رئيس الوزراء الإيطالي: حقائق صادمة وراء مقتل ريجيني في مصر

روما - أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أن إجراء محاكمة في قضية اختفاء ومقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر عام 2016 سيكشف حقائق "صادمة" على الأرجح.
وقال كونتي في مقابلة صحافية الثلاثاء "هذه القصة تثير الحزن في نفوسنا لكن الآن سلطاتنا القضائية ستبدأ محاكمة حقيقية وجادة للوصول إلى الحقيقة التي من المتوقع أن تكون صادمة مع الأسف".
ودعا رئيس الوزراء الإيطالي السلطات المصرية إلى بذل المزيد من الجهود في وقت ينفي فيه المسؤولون المصريون مرارا أي ضلوع في مقتل ريجيني.
وحول الدعوات التي وجهها والدا ريجيني مرارا إلى السلطات الإيطالية لسحب سفيرها من القاهرة، قال كونتي إن الأولوية الآن هي للمحاكمة لكن حكومته ستدرس هذا الخيار.
ويعتزم مدعون إيطاليون اتهام أربعة ضباط كبار بأجهزة الأمن المصرية بالتورط في قضية مقتل ريجيني.
وقال المدعي العام في روما مايكل بريتيبينو، في جلسة لإحدى اللجان البرلمانية الخاصة، إنه "تم تحديد 3 من الأمن الوطني المصري، وضابط شرطة ليكونوا قيد التحقيق في قضية اختطاف وتعذيب وقتل ريجيني في القاهرة".
وأضاف أنه سيتم التحقيق مع المشتبه بهم على خلفية اتهامهم بالضلوع في عملية "اختطاف في ظروف مشددة" لريجيني، وأن "أحد هؤلاء الأربعة وهو يحمل رتبة في المخابرات العامة المصرية، قد يواجه أيضا اتهامات بالتآمر لارتكاب عملية قتل في ظروف مشددة".
وتسببت جريمة قتل ريجيني في حدوث خلاف دبلوماسي بين روما والقاهرة، ويرى مراقبون أن تمسك إيطاليا بعدم غلق الملف والإصرار على المضي قدما فيه يشكل إحراجا كبيرا للقاهرة، التي تواجه اتهامات من قبل منظمات حقوقية بارتكاب تجاوزات حقوقية.
واختفى ريجيني (28 عاما)، وهو طالب ماجستير في جامعة كمبريدج، في القاهرة في الذكرى الخامسة لانتفاضة 25 يناير التي أنهت حكم الرئيس الراحل حسني مبارك عام 2011، ليتم العثور على جثته بعد نحو أسبوع حيث أظهر فحص الطب الشرعي أنه تعرض للتعذيب قبل موته.
وجاءت خطوة الادعاء الإيطالي بعد ما يزيد بقليل عن أسبوع من إعلان مصر تعليقها مؤقتا تحقيقها في مقتل ريجيني قائلة إن لديها تحفظات على الأدلة التي جمعتها إيطاليا.
وعمل المحققون الإيطاليون والمصريون معا على القضية، لكن مصادر قضائية إيطالية قالت العام الماضي إن إيطاليا تشعر بالإحباط بسبب بطء وتيرة تطورات التحقيق في مصر وقررت المضي قدما في مسار وحدها في محاولة لدفع الأمور قدما.
وأعلنت النيابة العامة المصرية آخر الشهر الماضي أنه سيتمّ إغلاق ملف قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني مؤقتا مع استمرار البحث عن القاتل.
وجاء قرار السلطات المصرية ضمن بيان مشترك مع "نيابة الجمهورية بروما"، كشفت فيه السلطات الإيطالية الاشتباه بمسؤولية 5 أفراد في أجهزة أمنية مصرية عن مقتل الطالب الإيطالي عام 2016، وهو ما تحفظت عليه النيابة المصرية، وتحدثت عن "تشكيل عصابي" بهدف السرقة.
اقرأ أيضا:
سجن تسعة من رجال الشرطة رسالة مصرية لروما: لا نتستّر على الأمنيين