حيث البحث والتطوير، سواء في المواد المخصبّة أو القدرات الهجومية، ولديها نظام يريد حقا امتلاك أسلحة نووية".
وأضاف غانتس "من الواضح أن إسرائيل بحاجة إلى خيار عسكري مطروح على الطاولة، هذا يتطلب موارد واستثمارات، وأنا أعمل على تحقيق ذلك".
وتتابع إسرائيل عن كثب تحركات إيران الأخيرة، بما في ذلك تكديس اليورانيوم المخصب منخفض الدرجة، وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة، وتوسيع العديد من المنشآت النووية، ومتابعة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، ومؤخرا الإعلان عن خطط لإنتاج معدن اليورانيوم لوقود المفاعل، وهو ما يعني أن توجّه إيران نحو الأصول النووية آخذ في الازدياد.
وقالت الصحيفة "يعتقد الإسرائيليون أن النظام الإيراني يخطط لاستخدام هذه الأصول كوسيلة ضغط عند التفاوض مع إدارة بايدن، وحذروا من أن استئناف الشروط المفصلة في الاتفاق النووي لعام 2015 سيكون كارثة".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن تل أبيب تخطط من أجل ألا تدخر جهدا في التعامل مع الولايات المتحدة "لضمان صياغة صفقة أفضل" وسط توقعات بأن تتخذ إدارة بايدن خطوات إيجابية تجاه إيران.
وكشفت في هذا الصدد النقاب عن أن نتنياهو يخطط لتسمية شخصية خاصة لقيادة هذه الجهود، حيث من المرجح أن يستعين بمدير جهاز المخابرات (الموساد) المنتهية ولايته يوسي كوهين، الذي من المقرر أن يتقاعد في يونيو.