مقتل راع تونسي على أيدي مسلحين غرب البلاد

رئيس الحكومة هشام المشيشي يطلب من وزير الدفاع التحرك لكشف ملابسات العملية الإرهابية.
الأحد 2020/12/20
الإرهاب يتربّص برعاة عزّل

تونس  – لقي راعي أغنام بمحافظة القصرين (وسط غرب) الأحد مصرعه على يد مجموعة مسلحة يشتبه في أنها عناصر إرهابية متواجدة بالمكان.

وأوضحت رئاسة الحكومة في بيان “على إثر العملية الإرهابية الغادرة التي جدت بمنطقة السلاطنية من معتمدية حاسي الفريد بولاية القصرين والتي استشهد على إثرها المواطن عقبة بن عبدالدايم ذيبي، كلف رئيس الحكومة وزير الداخلية بالتحول إلى القصرين وتقديم واجب العزاء والإحاطة النفسية والمادية لعائلة الشهيد نيابة عنه”.

وطلب رئيس الحكومة هشام المشيشي من وزيري الداخلية والدفاع "تكثيف الجهود للكشف عن ملابسات العملية وعن مرتكبيها والمخططين لها"، مؤكّدا أنّ "الحرب على الإرهاب يجب أن تتواصل بلا هوادة".

وهذه العملية الثالثة التي تستهدف الرعاة في منطقة السلاطنية، إذ قطعت مجموعة متطرّفة في العام 2015 رأس مبروك السلطاني (17 عاما) في عملية هزّت الرأي العام.

وبعد سنتين عُثر على جثة شقيقه الأكبر خليفة السلطاني أثناء عملية تمشيط من قبل قوات الأمن والجيش إثر إعلان تعرضه للخطف بيد “مجموعة إرهابية”، بحسب وزارة الدفاع آنذاك. وقد تبنى تنظيم الدولة الإسلامية عمليتي القتل.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية التونسية الأحد عن مصادر أمنية تأكيدها العثور على جثة القتيل عقبة الذيبي (32 عاما) في المنطقة العسكرية المغلقة بجبل السلوم قرب بلدة حاسي الفريد.

ورجحت المصادر الأمنية أن تكون مجموعة إرهابية ضالعة في العملية، وقالت إنه تم إرسال تعزيزات عسكرية وأمنية إلى المنطقة لتمشيطها، مشيرة إلى أن التحقيقات جارية للكشف عن ملابسات الحادثة والتأكد من صبغتها الإرهابية.

من جهته أكد نجيب الذيبي، خال الضحية، أن مجموعة إرهابية قتلت ابن اخته وقطعت رأسه أثناء رعيه الأغنام بعد اتهامه بتزويد قوات الأمن بمعلومات عن تحركات عناصرها التي تنشط في المنطقة.

وقال الذيبي إن عملية الذبح تمت أمام شقيقي الضحية وابن عمه بعد تقييدهم، مضيفا أن منفّذي العملية أطلقوا سراحهم بعد ذلك.

وأوضح الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بالقصرين رياض النويوي في تصريح لوسائل إعلام محلية أنه "تم إعلام النيابة العمومية بوجود شخص مذبوح في منطقة السلاطنية في جبل السلوم وقد تنقل ممثل النيابة على عين المكان لمعاينة الجثة".

وتقوم قوات الأمن التونسية غالبا بعمليات تمشيط في منطقة جبال الشعانبي بالقصرين لتعقّب الجهاديين المتحصّنين فيها. وهذه ليست عملية القتل الأولى التي تحصل في المنطقة، فقد تبنى تنظيم الدولة الإسلامية في مارس 2019 قتل التونسي محمد المخلوفي الذي عثرت قوات الأمن على جثته في 21 فبراير من العام نفسه.

وتنشط مجموعات مسلحة في منطقة جبال الشعانبي مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيمات أخرى.

ويحذّر مراقبون منذ سنوات من أن الجماعات الإرهابية تستهدف المدنيين في المناطق المحاذية لنقاط تمركزهم، في مسعى لإخلاء هاته المناطق ذات الطبيعة الجغرافية الوعرة من المواطنين بغية السيطرة عليها.

وبعد ثورة 2011، عاشت تونس العديد من الهجمات الإرهابية أغلب ضحاياها من السياح الأجانب ورجال الأمن والجيش، وكان أكثر هذه الاعتداءات دموية في العام 2015، عندما تم استهداف متحف باردو الشهير في العاصمة ونزل في جهة سوسة السياحية.

وكانت المؤسستان الأمنية والعسكرية التونسيتان أحرزتا نتائج إيجابية في إطار الحرب التي تخوضانها ضد الجماعات المتطرفة التي تخطط لزعزعة أمن البلاد من خلال تنفيذ هجمات دموية على أهداف مدنية وأمنية وعسكرية.

وتمكنت الوحدات المشتركة بين الأمن والجيش من تفكيك العشرات من الخلايا النائمة، كما تمكنت من كشف العديد من مخابئ الإرهابيين بالجبال إلى جانب القضاء على عدد هام من القيادات البارزة لهذه المجموعات.

ولا تزال حال الطوارئ سارية في تونس منذ 24 نوفمبر 2015، حين قُتل 12 عنصرا في الأمن الرئاسي وأصيب عشرون آخرون في هجوم انتحاري استهدف حافلتهم بوسط العاصمة تونس وتبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية.

والجمعة أعلنت وزارة الداخلية أنها تمكنت من اعتقال شخص قالت إنه كان في صدد التحضير “لعملية إرهابية” من دون تفاصيل إضافية.

وبداية سبتمبر، صدمت سيارة يستقلها ثلاثة رجال عناصر من الحرس الوطني (الدرك) في سوسة شرق البلاد، ثم هاجم الرجال عناصر الدرك بسكاكين وأسفر الهجوم عن مقتل أحد عناصر الدرك وإصابة آخر بجروح، وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم.