الإرهاب تهمة أردوغان الجاهزة لمتظاهري إسطنبول

إسطنبول ـ هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاحتجاجات الطلابية الرافضة لتعيينه مقربا منه رئيسا لجامعة مرموقة في إسطنبول.
وبرر أردوغان القبضة الأمنية التي مورست على المحتجين بوجود إرهابيين في صفوف الاحتجاجات، مشيرا إلى أن تعيينه لرئيس جديد لجامعة مرموقة يتماشى مع القانون.
وقال للصحافيين في إسطنبول "الطلاب ليسوا جزءا من هذا. هناك إرهابيون يشاركون في هذا (الاحتجاج)".
وتثير تعيينات أردوغان حساسية واسعة في الداخل التركي، بعد أن عمل نظامه منذ محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 على تعيين الموالين له في مؤسسات الدولة القضائية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى التعليمية.
ويواصل نظام أردوغان تجاوزاته ضد الطلاب الرافضين لفرضه وصايته على الجامعات.
واندلعت الاحتجاجات في جامعة بوغازيتشي التي تعرف أيضا باسم جامعة البوسفور الاثنين بعد تعيين أردوغان لمليح بولو، الذي ترشح لعضوية البرلمان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان في عام 2015، لمنصب رئيس الجامعة الجديد.
واعتبر الطلاب أن تعيين رئيس لجامعة البوسفور المرموقة من قبل حزب أردوغان محاولة من السلطة لوضع اليد على الجامعة.
وأعرب العديد من الأكاديميين من جامعات تركية أخرى، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن تضامنهم مع الاحتجاجات.
وقوبلت المظاهرة بعنف شديد من الشرطة التركية التي اعتقلت 45 شخصا الاثنين، بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول.
وأضافت الوكالة أن 21 من المعتقلين أحيلوا إلى المحكمة الجمعة بينما تم الإفراج عن الباقين.
والأربعاء، تجمع المتظاهرون في حرم الجامعة بهدوء وسط حضور أمني قوي، قبل أن يقطعوا مضيق البوسفور عبر العبارة ليواصلوا احتجاجهم في الجهة الآسيوية للمدينة، وفق صحافيين.
وكُتب بالإنجليزية على لافتة رفعها أحد المتظاهرين "لن تكون أبدا عميدنا".
وقال الطالب في علوم الاقتصاد صالح تانيك لوكالة فرانس برس إنه جاء للتظاهر "ضد جميع العمداء الذين عينوا بمراسيم رئاسية منذ 2016"، وهو العام الذي أعطى فيه أردوغان لنفسه هذا الامتياز إثر محاولة انقلاب ضده.
وقالت الطالبة زهراء أيديمير التي تدرس في جامعة أخرى إنها جاءت للتظاهر تضامنا مع زملائها في جامعة البوسفور، وأكدت "نشعر بالقوة التي بين أيدينا عندما نتحد".
ويطالب الطلاب بالحق في انتخاب رئيس الجامعة، وإطلاق سراح الموقوفين.
وكانت جامعة البوسفور هدفا للسلطات عدة مرات في الأعوام الأخيرة، وهي تعد تقليديا معقلا للطلبة اليساريين.
وأوقف عدد من طلبتها عام 2018 إثر تظاهرهم ضد التدخل العسكري التركي في سوريا، وقد وصفهم أردوغان بأنهم "خونة" و"إرهابيون".