برهم صالح يدعو إلى استعادة السيادة العراقية خلال تأبين أحد أكبر منتهكيها

بغداد - وقع الرئيس العراقي برهم صالح في تناقض صارخ بدعوته إلى بناء دولة عراقية كاملة السيادة على أرضها وقرارها، خلال مشاركته في تأبين قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي يُعتبر رمزا للتعدي على سيادة العراق، بينما تُعتبر بلاده أحد الأطراف المشاركة في إضعاف العراق وتراجع دولته على مختلف المستويات، وتحويل أراضيه إلى ميدان حرب بالوكالة في إطار صراع النفوذ الذي تخوضه طهران.
ودعا صالح الثلاثاء، إلى إرساء عقد سياسي جديد في البلاد يُمكّن العراقيين من بناء دولة ذات سيادة كاملة بعيدا عن التدخل والوصاية الخارجية.
وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها في حفل تأبيني أقامته هيئة الحشد الشعبي، الذي يضم العشرات من الميليشيات الشيعية التابعة لإيران في الذكرى السنوية الأولى لمقتل سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد أبومهدي المهندس، بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد في 3 يناير 2020.
وقال صالح إنّ “هناك حاجة لعقد سياسي جديد يمكّن العراقيين من بناء دولة بسيادة كاملة ويعالج الأخطاء المتراكمة التي أدت لتصدع منظومة الحكم القائم”.
وأضاف أنّ “ذلك لن يتحقق من دون الإصلاحات ومعالجة مكامن الخلل، من أجل تغيير واقع العراقيين وتحقيق حياة كريمة تليق بهم”.
وأشار الرئيس العراقي إلى أنّ “هناك من يريد أن يشغل العراقيين بصراعات داخلية تستنزفهم وتضعف كيانهم”، معتبرا أنّه “لا يمكن الاستمرار والبلد مستباح والدولة منتهكة ومخترقة”، ومشدّدا على أنّ أوضاع العراق لن تستقيم “من دون أن يكون شعبه سيد نفسه بعيدا عن أي وصاية أو تدخل خارجي”.
كما اعتبر صالح أنه “من غير المقبول بأن يكون البلد ساحة صراع الآخرين أو منطلقا للعدوان على أحد”.
وقال إنّ “أمام العراق تحديات جسيمة واستحقاقات مهمة، أبرزها الانتخابات المبكرة النزيهة بعيدا عن التزوير أو التلاعب بإرادة العراقيين في اختيار ممثليهم، والشروع في الإصلاحات وتعزيز الأجهزة الأمنية وضبط السلاح المنفلت”.
والسلاح المنفلت الذي يدعو الرئيس العراقي لضبطه، ليس سوى سلاح الميليشيات التي أشرف سليماني نفسه على تأسيس الكثير منها وتسليحها والإشراف ميدانيا على معاركها سواء في العراق، أو في سوريا المجاورة.