نشطاء يطلقون حملة "أوقفوا قتل الصحافيين" شمال سوريا

إدلب (سوريا) – أطلق صحافيون وناشطون في الشمال السوري حملة تحت عنوان “أوقفوا قتل الصحافيين”، طالبوا من خلالها بحماية العاملين في الحقل الإعلامي الذين “يقتلون بدم بارد دون إثم”.
وتأتي الحملة بعد مقتل الناشط الإعلامي حسين خطاب بخمس رصاصات وفي وضح النهار خلال الأيام الماضية، في منطقة يحكمها الآلاف من المقاتلين في الشمال السوري يتوزع أغلبهم ما بين محافظة إدلب ومناطق ريف حلب الخاضعة للفصائل الموالية لتركيا، وذلك أثناء إعداده لتقرير مصور عن واقع انتشار فايروس كورونا.
ويعتبر خطاب من أبرز النشطاء الإعلاميين الذين غطوا أحداث الحرب في الشمال السوري منذ العام 2016. وفتحت حادثة اغتياله باب الحديث عن تهديدات سابقة بالقتل كان قد تلاقها من قبل أشخاص نافذين في المنطقة التي تسودها حالة من الانفلات الأمني وعدم الاستقرار ويتم استهداف النشطاء الإعلاميين فيها بشكل دائم. ورغم أنه أبلغ ما يسمى بـ”الشرطة الوطنية” في ريف حلب، إلا أن الأخيرة لم تتحرك أو تبدي أي استعداد لحمايته.
ويشير صحافيون إلى “عمليات منظّمة” تستهدف الإعلاميين في المنطقة، حيث لعبوا دورا بارزا طوال السنوات الماضية من خلال توثيقهم للضحايا والانتهاكات والجرائم التي نفذتها مختلف الأطراف المتقاتلة، كما كان لعملهم جانب إنساني بتغطية أوضاع الملايين من النازحين والمهجرين الذين فروا من بيوتهم بفعل العمليات العسكرية.
وواجه هؤلاء النشطاء مخاطر ذات حدين أولها مقتل العشرات منهم جراء القصف الجوي أو خلال تغطيتهم للمعارك، في حين قتل البعض منهم وتعرض للاعتداء من قبل الأطراف المعارضة المسيطرة على يد “هيئة تحرير الشام” في إدلب وفصائل “الجيش الوطني” في ريف حلب.
ورغم أن اغتيال خطاب أخذ حيزا واسعا من التغطية الإعلامية والتنديد ضمن الشارع السوري المعارض، إلا أن الفصائل العسكرية التي تسيطر على المنطقة التي قتل فيها لم تصدر أي بيان أو توضيحات عن الحادثة حتى الآن.
وفي نهاية نوفمبر الماضي خرج العشرات من الصحافيين والإعلاميين مع عائلاتهم إلى تركيا بانتظار سفرهم إلى ألمانيا، حيث تم قبولهم كلاجئين بالتنسيق مع المركز السوري للإعلام وحرية التعبير.
وأشارت المصادر إلى أن منظمات سورية بالتعاون مع منظمة مراسلون بلا حدود، عملت على طلبات لجوء صحافيين خلال هجوم القوات الحكومية وروسيا العام الماضي على ريف إدلب.
ونشرت منظمة مراسلون بلا حدود تقريرها السنوي الاثنين، وقالت إن سوريا ما زالت “واحدة من أكبر سجون الصحافيين في العالم” للعام الثاني، ووثقت مقتل 134 صحافيا منذ عام 2011 وحتى نهاية عام 2019.