تهديدات إيران تبقي حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" بالخليج

واشنطن – أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأحد أن حاملة الطائرات يو.أس.أس.نيميتز ستبقى في الخليج بسبب "التهديدات الأخيرة" من جانب إيران، وذلك بعد تقارير أشارت إلى أنها ستعود إلى قاعدتها بالولايات المتحدة في ما كان البعض اعتبره مؤشرا إلى خفض التصعيد.
وتجري نيميتز دوريات في مياه الخليج منذ أواخر نوفمبر، لكنّ وسائل إعلام أميركية كانت قالت هذا الأسبوع إن كريستوفر ميلر القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي أمر حاملة الطائرات بالعودة إلى قاعدتها.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين أميركيين أن هذه الخطوة هي إشارة إلى "خفض التصعيد" موجّهة لطهران تجنبا لحدوث صدام في الأيام الأخيرة للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في منصبه.
غير أن ميلر أصدر الأحد بيانا معاكسا قال فيه إنه "بالنظر إلى التهديدات الأخيرة التي أصدرها القادة الإيرانيون ضد الرئيس ترامب ومسؤولين حكوميين أميركيين آخرين، فقد أمرت حاملة الطائرات نيميتز بوقف إعادة انتشارها الروتينية".
وأضاف "ستبقى يو.أس.أس.نيميتز الآن في موقعها في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية. لا ينبغي لأحد أن يشكك في عزم الولايات المتحدة الأميركية".
وحاملات الطائرات يو.أس.أس.نيميتز هي مجموعة من حاملات الطائرات الأميركية العملاقة، وتعد من أضخم السفن الحربية في العالم. سميت على اسم آمر الأسطول الأميركي في المحيط الهادئ إبان الحرب العالمية الثانية شيستر نيميتز.
ودخلت أولى حاملات يو.أس.أس.نيميتز الخدمة عام 1975 واليوم ثمة عشر حاملات طائرات من هذه الفئة لدى البحرية الأميركية.
وكانت مجموعة نيميتز التي تتألف من حاملة طائرات وقطع مدمرات وإنزال وتدخل، قامت بمناورات حربية من قاعدة غوام الأميركية غرب المحيط الهادئ.
ويأتي هذا البيان بعد سنة على مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد.
وأثارت تلك الضربة العداء القديم الذي يمتد لأربعين عاما بين طهران وواشنطن، بالإضافة إلى مخاوف من مواجهة في العراق حيث يملك كلاهما نفوذا واسعا.
وتظاهر الآلاف من العراقيين الأحد في الذكرى الأولى لمقتل سليماني والمهندس، مرددين هتافات معادية للولايات المتحدة وسط بغداد وتوعدوا بالانتقام. لكن قادة الميليشيات العراقية تجاوبوا مع دعوات التهدئة الإيرانية ووعدوا بعدم استهداف القوات الأميركية أو توجيه الصواريخ أو قذائف الهاون نحو مبنى السفارة الأميركية في بغداد أو اجتياحها من قبل الحشود.
وفي انعكاس للتوتر المستمر في المنطقة، حث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت على تفادي "فخ" إسرائيلي لإشعال حرب بشن هجمات على القوات الأميركية في العراق.
ورفض مسؤول إسرائيلي الاتهام ووصفه بأنه "هراء" وقال إن إسرائيل هي التي تحتاج إلى أن تكون في حالة تأهب تحسبا لضربات إيرانية محتملة في ذكرى وفاة سليماني.
واتهمت طهران الرئيس الأميركي المنتهية ولايته بالسعي إلى اختلاق "ذريعة" لشن "حرب" قبل خروجه من البيت الأبيض في 20 يناير بعد ولاية شن خلالها حملة “ضغوط قصوى” على طهران.
وتتهم واشنطن مسلحين مدعومين من طهران بشن هجمات صاروخية من حين إلى آخر على المنشآت الأميركية في العراق، منها هجمات بالقرب من السفارة الأميركية. ولم تعلن أي جماعة معروفة مدعومة من إيران مسؤوليتها عن هذه الهجمات.
وأثارت المواقف المتشددة لطهران وواشنطن طوال العام الماضي، مخاوف من اندلاع صراع بين الطرفين يكون العراق مسرحا له.
وحلقت مقاتلتان أميركيتان من طراز "بي - 52" قادرتان على نقل أسلحة نووية فوق منطقة الخليج في العاشر من ديسمبر، فيما كانت حاملة الطائرات "يو.أس.أس.نيميتز" تبحر نهاية نوفمبر في مياه الخليج.