لعنة الانتقالات الصيفية تصيب حسابات أندية البريميرليغ

أبرمت أندية البريميرليغ مجموعة من الصفقات الضخمة، ودفعت الأموال لتعزيز صفوفها بشكل كبير، رغم المعاناة الكبرى التي عاشتها أندية كرة القدم، بسبب توقف النشاط وغياب الجمهور. ولم تكن كل تلك الصفقات ناجحة، إذ لا يزال العديد من اللاعبين يعانون مع فرقهم حتى الآن، وفشلوا في تقديم المنتظر منهم رغم المبالغ الضخمة المدفوعة لضمهم.
لندن- فشل معظم نجوم الصيف حتى الآن في إظهار مستواياتهم الحقيقية، بالرغم من الأموال الطائلة، التي أنفقتها أندية الدوري الإنجليزي الممتاز على اللاعبين، خلال سوق الانتقالات الصيف الماضي.
وطغت سمة “فشل النجوم الجدد” على موسم البريميرليغ في نصفه الأول، واستمرت الأندية الإنجليزية بالاعتماد على نجومها السابقين للتألق وتحقيق النتائج.
الثنائي الألماني الأزرق
من أبرز الأندية التي دخلت سوق الانتقالات بقوة نادي تشيلسي اللندني، الذي أنفق مبالغ كبيرة للتعاقد مع نجوم شبان لتدعيم الفريق. ولكن حتى الآن، فشل أبرز نجمين تعاقد معهما تشيلسي في إثبات الذات، وهما الألمانيان تيمو فيرنر وكاي هافيرتز، اللذان كلفا خزينة النادي أكثر من 140 مليون يورو. وسجل فيرنر، أحد أبرز هدافي أوروبا الموسم الماضي، 4 أهداف بالدوري فقط، أما مواطنه صانع الألعاب هافيرتز فسجل هدفا واحدا بالدوري.
ومن أكثر الصفقات التي ترقبتها الجماهير، صفقة انتقال النجم الهولندي دوني فان دي بيك من أياكس أمستردام الهولندي إلى مانشستر يونايتد. إلا أن الجماهير تفاجأت بتهميش النجم الهولندي مع “الشياطين الحمر”، حيث لم يشارك أساسيا في الدوري سوى في مباراة واحدة فقط. وفي الدقائق المحدودة التي لعبها، لم يستطع فان دي بيك فرض نفسه، وبدا متخبطا بين خطوط الفريق.
أما الصفقة التي لا يفهمها أحد حتى الآن، ضم يونايتد النجم الهولندي مقابل قرابة 40 مليون يورو ليجعله حبيسا لدكة البدلاء، ليتم فتح الحديث عن رحيله حتى بعد ستة أشهر. كما وضعت العديد من التوقعات على الظهير البرازيلي أليكس تيليس بعد انضمامه إلى مانشستر يونايتد مقابل 15 مليون يورو قبل عام من نهاية عقده، ولكن مع الوقت تراجع ليصبح بديلا للوك شو.
وحدث صراع كبير بين أرسنال الإنجليزي وأتلتيكو مدريد الإسباني في اليوم الأخير من الانتقالات الصيفية، للحصول على توقيع نجم الوسط الغاني توماس بارتيه. لكن النجم الأفريقي الذي كلف انتقاله 50 مليون يورو، ظهر بشكل متواضع مع “المدفعجية” في المباريات القليلة التي لعبها، قبل أن تلاحقه لعنة الإصابات، ويبتعد عن التشكيلة لأشهر.
كما عولت جماهير أرسنال كثيرا على البرازيلي ويليان، الذي جاء بالمجان لإنعاش خط الوسط بخبرته الكبيرة، وملء فراغ غياب الألماني مسعود أوزيل عن الفريق. وبعد مباراة أولى رائعة للنجم البرازيلي، تاه ويليان وظل طريقه، ولم ينجح بتسجيل أي هدف في 12 مباراة مع الفريق بالدوري، بينما ساهم بثلاث تمريرات حاسمة، اثنتان منها جاءتا في المباراة الافتتاحية.
ويعتبر الهولندي نايثن أكي من أغلى المدافعين القادمين للبريميرليغ هذا الصيف، حيث انتقل من بورنموث لمانشستر سيتي مقابل 45 مليون يورو. ولكن المدافع الهولندي، الذي جاء “لحل” مشكلات المدرب بيب غوارديولا الدفاعية، لم يظهر إلا نادرا، وشارك في 6 مباريات في الدوري فقط، ولم يقنع في المباريات التي شارك فيها.
