ميليشيات إثيوبية تشعل التوترات على الحدود مع السودان

البرهان يزور منطقة القضارف الحدودية بعد يومين من تعرض دوية للجيش السوداني إلى اعتداء من قبل ميلشيات إثيوبية.
الخميس 2020/12/17
صدام على الحدود

الخرطوم - تحوّل رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان الخميس إلى الحدود الشرقية المتاخمة لإقليم تيغراي الإثيوبي المضطرب بعد 48 ساعة من تعرض قوة من الجيش السوداني لكمين خلف قتلى داخل الأراضي السودانية اتهم الجيش ميلشيات إثيوبية بتنفيذه.

وقال مصدر حكومي إن "الفريق أول عبد الفتاح البرهان وصل إلى منطقة "القضارف" في زيارة ذات طابع أمني".

واشتعلت التوترات على الحدود بين السودان وإثيوبيا بعد تعرض دورية للجيش السوداني إلى هجوم بالمنطقة الحدودية كبدهتها خسائر بشرية.

وأثار الهجوم مخاوف من انفلات الوضع العسكري على الحدود بين البلدين والتي تشهد تدفقا كبيرا للاجئين الإثيوبيين صوب السودان بسبب المعارك في إقليم تيغراي.

وأعلن الجيش السوداني إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة باتجاه الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين بعد تعرض قواته في "منطقة أبوالطيور" (ولاية نهر النيل) إلى اعتداء من ميليشيات إثيوبية مسلحة، ما أودى بحياة 4 عسكريين وإصابة 12 آخرين.

وكان السودان تردد في البداية عن الإعلان عما يحصل في المنطقة المتنازع عليها في محاولة لعدم تصعيد الموقف لكن حجم الخسائر واستمرار التوترات دفعاه إلى الكشف عن ذلك.

وقال الجيش في بيان إن قواته تعرضت لكمين من الميليشيات الإثيوبية داخل الأراضي السودانية، عند عودتها من تمشيط منطقة قرب الحدود.
وأضاف "اتخذ الجيش حيال ذلك عددا من الإجراءات كان من بينها إعادة الانتشار في مناطق داخل حدود السودان للحيلولة دون استغلال أطراف الصراع في إثيوبيا لأراضيه".
وتابع "أثناء عودة قواتنا من تمشيط داخل أراضينا تعرضت لكمين من القوات والميليشيات الإثيوبية داخل الأراضي السودانية، ونتيجة لذلك حدثت خسائر في الأرواح والمعدات".

وأكد مجلس الوزراء السوداني الأربعاء ثقته في جيش بلاده وقدرته على رد أي عدوان خارجي من قبل الميليشيات الإثيوبية.

ببب

وأوضح المجلس في بيان أنه "ظل يتابع باهتمام الأحداث في إثيوبيا، واستقبال البلاد الآلاف من الفارين بكرم وحسن ضيافة".

وأعلنت "الجبهة الثورية" الخميس دعمها بشكل "لا محدود" لجيش بلادها في مواجهة الاعتداءات الحدودية المتكررة.

وأفاد البيان بـ"تأكيد الجبهة الثورية وقوفها مع الجيش السوداني في خندق واحد من أجل حماية سيادة البلاد".

وتابع "الجبهة تدين بأغلظ العبارات حوادث الغدر والخيانة التي قامت بها القوات والميليشيات الإثيوبية ضد القوات المسلحة السودانية والتي تسببت في خسائر في الأرواح والمعدات".

وأثار إقدام ميليشيات إثيوبية على استهداف الجيش السوداني غضب الشارع في الخرطوم، الذي اعتبر أن ما حدث يعكس نكرانا للجميل لاسيما وأن بلادهم تحتضن اليوم الآلاف من النازحين الإثيوبيين، فضلا عن كونها أبدت استعدادها للتوسط لحل الأزمة الداخلية الإثيوبية.

وعبر رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك خلال زيارته الأحد إلى إثيوبيا عن مخاوفه بشأن التهديدات لأمن السودان على طول حدوده مع إقليم تيغراي التي تشهد صراعا بين الحكومة الفدرالية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي منذ 4 نوفمبر الماضي، قبل أن تعلن أديس أبابا في 28 من الشهر ذاته انتهاء العملية بنجاح بالسيطرة على كامل الإقليم وعاصمته.

وجدد حمدوك خلال الزيارة القصيرة لأديس أبابا التوسط لحل الصراع في إقليم تيغراي.

وأعلنت السلطات السودانية في 5 نوفمبر إغلاق مناطق حدودية شرقي البلاد مع إثيوبيا حتى إشعار آخر، بسبب التوترات الأمنية التي يشهدها الإقليم.

وارتفع عدد اللاجئين الإثيوبيين الواصلين إلى شرقي السودان إلى أكثر من 52 ألفا، حسبما أعلنت السلطات السودانية الاثنين.

وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها مواجهات بين الطرفين، حيث أعلن الجيش السوداني في مايو الماضي أن "ميليشيا إثيوبية" مسنودة بجيش بلادها اعتدت على أراضي وموارد البلاد، ما أسفر عن مقتل ضابط برتبة نقيب وإصابة 7 جنود وفقدان آخر، إضافة إلى مقتل طفل وإصابة 3 مدنيين.

وعادة ما تشهد فترات الإعداد للموسم الزراعي والحصاد بالسودان في المناطق الحدودية مع إثيوبيا اختراقات وتعديات من جماعات مسلحة خارجة عن سيطرة سلطات أديس أبابا، بهدف "الاستيلاء على الموارد"، وفق تقارير سودانية.