تمنيت لو فاز ترامب… فائزة رفسنجاني تثير جدلا في إيران

المحافظون يصفون الإصلاحيين بمرتزقة العقوبات الأميركية.
الثلاثاء 2021/01/12
سننتصر في نهاية المطاف

هاجمت الصحف الإيرانية المحافظة الاثنين، البرلمانية الإصلاحية السابقة فائزة هاشمي رفسنجاني، بعد أن صرحت بأنها كانت ترغب في فوز الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب. وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها تصريحات فائزة المناوئة للنظام جدلا، إلا أن تزامنها مع اقتراب الانتخابات الرئاسية أعطاها زخما إضافيا.

طهران – أثارت تصريحات البرلمانية السابقة فائزة هاشمي رفسنجاني، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، التي تمنت فيها فوز الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية من أجل تعديل سلوك النظام الإيراني، جدلا واسعا داخل الجمهورية الإسلامية.

وقالت هاشمي في الذكرى الرابعة لوفاة والدها، خلال مقابلة بثّها موقع “إنصاف نيوز” مباشرة عبر تطبيق إنستغرام، “بالنسبة إلى إيران، كنت أرغب في أن يفوز السيد ترامب، لكنني لو كنت أميركية لما صوّت له”.

وعزت سبب رغبتها في فوز ترامب إلى أن “الشعب دائماً تواق إلى تحقيق إصلاحات، لكن لا يحدث شيء، ولا يتم التجاوب مع طلباته، والأشخاص يُقمعون، لكن ربما لو استمرت ضغوط السيد ترامب لكنا حينها مضطرين إلى تغيير السياسات في نهاية المطاف”.

وهاجم المحافظون الذين يسيطرون على البرلمان ويستعدون لخوض الانتخابات الرئاسية خصومهم الإصلاحيين.

ووصفت صحيفة “كيهان” المحافظة تصريحات فائزة هاشمي بأنها “فضيحة جديدة” لأدعياء الإصلاح، واتهمت الإصلاحيين بما كانوا يتهمونها به سابقا، حيث أطلقت عليهم اسم “المرتزقون من العقوبات”، وحمّلت جميع الإصلاحيين وزر ما قالته هاشمي.

وأشارت الصحيفة إلى أن التيار الإصلاحي كان قد انتفع من وجود ترامب كثيرا، فحتى بعد مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني كان يرفض القيام برد، وعزف على وتر المفاوضات.

وبعد الضجة التي أثارتها مقابلة هاشمي، المعروفة بتصريحاتها الجريئة التي لا تتوافق مع السياسات الرسمية، وجه إليها شقيقها محسن هاشمي رفسنجاني -وهو رئيس مجلس بلدية طهران- رسالة مفتوحة، داعياً إياها إلى “الاعتذار”.

وقال محسن رفسنجاني -الذي يطمح إلى الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2021- لشقيقته “مقابلتك أحزنت محبي آية الله هاشمي وأعضاء الأسرة”.

وأضاف “صحيح أنه خلال السنوات الأخيرة قد اتُّخذت سلوكيات خاطئة معك وأسرتك وابنك، لكن ذلك لا يشكل سبباً في الرهان على رئيس بلد أجنبي”، داعياً إياها إلى “تصحيح كلامها والاعتذار عن هذا الموقف”.

محسن رفسنجاني: أدعوك إلى تصحيح كلامك والاعتذار  عن هذا الموقف
محسن رفسنجاني: أدعوك إلى تصحيح كلامك والاعتذار  عن هذا الموقف

وفي جزء من تصريحاتها رفضت فائزة هاشمي أن يتم تسجيل الوضع الاقتصادي السيء باسم “العقوبات”، مشيرة إلى الاحتجاجات التي شهدتها إيران بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في ديسمبر 2017 ونوفمبر 2019.

وقالت “(أثناء) كل هذه الاحتجاجات التي شهدها الشارع، لم يردد أحد الموت لأميركا! لأنه على أي حال لا وجود لعلاقات مع أميركا، وسياساتنا المغلوطة على المستوى الدولي والإقليمي، والتي أصبحت كلها كارثية، يجب عدم تحميل مسؤوليتها للطرف الآخر، نحن الذين نجلب إلى أنفسنا الكوارث”.

ويروج النظام الإيراني فكرة أن العقوبات الأميركية كانت وراء تدهور أوضاع الإيرانيين الاقتصادية والاجتماعية، فيما لم يعد هذا المبرر يجد آذانا صاغية لدى المواطنين.

وفي يوليو الماضي قالت هاشمي إن إيران تمر بحالة “انهيار اقتصادي وسياسي وثقافي”، داعية المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إلى التنحي، في تصريحات غير مسبوقة.

وأضافت “إذا لم يحدث شيء في البلاد فذلك بسبب عدم رغبة الناس في الإطاحة بالنظام”، لأن “من جرب المجرب حلت به الندامة”.

وأكدت أنه في حال استمرار الأوضاع الراهنة فلا مبرر للمشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة، مضيفة “التصويت عمل يأتي في إطار تأييد الأوضاع الراهنة السيئة وخداع السلطات والمسؤولين للاستمرار في هذه السياسات والمسارات الخاطئة”.

وعن كيفية الخروج من الأزمات الحالية، لاسيما في ما يخص العلاقة مع الولايات المتحدة، قالت هاشمي “الحوار غير المباشر بين إيران والولايات المتحدة ذهب في اتجاه غير عقلاني. ويغذي الجانبان هذه اللعبة السخيفة. لو كنت صاحبة القرار لتابعت فتح السفارة الأميركية في طهران، وكذلك السفارة الإيرانية في واشنطن، دون أي مفاوضات”.

ولفائزة هاشمي تصريحات كثيرة تنتقد فيها النظام الإيراني، كان آخرها وأكثرها حدة ما صرحت به يوم 30 يونيو الماضي، في لقاء عبر الإنترنت، لمركز جامعة ستانفورد للدراسات الإيرانية، حينما أشارت إلى الضغوط التي تتم ممارستها على النساء والوضع السياسي في إيران، قائلة “أخطأنا كما أخطأ الشاه ولسنا نظاماً دينيًا.. ولا نظامًا ثوريًا”، مشددة على أن “الأنظمة لا تستطيع الدفاع عن الأيديولوجيات، لأنها ستصبح أدوات لإساءة الاستخدام”.

ويرى مراقبون أن تصريحات هاشمي تعبر عن رأي المعارضة الإيرانية التي تختزل مطالبها في إسقاط النظام.

ولاقت الشعارات التي ترفعها المعارضة الإيرانية ترحيبا من الرئيس الأميركي المنتهية ولايته حين قال “لا بد من دعم المعارضة في الداخل، وسندعمها”.

ويرى مراقبون في رحيل ترامب عن البيت الأبيض انتكاسة لآمالهم في التغيير وأن رهان طهران على مرحلة “الصبر الإستراتيجي”، أي فترة أربع سنوات من حكم ترامب قبل الانفراجة، قد نجح.

ويعيش النظام الإيراني أزمة سياسية عميقة داخل مؤسساته، إلى جانب الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخانقة التي دفعت الشعب إلى المطالبة بإسقاط النظام، لكن سطوة الحرس الثوري الإيراني أجهضت إلى حد الآن ذلك المسعى.

5