رسائل تحذيرية لإيران: غواصة نووية أميركية في مضيق هرمز

قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط يحذر من مغامرة إيرانية في ذكرى مقتل سليماني.
الاثنين 2020/12/21
رسائل مضمونة الوصول

واشنطن - أرسلت الولايات المتحدة رسائل تحذيرية إلى النظام الإيراني وأذرعه المنتشرة في المنطقة على وقع استهداف جديد للمنطقة الخضراء في العاصمة العراقية.

وأبحرت غواصة نووية أميركية في مضيق هرمز في عرض جديد للقوة يستهدف بالأساس إيصال رسائل تحذيرية لإيران تزامنت مع تصريحات لقائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكينزي، الذي أكد استعداد بلاده للرد على أي هجمات إيرانية.

وجاءت تصريحات المسؤول العسكري الأميركي، والإعلان عن وجود غواصة نووية في الخليج مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لمقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، الذي اغتيل في بغداد بطائرة مسيرّة أميركية استهدفته برفقة نائب رئيس الحشد الشعبي أبومهدي المهندس في أوائل هذا العام.

وأعلنت البحرية الأميركية، التي عادة لا تكشف مواقع غواصاتها في العالم، عن مكان غواصة "يو.أس.أس.جورجيا" التي يمكن تزويدها بـ154 صاروخ توماهوك والقادرة على نقل 66 عنصرا من القوات الخاصة.

وأرفق بيان البحرية الأميركية بصور تظهر الغواصة وهي تطفو على سطح البحر يواكبها طرادا "يو.أس.أس. بورت رويال" و"يو.أس.أس.فلبين.سي" في هذا المضيق الاستراتيجي الذي تهدد إيران بانتظام بإغلاقه.

وحذرت في البيان من أن وجود الغواصة في المنطقة "يظهر تعهد الولايات المتحدة (...) بضمان أمن الممرات البحرية بفضل قدرات واسعة تسمح لها بأن تكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم في أي لحظة".

وكثفت الولايات المتحدة في الأسابيع الماضية من اختبارات القوة لثني أعداء واشنطن عن القيام بأي خطوة تضر بأمن المنطقة.

وحلقت مقاتلتان أميركيتان من طراز "بي - 52" قادرتان على نقل أسلحة نووية فوق منطقة الخليج في العاشر من ديسمبر، فيما كانت حاملة الطائرات "يو.أس.أس.نيميتز" تبحر نهاية نوفمبر في مياه الخليج.

واستهدف هجوم صاروخي السفارة الأميركية في بغداد الأحد، ما ألحق أضرارا مادية من دون وقوع ضحايا. وهذا الهجوم هو الثالث ضد منشآت عسكرية ودبلوماسية أميركية في العراق منذ وضعت هدنة أبرمت مع فصائل عراقية موالية لإيران حدا لهجمات استهدفت منشآت أجنبية في العراق طوال عام.

وأجرى الجنرال فرانك ماكينزي جولة في المنطقة شملت العراق وسوريا، حيث تزامنت تلك الزيارة مع اقتراب إحياء الذكرى الأولى لمقتل سليماني.

ماكينزي زار العراق وسوريا في جولة غير معلنة
ماكينزي زار العراق وسوريا في جولة غير معلنة

وقال ماكينزي الأحد إن بلاده "مستعدة للرد" في حال هاجمتها إيران في الذكرى الأولى لمقتل الجنرال قاسم سليماني. وأضاف "نحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا والدفاع عن أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة، ونحن مستعدون للرد إن اقتضى الأمر".

وتابع في اتصال هاتفي من مكان غير محدد في المنطقة "أرى أننا في وضع جيد جدا وأننا سنكون مستعدين، مهما قرر الإيرانيون وحلفاؤهم أن يفعلوا".

وأكد قائد "سانتكوم" أنه زار بغداد حيث التقى قائد قوات التحالف الدولي الجنرال الأميركي بول كالفيرت، ورئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عبدالأمير يارالله.

وأفاد بأنه زار أيضا سوريا للقاء القوات الأميركية في قاعدة التنف (جنوب) الواقعة في المثلث الحدودي مع الأردن والعراق، حيث تنتشر القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها.

وتحولت الساحة العراقية إلى ساحة حرب بالوكالة حيث تتهم واشنطن ميليشيات عراقية موالية لإيران بشن هجمات على قواتها ومصالحها في العراق.

وكان الجيش العراقي والسفارة الأميركية في بغداد أعلنا مساء الأحد أن ما لا يقل عن ثمانية صواريخ كاتيوشا سقطت في المنطقة الخضراء شديدة التحصين بالعاصمة العراقية في هجوم استهدف السفارة الأميركية، ما أسفر عن إلحاق أضرار طفيفة بالمجمع.

وقال الجيش إن جماعة "خارجة عن القانون أطلقت ثمانية صواريخ". وأضاف في بيان أن "معظم الصواريخ ضربت مجمعا سكنيا ونقطة تفتيش أمنية داخل المنطقة مما أسفر عن أضرار بأبنية وسيارات وإصابة جندي عراقي".

واتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الميليشيات المدعومة من إيران بتنفيذ الهجمات الصاروخية التي استهدفت السفارة الأميركية في بغداد مؤكدا أنها أكبر عائق أمام السلام والازدهار في العراق.

وقال بومبيو في بيان "مرة جديدة تهاجم الميليشيات المدعومة من إيران بشكل صارخ ومتهور مناطق في بغداد، ما أدى إلى إصابة مدنيين عراقيين".

وأكد أن "نفس الميليشيات التي تستهدف المنشآت الدبلوماسية تسرق موارد الدولة العراقية على نطاق واسع، وتهاجم المتظاهرين والنشطاء السلميين، وتنخرط في أعمال عنف طائفي".

ودعا وزير الخارجية الأميركي العراقيين إلى دعم جهود حكومتهم لتعزيز السيادة في مواجهة الميليشيات الموالية لإيران وتقديم المسؤولين عن هذه الهجمات النكراء إلى العدالة وضمان سيطرة الدولة على كل الفصائل المدعومة من إيران.

ويلقي مسؤولون أميركيون باللوم على الفصائل المدعومة من إيران في الهجمات الصاروخية على منشآت أميركية في العراق، بما في ذلك بالقرب من السفارة في بغداد. ولم تعلن أي جماعات مدعومة من إيران مسؤوليتها.

وهذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة هجمات قرب مجمع السفارة الأميركية ويأتي في خضم توتر متصاعد بين إيران والولايات المتحدة قبل أقل من شهر على مغادرة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب البيت الأبيض.

وهددت واشنطن، التي تخفض قواتها البالغ عددها 5000 جندي في العراق تدريجيا، بإغلاق سفارتها ما لم تكبح الحكومة العراقية الفصائل المتحالفة مع إيران.

واستُهدفت السفارة الأميركية وغيرها من المواقع العسكرية والدبلوماسية الأجنبية بالعشرات من الصواريخ والعبوات الناسفة منذ خريف العام 2019.

ويحمّل مسؤولون غربيون وعراقيون كتائب حزب الله العراقي الموالية لإيران مسؤولية الهجمات. ووافقت هذه المجموعة في أكتوبر على هدنة مفتوحة، لكن هجوم الأحد يُشكّل ثالث خرق لها.