النظام التركي يحاصر الحركة الطلابية خشية سيناريو "احتجاجات تقسيم"

الأجهزة الأمنية التركية تشن حملة اعتقالات طالت العشرات على خلفية الاحتجاجات الطلابية ضد تعيينات أردوغان.
الأربعاء 2021/01/06
النظام التركي يقابل الاحتجاجات الطلابية بموجة قمع واسعة

إسطنبول - شنت الأجهزة الأمنية التركية الأربعاء حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات على خلفية الاحتجاجات الطلابية بجامعة البسفور بإسطنبول، رفضا لتعيين رئيس جامعة مقرب من الرئيس رجب طيب أردوغان.

ومنعت السلطات التظاهر في إسطنبول ودشنت في المقابل حملة جديدة بإلقاء القبض على 14 شخصا، ما يرفع العدد الإجمالي للموقوفين إلى 36 وسط دعوات إلى مظاهرات طلابية جديدة.

وأظهرت لقطات بثتها وكالة أنباء "ديميرورين" الخاصة وحدات من الشرطة الخاصة وهي تداهم منازل أشخاص، جرى تقييد أيدي بعضهم بعد ذلك واقتيادهم إلى سيارات الشرطة.

ويتظاهر الطلاب منذ الاثنين احتجاجا على تعيين الرئيس رجب طيب أردوغان رئيسا جديدا للجامعة، واصفين التعيين بأنه غير ديمقراطي وبأنه محاولة للحد من الحرية الأكاديمية.

وعين أردوغان السبت الماضي مليح بولو رئيسا للجامعة، ووفقا لوسائل إعلام تركية فقد ترشح بولو عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، بزعامة أردوغان، في الانتخابات البرلمانية لعام 2015.

ومنذ أن تحولت تركيا إلى النظام الرئاسي التنفيذي في يوليو 2018  أصبح أردوغان صاحب السلطة في تعيين رؤساء الجامعات الحكومية، في إجراء تقول عنه أوساط معارضة بأن الهدف منه هو تعزيز قبضة أردوغان على الجامعات التي تعد معاقل حرية الرأي والتعبير.

لللل

ويسعى الرئيس التركي لبسط سيطرته على جامعة البسفور وغيرها من الجامعات الهامة في تركيا عبر تعيين مقربين منه داخل هياكل إداراتها.

وانتقد رئيس وزراء تركيا السابق وزعيم حزب المستقبل المعارض أحمد داود أوغلو تعيين أردوغان شخصا من حزب العدالة والتنمية كعميد للجامعة، وقال في تغريدة على تويتر "الجامعات ليست أمكنة بلا أرواح، هي إقليم للعقول التي تتغذى من الحرية".

وتعد جامعة البسفور الحكومية في إسطنبول من أعرق جامعات تركيا ويعرف الأكاديميون فيها بحرية الفكر. ولم تسلم الجامعات من عمليات التطهير واسعة النطاق التي شنها نظام أردوغان ضد المؤسسات المختلفة في تركيا وخارجها التي يشتبه في أنها مرتبطة بأتباع رجل الدين عبدالله غولن.

وأعلن والي إسطنبول علي يرلي قايا الأربعاء حظر "كافة أنواع الاجتماعات والمظاهرات والمسيرات" في منطقة تغطي حرم بوغازيتشي بالجانب الأوروبي من المدينة، وأرجع ذلك إلى مكافحة فايروس كورونا، إلا أن الطلاب لم يلتزموا بالحظر وتظاهروا أمام مكتب رئيس الجامعة، كما دعا المنظمون إلى تنظيم مسيرة في الجانب الآسيوي من إسطنبول.

ويطالب الطلاب والأكاديميون بالحق في انتخاب رئيس الجامعة، وإطلاق سراح الموقوفين، وسط مؤشرات تنبئ بأن الأوضاع تأخذ نسقا تصاعديا في ظل مخاوف من تكرار سيناريو "تقسيم" في العام 2013 وتحوّل الحركة الاحتجاجية الطلابية إلى حركة احتجاج واسعة عمت جميع أنحاء تركيا للتنديد بسياسات أردوغان القمعية.

وقمعت السلطات التركية الاحتجاجات التي اندلعت ضد أردوغان والتي بدأت يوم 31 مايو عام 2013 كمحاولة من بعض الناشطين البيئيين لمنع بناء مركز تجاري في متنزة جيزي بعد هدم حديقة عامة متاخمة لساحة تقسيم في إسطنبول.