تفجيرات تستقبل الحكومة اليمنية في مطار عدن

سقوط ضحايا وإصابات في ثلاثة انفجارات دوت في مطار عدن لحظة وصول أعضاء الحكومة.
الأربعاء 2020/12/30
استقبال الحكومة الجديدة بالتفجيرات

عدن (اليمن) - قتل ما لا يقل عن 13 شخصا وأصيب العشرات الأربعاء في هجوم على مطار عدن باليمن وقع بعد لحظات فقط من هبوط طائرة تقل مجلس الوزراء الجديد، وسط اتهامات لجهات رافضة لاتفاق الرياض بالوقوف خلفه. 

وفي وقت لاحق ذكرت وكالة "رويترز" نقلا عن سكان سماع دوي انفجار قرب قصر المعاشيق، الذي نقل إليه أعضاء مجلس الوزراء اليمني.

وأعلن رئيس الوزراء معين عبدالملك عقب التفجيرات "نحن وأعضاء الحكومة في العاصمة المؤقتة عدن والجميع بخير، العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار عدن جزء من الحرب التي تشن على الدولة اليمنية وعلى شعبنا العظيم ولن يزيدنا إلا إصرارا على القيام بواجباتنا حتى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والاستقرار، الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى".

ولئن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار، فإن وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني وجه إصبع الاتهام نحو الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

وقال الإرياني على حسابه على تويتر "نطمئن أبناء شعبنا العظيم أن جميع أعضاء الحكومة بخير، ونؤكد أن الهجوم الإرهابي الجبان الذي نفذته ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران لمطار عدن لن يثنينا عن القيام بواجبنا الوطني وأن دماءنا وأرواحنا لن تكون أغلى من دم اليمنيين. نترحم على أرواح الشهداء، ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل".

في المقابل حمّل أحمد عمر بن فريد، ممثل المجلس الانتقالي الجنوبي في الاتحاد الأوروبي، جماعة الإخوان المسلمين مسؤولية التفجيرات.

وقال على حسابه على تويتر "علينا أن نفهم أن خلايا الإخوان الإرهابية وعملاءها ومن يمولها وينفذ لها يتواجدون فعليا في عدن ويقفون ضد الاتفاق، خاصة وقد ظهر من اعترض على الاتفاق وهدد فعليا. تفجيرات مطار عدن تؤكد ذلك وتتناغم مع حادثة الاغتيال الأخيرة في الشيخ عثمان. والتحدي هو أن يمضي تنفيذ الاتفاق".

وكان مصدر أمني يمني كشف أن "الانفجارات حدثت أثناء تواجد رئيس وأعضاء الحكومة بداخل الطائرة على مدرج المطار"، مؤكدا "عدم إصابة أحد منهم ونقلهم". وشنت الشرطة اليمنية حملة أمنية وتفتيش في الأحياء السكنية الواقعة قرب مطار عدن وزادت من عدد نقاط التفتيش.

ويرى مراقبون أن عدة أطراف من مصلحتها إفشال جهود رأب الصداع بين قوى الشرعية وإرباك عمل الحكومة الجديدة ومحاولة الوقيعة بين قوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي وقوات الحزام الأمني، التي تتولى مسؤولية حفظ الأمن في عدن، ومن بين هذه الأطراف الحوثيين وتنظيم الإخوان ورعاته الإقليميين.

ويعتبر اتفاق الرياض مصدر قلق للحوثيين والإخوان على حد السواء، حيث كانت التوجهات الإيرانية الداعمة للميليشيات الحوثية رافضة لاتفاق الرياض منذ اليوم الأول لتوقيعه، إذ جاء في التصريحات الرسمية الإيرانية التي صدرت عن وزارة الخارجية الإيرانية في نوفمبر 2019 تعليقا على اتفاق الرياض المبرم بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، أن هذا "الاتفاق بين حكومة منصور هادي والمجلس الانتقالي منقوص، ولن یسهم في حل أزمة اليمن ومشاكله".

وعملت وسائل إعلام تابعة للدوحة وجماعة الإخوان المسلمين في اليمن خلال الأيام الماضية، وخصوصا بعد إعلان الحكومة، على التشكيك في اتفاق الرياض ومهاجمة الحكومة الوليدة، وتضخيم الحوادث الأمنية التي شهدتها مدينة عدن، وهو ما يؤكد وفقا لمراقبين وجود أجندة سياسية تقف خلف التصعيد الأمني والسياسي والإعلامي.

واستنكر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث بشدة الهجوم على مطار عدن. ونقل حساب مكتب المبعوث على موقع تويتر عنه القول "أدين بشدة الهجوم على مطار لدى وصول أعضاء مجلس الوزراء، ومقتل وجرح العديد من المدنيين الأبرياء".

وشدد على أن هذا الهجوم يؤكد أهمية "إعادة اليمن وبشكل عاجل إلى مسار السلام"، معربا عن تمنياته بأن تتمكن الحكومة من مواجهة المهام الصعبة التي تنتظرها.

وتوالت الإدانات الدولية للهجوم، وأكدت مصر أن "مثل هذه الأعمال الإرهابية الخسيسة لن تثني الحكومة اليمنية الجديدة عن المضي قدما في مهامها لاستعادة مؤسسات الدولة، ومواجهة ما يقف أمامها من تحديات جسام، سعيا نحو التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة اليمنية، وذلك استنادا إلى اتفاق الرياض والمرجعيات المتفق عليها".

وكان سبق هذا الهجوم إقدام مسلحين مجهولوين في منطقة الشيخ عثمان بمدينة عدن الأحد على اغتيال الرائد نادر الشرجبي ركن الإمداد والتموين في قوات المقاومة الوطنية، التي يقودها العميد طارق صالح.