تحرك عسكري إثيوبي في الإقليم المضطرب غداة مذبحة دامية

أديس أبابا - أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الخميس إرسال قوات إلى إقليم بني شنقول - جومز، بعد مقتل أكثر من مئة شخص على أيدي مسلحين.
وجاء إعلان رئيس الوزراء تزامنا مع اعتقال خمسة مسؤولين محليين بارزين في ما يتعلق بقضايا أمنية في الإقليم الذي يشهد أعمال عنف عرقية متكررة.
وقال آبي أحمد على تويتر إن "مذبحة المدنيين في بني شنقول - جومز مأساوية للغاية"، وأضاف "من أجل حل المشكلة من جذورها نشرت الحكومة القوات اللازمة".
وأكد أن الجهود التي تبذلها الحكومة لحل المشكلة الأمنية بإقليم بني شنقول - جومز "ستسفر بالتعاون مع السكان عن نتائج مثمرة تعزز السلم والأمن"، لكنه اعتبر أن الأحداث التي وقعت في الإقليم المضطرب، "هي محاولة لتشتيت تركيز الجيش الإثيوبي عن إقليم تيغراي بفتح جبهات أخرى له حتى لا يكمل مهمته النهائية هناك".
وذكرت مفوضية حقوق الإنسان الإثيوبية أن مسلحين قتلوا أكثر من 100 شخص في هجوم فجر الأربعاء في إقليم بني شنقول - جومز بغرب إثيوبيا في الوقت الذي تحدث فيه سكان عن فرارهم من أحدث هجوم مميت في منطقة مزقها العنف العرقي.
وأضافت أن الهجوم وقع في قرية بيكوجي في مقاطعة بولين بمنطقة ميتيكل، وهي منطقة تعيش فيها مجموعات عرقية متعددة.
وجاء الهجوم بعد يوم من زيارة رئيس الوزراء ورئيس أركان الجيش ومسؤولين اتحاديين كبار آخرين للمنطقة للحث على الهدوء بعد عدة حوادث دامية في الأشهر القليلة الماضية، مثل هجوم 14 نوفمبر الذي استهدف فيه مسلحون حافلة وقتلوا 34 شخصا.
ولم يتضح على الفور من هم المهاجمون. وقال الحزب الحاكم في المنطقة، حزب الرخاء في بني شنقول - جومز، في بيان إن "قطاع طرق مسلحين" ارتكبوا "جريمة مروعة".
وقال جاشو دوجاز، وهو مسؤول أمني إقليمي كبير، "إن السلطات على علم بالهجوم، وتتحقق من هويات المهاجمين والضحايا"، لكنه لم يقدم المزيد من المعلومات.
وتشهد ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان اندلاع أعمال عنف مميتة بشكل متكرر منذ تولي آبي أحمد منصبه في عام 2018.
وأذكت الانتخابات المقرر إجراؤها العام المقبل أسباب التوتر بسبب الخلافات على الأرض والسلطة والموارد.
وفي منطقة أخرى من الدولة، يقاتل الجيش الإثيوبي المتمردين في إقليم تيغراي بشمال البلاد منذ أكثر من ستة أسابيع في صراع أدى إلى نزوح ما يقرب من 950 ألف شخص. وأثار نشر القوات الاتحادية هناك مخاوف من حدوث فراغ أمني في مناطق مضطربة أخرى.
وتقاتل إثيوبيا تمردا في إقليم أوروميا وتواجه تهديدات أمنية منذ فترة طويلة من متشددين إسلاميين صوماليين على طول حدودها الشرقية التي يسهل اختراقها.
والإقليم موطن لعدة مجموعات عرقية بما في ذلك الجومز، لكن في السنوات الأخيرة، بدأ مزارعون ورجال أعمال من إقليم أمهرة المجاور الانتقال إلى بني شنقول - جومز، مما دفع بعض السكان إلى الشكوى من الاستيلاء على الأراضي الخصبة. يقول بعض قادة الأمهرة "الآن إن بعض الأراضي في المنطقة، خاصة في منطقة ميتيكل، تعتبر ملكا لهم، وهي مزاعم أثارت غضب الجومز".
وأكدت مفوضية حقوق الإنسان في بيانها "في الهجمات السابقة كان الأشخاص الذين أتوا من الغابة هم المتورطون، لكن في هذه الحالة، قال الضحايا إنهم يعرفون الأشخاص المتورطين في الهجوم".
وقال بيلاي واجيرا المزارع في بلدة بولين إنه أحصى 82 جثة في حقل قرب منزله بعد هجوم الأربعاء. وقال إنه استيقظ هو وأفراد عائلته على صوت أعيرة نارية وهربوا من منزلهم، في حين كان رجال يصرخون "أمسكوا بهم".
وأضاف واجيرا أن زوجته وخمسة من أبنائه قتلوا بالرصاص بينما أصيب هو بالرصاص في ردفيه فيما فر أربعة أطفال آخرين وهم الآن في عداد المفقودين.
وأشار أحد سكان البلدة ويدعى حسن يمامة، أصيب في بطنه، إلى أن مسلحين اقتحموا المنطقة حوالي الساعة السادسة صباحا (03:00 بتوقيت غرينتش) وأنه أحصى 20 جثة في مكان مختلف.
وقال مسعف محلي إنه عالج مع زملائه 38 جريحا، معظمهم أصيب بأعيرة نارية. وأخبره المصابون عن أقارب قتلوا بالسكاكين وأبلغوه بأن مسلحين أضرموا النار في المنازل وأطلقوا النار على الأشخاص الذين حاولوا الفرار.
وأكدت ممرضة في نفس المنشأة "لم نكن مستعدين لذلك ونفدت منا الأدوية". مضيفة أن طفلا عمره خمسة أعوام توفي أثناء نقله إلى العيادة.