تعيين مبعوثين أمميين جديدين إلى ليبيا والشرق الأوسط

مجلس الأمن الدولي يوافق على تعيين البلغاري نيكولاي ملادينوف مبعوثا خاصا للأمم المتحدة إلى ليبيا والنرويجي تور وينسلاند مبعوثا إلى الشرق الأوسط.
الثلاثاء 2020/12/15
ملادينوف شغل منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط منذ 2015

نيويورك - أعطى مجلس الأمن الدولي الثلاثاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الضوء الأخضر لتعيين البلغاري نيكولاي ملادينوف والنروجي تور وينسلاند مبعوثين جديدين للمنظمة الدولية إلى ليبيا والشرق الأوسط على التوالي.

ويأتي تعيين ملادينوف بعد عشرة أشهر من استقالة اللبناني غسان سلامة من منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، في خطوة عزاها إلى دواع صحيّة قبل أن يعبّر عن استيائه من عدم التزام العديد من أعضاء الأمم المتحدة، بمن فيهم أعضاء في مجلس الأمن الدولي، بقرارات كانوا هم أول من وافق عليها.

وينهي التعيينان شهورا من المشاحنات بين أعضاء المجلس التي أشعلتها جهود أميركية لتقسيم الدور في ليبيا ليدير شخص البعثة السياسية للأمم المتحدة ويركز آخر على الوساطة في الصراع.

ووافق مجلس الأمن على هذا الاقتراح في سبتمبر، لكن روسيا والصين امتنعتا عن التصويت.

وشدد أعضاء مجلس الأمن على أهمية وجود آلية موثوقة وفعالة لمراقبة وقف إطلاق النار بقيادة ليبيا، وأعربوا عن تطلعهم إلى تقرير شامل من الأمين العام عن مقترحات المراقبة الفعالة لوقف إطلاق النار تحت رعاية الأمم المتحدة.

كما كرر المجلس دعوته إلى سحب جميع المقاتلين والمرتزقة من ليبيا.

ووفقا لدبلوماسيين، فإنّ تعيين شخصية أوروبية على رأس البعثة الأممية في ليبيا يعني أنّ منصب "منسّق" البعثة سيؤول حتما إلى شخصية أفريقية في ما يشبه جائزة ترضية للقارة السمراء التي لطالما شدّدت على وجوب أن تكون هناك "حلول أفريقية لمشاكل أفريقية" وحاولت عبثا، انطلاقا من هذا المبدأ، إسناد وظيفة المبعوث الأممي إلى دبلوماسي أفريقي.

وكان غوتيريش طرح اسم وزير الخارجية الجزائري الأسبق رمطان لعمامرة لخلافة سلامة، لكنّ واشنطن رفضت هذا الترشيح، ليعود الأمين العام ويطرح اسم مرشّحة أفريقية أخرى هي الوزيرة الغانية السابقة هنا سيروا تيتيه التي لقي ترشيحها نفس الرفض الأميركي.

توازن مفقود
توازن مفقود

ويشغل ملادينوف (48 عاما) منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط منذ 2015. وخلال مهمته هذه واجه العديد من التحدّيات: فترات من التوتّر بين غزة وإسرائيل وتسارع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلّة والانقسامات الداخلية بين الفلسطينيين وتدهور الوضع الإنساني في غزة.

وأجرى ملادينوف مناقشات عديدة مع مصر لتجنّب التصعيد العسكري بين إسرائل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

واستغلت الولايات المتحدة فترة المراوحة في اختيار مبعوث جديد لتمسك بخيوط الأزمة الليبية عبر مبعوثتها بالإنابة ستيفاني ويليامز.

 ويثير اختيار ملادينوف ارتياح أطراف داخل ليبيا وخارجها لجهة خلق نوع من التوازن، لاسيما وأن ويليامز كانت حريصة على ترجيح رؤية بلادها على حساب بقية الأطراف ما أثار غضب الكثيرين.

ويستبعد مراقبون أن وجود ملادينوف قد يوفر حالة من التوازن بين الفرقاء، بيد أنه ليس من المتوقع أن يحرز الرجل اختراقا نوعيا كبيرا في ظل الهوة الكبيرة بين أطراف الصراع.

وسيخلف ملادينوف في منصب "المنسّق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط" تور وينسلاند (68 عاما) الدبلوماسي النروجي المتخصّص بقضايا الشرق الأوسط والذي شغل مناصب عدّة في تل أبيب ورام الله والقاهرة.

ووفقا لدبلوماسيين فقد طالبت روسيا غوتيريش بأن يصدر تعيين ملادينوف ووينسلاند في نفس الوقت لخشيتها من أن تستغلّ الولايات المتحدة "الفراغ" في منصب المبعوث الأممي إلى الشرق الأوسط لتقديم المزيد من التنازلات لإسرائيل قبل انتهاء ولاية دونالد ترامب في 20 يناير.

ويأتي هذا التعيين مع اقتراب تسلم إدارة جو بايدن لمهامها، والتي يأمل فيها تحريك المياه الراكدة في ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة منذ 2014.

وبالإضافة إلى مهامه الدبلوماسية كان وينسلاند مستشارا لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط بين عامي 2007 و2008، كما كان مستشارا لأحد مهندسي اتفاقيات أوسلو، تيري رود لارسن، في 1996.

ويشغل وينسلاند حاليا منصب المبعوث الخاص للحكومة النروجية إلى الشرق الأوسط.