خليلوزيتش يضع أسود الأطلس على المسار الصحيح

صدمة الحدادي تعكر فرحة تقدم المغرب في تصنيف الفيفا.
الخميس 2020/12/24
في انتظار الأهم

كانت عودة المنتخبات إلى أجواء المباريات بعد فترة التوقف التي فرضتها جائحة كورونا، فرصة للمنتخب المغربي ولمدربه وحيد خليلوزيتش لتحقيق نتائج إيجابية ومنها الفوز أمام السنغال وديا. وهزم أسود الأطلس منتخب أفريقيا الوسطى للمرة الأولى في تاريخ مواجهات الأسود وعادوا إلى صدارة مجموعتهم في تصفيات الكان، بعد بدايتهم المتعثرة، وتحديدا تحقيق قفزة عملاقة في ترتيب الفيفا للمنتخبات.

الرباط - انطلق المنتخب المغربي متعثرا في بداية التصفيات المؤهلة لنسخة كأس أمم أفريقيا 2022، بتعادله على ملعبه أمام موريتانيا قبل أن يفوز في بوروندي. إلا أنه بعد العودة من فترة التوقف، نجح الأسود في الفوز بمباراتي الجولتين الثالثة والرابعة أمام منتخب أفريقيا الوسطى، ليطير المنتخب بصدارة مجموعته بـ10 نقاط ويصبح على بعد نقطة واحدة من تأكيد تأهله للنهائيات.

وكان وحيد خليلوزيتش قد أكد في أكثر من مؤتمر صحافي بعد استئناف اللعب، أنه عمل خلال فترة الحجر الصحي الذي قضاه في مدينة ليل الفرنسية، على تصحيح الأخطاء داخل صفوف الأسود.

أول العقد الذي كسرها خليلوزيتش والمنتخب المغربي خلال العام الحالي، هي نجاحه في الفوز على منتخب أفريقيا الوسطى لأول مرة على ملعبه بهدفين في تصفيات الكان. والعقدة الثانية تمثلت في أن المنتخب المغربي سجل انتصارا مهما على ملعب دوالا بالكاميرون الذي احتضن تلك المواجهة، فكان أول انتصار في تاريخ الأسود يتحقق في هذا البلد وهو الكاميرون.

خليلوزيتش، مدرب منتخب المغرب، قال إنه استفاد من تجربة التدريب في البلد الشمال أفريقي، قبل أكثر من 21 عاما مع الرجاء

قبل 3 سنوات استلم المدرب السابق للمنتخب المغربي الفرنسي هيرفي رينارد القيادة الفنية لمنتخب الأسود وهو يحتل مرتبة متدنية في ترتيب الفيفا (84 عالميا) قبل أن يتحسن الترتيب معه ليصل إلى 46 عالميا. إلا أنه مع وحيد خليلوزيتش أصبح المنتخب المغربي في المركز 36 عالميا، بعد آخر تصنيف أصدره الاتحاد الدولي (الفيفا) للمنتخبات، وهي أفضل مرتبة وتصنيف يصل إليه منذ أكثر من 16 عاما. وتسنى لمنتخب المغرب أن يحقق هذه القفزة بفضل انتصاره المزدوج أمام منتخب أفريقيا الوسطى، وكذلك لفوزه على منتخب السنغال متصدر تصنيف المنتخبات الأفريقية في مباراة ودية بالرباط بنتيجة 3 – 1. كما تميز هذا العام بقضية منير الحدادي التي ترافع فيها اتحاد الكرة المغربي لضمه إلى منتخب الأسود، قبل أن يتصدى الفيفا لذلك ويفرض استمراره مع منتخب إسبانيا.

وسجل هذا العام استقطاب اتحاد الكرة المغربي لعدد من الطيور المهاجرة بمختلف الدوريات الأوروبية، بعد إقناعها بتمثيل المغرب على حساب بلدان المهجر.

وكانت أبرز الطيور المهاجرة أيمن برقوق لاعب فرانكفورت الألماني وأنيس بوجلاب الذي تم ضمه على حساب منتخب هولندا وسامي ماي الذي خطفه المغرب من بلجيكا، إلا أن النقطة السوداء في ملف استقطاب هذه المواهب كان منير الحدادي.

يثير اللاعب المغربي محمد بولديني (24 عاما) إعجابا شديدا في نادي أكاديميكا، أحد أعرق فرق الدوري البرتغالي، وذلك بعد بدايته الموفقة إذ سجل 5 أهداف بين الدوري والكأس المحليّين.

