بانيبال تقدم تجربة فاضل العزاوي للقارئ الإسباني

صدر العدد الثالث من النسخة الإسبانية من مجلة بانيبال، التي تعنى بترجمة الأدب العربي الحديث. وجاء في الافتتاحية التي كتبها مدير التحرير جعفر العلوني والتي حملت عنوان "أرخبيلات اللغة العربية"، "لا شك أنَّ الأدب العربي اليوم يلبي حاجة ماسّة في الغرب يستشعرها المتخصِّصون في هذا المجال، والمثقف الغربي عامة. فهو يساعد المختصين على معرفة التغيّرات الجوهريّة التي حدثت في العالم العربي على صعيد التيارات الثقافيّة والنزعات الفنيّة والأدبيّة الموروثة والجديدة في الشّعر والرّواية والمسرح. كما أنّه يزوِّد المثقف الغربي بمعلومات عامة عن حياة وأعمال أبرز كتّاب العالم العربي في عصرنا هذا، إضافة إلى لمحة تاريخية ونقدية عن أهم الأحداث السياسية والاجتماعية التي كان لها تأثيرها الحاسم في تكوين معالم الحركات والتيارات الأدبية والفكرية في العالم العربي".
ضمن هذا السياق تتابع مجلة بانيبال تعريف الغرب على ثراء وغناء الأدب العربي المعاصر، وما عددها الثالث الصادر حديثا في اللغة الإسبانية (خريف - شتاء 2020) إلا استمرار لهذا الجهد الكبير. وأشار العلوني إلى "أن الأحداث الجوهرية التي جرت في العالم العربي أثرت بشكل مباشر على أدب هذا العالم وأثارت جدالا قيما وضروريا بين مجموعة من المواقف والاتجاهات المتعارضة فيما بينها، فشكلت مشهدا أدبيا ثريّا غريبا وخلاقا فاجأنا بمواهب متعددة في شعاب مختلفة".
وقد خصصت المجلة ملفها الرئيس عن الكاتب والشاعر العراقي فاضل العزاوي، المقيم في ألمانيا منذ بداية سبعينات القرن الماضي. فمن خلال مجموعة واسعة من الفصول الروائية والقصائد والشهادات الأدبية والمقالات، نكتشف أننا أمام كاتب يتمتع بحساسية استثنائية عندما يتعلق الأمر بمواجهة العالم. إن التجربة الأدبية لهذا الكاتب القدير تحدد منحنى شعريا وروائيا مختلفا عن بقية جيله، على اعتبار أنّه شاعر وروائي متمرد ومدمر لجميع القيم الفكرية والأعراف الفنية والأدبية والاجتماعية والسياسية. ساهم في هذا الملف كل من: سلفادور پينيا، جوسلين ميشيل ألمايدا، روسا أيستومبا خيمينث، فاروق يوسف، شتيفان ڤايدنر.
واحتوى العدد الجديد على المواد التالية: قصة للأطفال بعنوان "أحلم أن أكون خلاط إسمنت" للكاتب والمصور الكويتي حسين المطوع (ترجمة كوبادونغا باراتيش)، وقد حصلت هذه القصة على جائزة الشيخ زايد للكتاب، فرع أدب الأطفال في العام 2019. قصة قصيرة للكاتبة الفلسطينية ليانة بدر بعنوان "سماء واحدة" (ترجمة ماريا لوث كوميندادور). مقاطع من رواية "ساق البامبو" للكاتب الكويتي سعود السنعوسي (ترجمة باولا سانتيان غريم). فصل من رواية "جنون اليأس" للكاتبة العُمانية غالية آل سعيد (ترجمة إغناثيو غوتييريث دي تيران). قصة قصيرة للكاتبة المصرية منصورة عزالدين بعنوان "مدينة هالكة" (ترجمة أنطونيو مارتينز كاسترو).
أما في الشعر، فقد ضم هذا العدد أيضا صوتين شعريين سوريين. الأول هو الشاعرة وداد نبي (ترجمة كارمن رويث)، والثاني الشاعر مروان علي (ترجمة خالد الريسوني). وفي باب "الشاعر الضيف" تقدم المجلة مختارات شعرية للشاعر الهولندي توماس موهلمان (ترجمة دييغو بولص).
بيروت، أم المدن، شهدت انفجارا مأساويا أحزن كل قلب. لذا قررت بانيبال أن تحتفي بهذه المدينة التي لا تعرف الموت. هكذا يؤكد كل من إلياس خوري في "مدينة الغرباء" (ترجمة جعفر العلوني)، وعبدو وزان في "بيروتشيما" (ترجمة ماريا لويسا برييتو) أن المستقبل يرن في حنجرة بيروت وأن الأمل لا تزال له جذور عميقة وضاربة.
في باب المراجعات الأدبية، كتبت حنان جاسم عن رواية جان دوست "باص أخضر يغادر حلب" الصادرة مؤخرا بالإسبانية. وكتبت سونيلا موبائي عن كتاب "النجف – الذاكرة والمدينة" للكاتب العراقي زهير الجزائري، وكتبت كاتيا الطويل عن رواية غالية آل سعيد "جنون اليأس". وتختتم المجلة صفحاتها بمجموعة من الصور من أرشيف المجلة مع تعليقات لصموئيل شمعون.