تعيينات أردوغان تغضب طلاب جامعة مرموقة في تركيا

النظام التركي يتبع سياسة تعيين الموالين على رأس مؤسسات التعليم.
الاثنين 2021/01/04
غضب يتصاعد

إسطنبول - أثار قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعيين مقرب منه في رئاسة جامعة مرموقة في إسطنبول موجة غضب واسعة بين الطلبة والأساتذة على حد سواء، والذين ينظرون إلى الأمر باعتباره محاولة لوضع اليد على المؤسسات الأكاديمية.

ولا يترك النظام التركي أي فرصة لتعزيز نفوذ سلطاته الواسعة في البلاد حتى لو كان الأمر له علاقة بالتعليم، فقد تظاهر المئات من طلاب جامعة البوسفور ضد تعيين رئيس لها مقرب من حزب أردوغان.

وتثير تلك التعيينات حساسية واسعة في الداخل التركي، بعد أن عمل النظام منذ محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 على تعيين الموالين له في مؤسسات الدولة القضائية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

واعتبر الطلاب أن تعيين رئيس لجامعة البوسفور المرموقة من قبل حزب أردوغان محاولة من السلطة لوضع اليد على الجامعة.

وتجمع حوالي ألف شخص قرب الحرم الجامعي وهم يهتفون "لا نريد عميدا معينا" من قبل الحكومة و"إذا لم يرحل سنبقى!".

وقالت مجموعة داعمة لهذا التحرك على تويتر إن الشرطة أوقفت اثنين على الأقل من المتظاهرين على هامش التحرك.

واختير مليح بولو (50 عاما) الجمعة من قبل أردوغان لرئاسة جامعة البوسفور، وهي مؤسسة عامة تعطى فيها الدروس باللغة الإنجليزية وتخرّج منها جزء من النخبة في البلاد.

لكن تعيين رئيس للجامعة من خارجها، علما أنه حاول في 2015 الترشح لمنصب نائب رئيس لها تحت ألوان حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان، أثار غضبا شديدا. وبالإضافة إلى ارتباطه بحزب العدالة والتنمية، فإن تعيينه بمرسوم رئاسي أثار غضبا إضافيا لدى الطلاب والأساتذة.

وإذا كان رئيس جامعة البوسفور يتم اختياره في الماضي عن طريق الانتخاب، فإن أردوغان أخذ على عاتقه تعيين رؤساء الجامعات عقب محاولة الانقلاب في العام 2016 التي أعقبتها سيطرة صارمة على كل المؤسسات.

ففي ذلك العام، أثار أردوغان امتعاض الأوساط الأكاديمية على خلفية تعيينه لأول مرة عميدا ليحل مكان رئيس جامعة البوسفور الذي يحظى بشعبية والذي كان قد انتخب قبل أيام قليلة على محاولة الانقلاب.

وقال إرتوغرول أوستا، وهو طالب هندسة شارك في احتجاج الاثنين، "في العام 2016، عارضنا ذلك. هذه المرة الثانية التي يحدث فيها هذا الأمر ونحتاج إلى إظهار رد فعل أقوى".

وتعد جامعة البوسفور الحكومية في إسطنبول من أعرق جامعات تركيا ويعرف الأكاديميون فيها بحرية الفكر. ولم تسلم الجامعات من عمليات التطهير واسعة النطاق التي شنها نظام أردوغان ضد المؤسسات المختلفة في تركيا وخارجها التي يشتبه في أنها مرتبطة بأتباع رجل الدين عبدالله غولن.