أما الظهير اليوناني كونستانتينوس تسيميكاس، فانضم مقابل قرابة 13 مليون يورو، ولكن كثرة إصاباته جعلته يشارك حتى الآن في أربع لقاءات فقط مع ليفربول. كما انضم تياغو ألكانتارا مقابل 22 مليون يورو رغم أن عقده ينتهي بعد عام من الآن، وكعادته أثرت الإصابات على مشاركاته ليلعب فقط أربع مباريات حتى الآن مع ليفربول.
ودفع مانشستر سيتي 42 مليون يورو لضم المدافع ناثان أكي من بورنموث الهابط، ولكن الدولي الهولندي فشل في التألق مثل زميله المنضم معه في نفس التوقيت روبن دياش، وخرج من الحسابات الأساسية لغوارديولا.
لاعب ثانوي
لم يصدق إداريو ريال مدريد الإسباني أنفسهم، عندما تخلصوا من الويلزي غاريث بيل على سبيل الإعارة إلى توتنهام الإنجليزي، الصيف الماضي. لكن بيل الذي يكلف خزينة “الملكي” 17 مليون يورو سنويا، استمر “بالضياع” مع توتنهام، وأصبح لاعبا ثانويا مع كتيبة البرتغالي جوزيه مورينيو.
وانضم مات دوهيرتي من وولفز إلى توتنهام لعلاج العجز في مركز الظهير الأيمن مقابل 16 مليون يورو، ولكن جوزيه مورينيو يفضل الاعتماد على سيرغ أورييه عن اللاعب الأيرلندي. أما اللاعب التركي شينغيز أوندر فقد انضم مقابل قرابة 25 مليون يورو لدعم مركز الجناح في ليستر سيتي، ولكن بعد انقضاء نصف الموسم لم يدخل بعد في التشكيل أو الحسابات الأساسية لفريقه. في حين أن المهاجم البرتغالي الشاب فابيو سيلفا دفع وولفرهامبتون 40 مليون يورو لضمه ليسجل فقط ثلاثة أهداف حتى الآن في كل المسابقات.
وانضم النجم الجزائري سعيد بن رحمة إلى وست هام مقابل 23 مليون يورو، ولكن حتى الآن لا يدخل في حسابات ديفيد مويس الأساسية، رغم المطالبات بالاعتماد عليه بشكل أكبر. وانضم المدافع الألماني روبين كوخ مقابل 13 مليون يورو من فرايبورغ إلى ليدز، ولكن لم يساعد الفريق الإنجليزي في تعزيز دفاعه الذي يعاني، ثم جاءت إصابته على مستوى الركبة لتبعده عن الملاعب.
بيل الذي كان يكلف خزينة الريال 17 مليون يورو سنويا، استمر في الضياع مع توتنهام، وأصبح لاعبا ثانويا في فريق مورينيو
وكان يتوقع من انضمام المهاجم الإسباني رودريغو من فالنسيا إلى ليدز مقابل 30 مليون يورو تألقا كبيرا، ولكن حتى الآن رغم ماكينة بييلسا التهديفية لم يسجل إلا ثلاث مرات. وانضم اللاعب الشاب ريان بروستر الصيف الماضي من ليفربول إلى شيفيلد مقابل 26 مليون يورو، ولكن بعد 14 مباراة مع الفريق لم يسجل بعد وسط معاناة كبرى للفريق. ولعل الناجي الوحيد من “لعنة انتقالات الصيف” هو النجم البرتغالي ديوغو جوتا، الذي تألق بشكل لافت مع ليفربول منذ مباراته الأولى. وأصبح جوتا يمثل تهديدا حقيقيا لثلاثي الهجوم في الفريق، روبرتو فيرمينو وساديو ماني ومحمد صلاح.
ويثبت الدولي المصري محمد صلاح نجم ليفربول باستمرار أنه أحد أهم أسباب نجاح فريقه في السنوات الأخيرة، ويؤكد ذلك ببدايته القوية في الموسم الجديد للدوري الإنجليزي، والأرقام توضح ذلك. أرقام صلاح توضح تفوقه الهجومي وسط أقرانه في معظم فرق الدوري الإنجليزي. ويسعى صلاح لاستعادة جائزة الحذاء الذهبي لهداف الدوري الإنجليزي التي حققها في موسمي 2017-2018 و2018-2019، واقتنصها فاردي مهاجم ليستر سيتي الموسم الماضي.