تفاؤل الحريري لا يلقى طريقه إلى اللبنانيين

بيروت ـ وصف رئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومة جديدة في لبنان سعد الحريري لقاءه مع رئيس البلاد العماد ميشال عون عصر الثلاثاء بالإيجابي، مشيرا إلى أن اللقاءات سوف تتكرر للخروج بصيغة حكومية قبل عيد الميلاد.
ويعد هذا اللقاء الـ13 للحريري مع عون بعد تكليفه بتشكيل الحكومة منذ شهرين، لكن دون أي تقدم.
وعقب اللقاء، غرد الحريري على تويتر قائلا "اللقاء مع عون كان إيجابيا وقررنا الاجتماع الأربعاء، لكن لن نعلن عن الوقت لدواع أمنية".
وأضاف أن "اللقاءات ستكون متتالية للخروج بصيغة حكومية قبل عيد الميلاد"، دون ذكر يوم بعينه.
وتم تكليف الحريري في 22 أكتوبر الماضي بتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة حسان دياب الذي قدم استقالة حكومته في 10 أغسطس الماضي، على خلفية انفجار 4 أغسطس الذي هز مرفأ بيروت.
وقدم الحريري للرئيس عون في التاسع من الشهر الحالي تشكيلة حكومية من 18 وزيرا، إلا أن عون أعلن مؤخرا اعتراضه على "تفرد" الحريري بـ"تسمية الوزراء، خصوصا المسيحيين، دون الاتفاق مع رئاسة الجمهورية".
وتعثر حتى الآن تشكيل حكومة جديدة يريدها الحريري من الاختصاصيين.
ويرى مراقبون أن تعقيدات داخلية تقف وراء ضبابيّة تشكيل الحكومة، حيث يدور جدل داخلي بشأن محاولات من الرئيس عون وحزب التيار الوطني الحر المتحالف مع ميليشيا حزب الله للاستحواذ على حقائب وزارية وازنة.
والأسبوع الماضي، دخل البطريرك الماروني بشارة الراعي على خط الأزمة في محاولة منه لإذابة جبل الجليد بين الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون مؤكدا أن "هناك اتفاقا ورأيا عاما يقومان على وجوب ألا تكون الحكومة سياسية، ولا حزبية، بل من اختصاصيين غير مرتبطين بأي حزب".
وأكد أنه "من الضروري أن نصل إلى التفاهم النهائي بين الرئيس المكلف والرئيس وفقا للدستور".
يذكر أن تأليف الحكومة يجري بالتوافق بين رئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية، بحسب الدستور اللبناني.
وفي أغسطس الماضي، أطلق ماكرون "مبادرة" تنص على تشكيل حكومة جديدة من “مستقلين” (غير تابعين لأحزاب)، على أن تتبع ذلك إصلاحات إدارية ومصرفية، إلا أن “المبادرة” بقيت معلقة.
واعتبرت ميليشيا حزب الله وحركة أمل المتحالفتان المبادرة الفرنسية تدخلا في شؤون لبنان.