ويمثل بولديني ظاهرة فريدة من نوعها بين اللاعبين المغاربة إذ لمع نجمه في سن صغيرة جدا فقرر مدرب الأسود السابق الزاكي بادو ضمه للمنتخب المغربي، بعمر 18 عاما قبل أن يصطدم لاحقا بعراقيل قلبت مشواره رأسا على عقب.

حمل ثقافة الانتصار خارج المغرب
حمل ثقافة الانتصار خارج المغرب

وترافع اتحاد الكرة المغربي من أجل استقطاب الحدادي لدى كونغرس الفيفا، وجهز ملفا قويا لإقناعه بحتمية تغيير الحدادي لألوان إسبانيا بالمنتخب المغربي، وحضر اللاعب فعلا لمعسكر خاص بالأسود.

ومكث الحدادي لأيام بمجمع محمد السادس، قبل أن يصل خطاب من الفيفا يؤكد أن الحدادي غير مؤهل لتمثيل المغرب وعليه العودة إلى إسبانيا وهو ما تم فعلا.

وخلف الحادث إحباطا شديدا للاعب واتحاد الكرة وخصوصا مدرب المنتخب المغربي وحيد خليلوزيتش الذي غضب كثيرا بسبب خلط الأوراق.

وقال وحيد خليلوزيتش، مدرب المنتخب المغربي، إنه استفاد من تجربة التدريب في البلد الشمال أفريقي، قبل أكثر من 21 عاما مع الرجاء.

وأوضح خليلوزيتش “لقد مكنتني هذه التجربة الناجحة من التعرف على عقلية اللاعب المغربي ومحيطه الاجتماعي، وكيف يعيش، والعديد من الأسرار الأخرى”. وتابع “سهّل هذا علي كثيرا اقتحام أجواء المنتخب المغربي، والتآلف سريعا مع اللاعبين، على اختلاف عقلياتهم، وأنا محظوظ بهذا”. وعن رؤيته للمنتخب المغربي حاليا، قال “ما بلغناه من تطور، تطلب منا الكثير من الجهد.. البداية لم تكن موفقة، ولم ترض الكثير من الجماهير، لكننا فزنا على السنغال، ويمكننا أن نهزم الجزائر وأكبر منتخبات القارة”.

المنتخب المغربي جاء في المركز 36 عالميا بعد آخر تصنيف أصدره الاتحاد الدولي الفيفا للمنتخبات، وهي أفضل مرتبة وتصنيف يصل إليه منذ أكثر من 16 عاما

وواصل المدرب البوسني “حاولت أن أحمل للاعبين ثقافة الانتصار خارج المغرب.. لا يمكن أن نستأسد بأرضنا، ونكون لقمة سائغة خارج الديار.. وهذا امتياز تحصلنا عليه ويمكنكم أن تلمسوه، من خلال النتائج التي تحققت”. وفي ما يتعلق برهان التأهل للمونديال، قال “أنا هنا من أجل هذا الهدف، لكننا لن نحرق المراحل، وسنحاول أن نتطور بالتدريج، وأن ننهي تصفيات كأس أمم أفريقيا في الصدارة”.

بشأن عتاب الجماهير المغربية له، بسبب تدني المستوى مقارنة بالنتائج، أجاب “لا يمكن أن نتحصل على كل شيء دفعة واحدة، منتخب مثل المغرب فاز بلقب أفريقي وحيد، وهذا لا يليق به.. لذلك متى تسنت لنا الظروف، سنحاول المزج بين النتائج والواقعية في الأداء مع جودة اللعب، لإرضاء الجمهور”.

وبخصوص علاقته بمدربي الفرق، التي ينشط فيها عدد من المحترفين المغاربة في أوروبا، قال خليلوزيتش “نعم هناك تواصل، ليس مع الجميع، لكني أحاول أن أحتفظ بحد أدنى من هذا التواصل، بما يخدم اللاعبين و يخدمني أيضا”.

وعن المباراة المرجعية، التي يراها الأفضل له رفقة المنتخب المغربي، أجاب “بعد البداية المتوسطة أمام موريتانيا على أرضنا، والتعادل السلبي الذي كان مخيبا، يمكنني القول إن مباراة بوروندي في بوجمبورا (3 – 0) كانت الأفضل.. وأيضا أنا سعيد بالفوز على السنغال”.

وواصل “سأحاول أن تكون كل مباراة ألعبها أفضل من التي سبقتها. هذه فلسفتي في العمل”.

وطالب الجماهير المغربية بالثقة في المجموعة الحالية التي قال عنها “إنها مزيج من لاعبي الخبرة والوافدين الجدد.. الانسجام يتطلب المزيد من الوقت، وأنا متفائل بأن جودة اللعب ستتحسن كثيرا”.

22