الجوع يهدد البشرية أسوأ من كورونا

أوسلو – حذّر برنامج الأغذية العالمي الخميس من “جائحة جوع” ستكون أسوأ من كوفيد - 19، وستطول نحو 270 مليون نسمة في العالم.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، عند قبوله جائزة نوبل للسلام في حفل أقيم عبر الإنترنت، إن “نحو 270 مليونا حول العالم على شفا المجاعة وهو عدد يوازي مجموع سكان ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا”.
وفاز برنامج الأغذية العالمي الذي نسق اللوجستيات الطبية حول العالم أثناء جائحة فايروس كورونا المستجد بجائزة نوبل للسلام في أكتوبر.
وقال بيزلي من مقر برنامج الأغذية العالمي في روما إن جائحة الجوع “بسبب وجود العديد من الحروب والتغير المناخي والانتشار الواسع لاستخدام التجويع كسلاح سياسي وعسكري والجائحة العالمية التي فاقمت أثر كل ذلك”.
وتابع قائلا “الإخفاق في تلبية احتياجات هؤلاء سيتسبب في جائحة جوع يتضاءل أمامها أثر كوفيد. وكأن هذا ليس سيئا بما يكفي، هناك 30 مليونا من هؤلاء يعتمدون علينا كليا من أجل البقاء”.
وكانت الأمم المتحدة، قالت مطلع الشهر الحالي، إن 235 مليون شخص سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية وحماية في العالم خلال العام المقبل، بسبب فايروس كورونا.
وأوضحت أن “صدمة كورونا” رفعت عدد الأشخاص المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في العالم إلى مستوى قياسي، وسجلت زيادة بنسبة 40 في المئة مقارنة بنفس الفترة العام الماضي.
وتهدف الأمم المتحدة وشركاؤها إلى تقديم المساعدات لـ160 مليون شخص الأكثر ضعفا ممن يواجهون آثار الجوع والصراعات والنزوح والتغيرات المناخية وفايروس كورونا.
وتوضح تقارير أن الفقر المدقع ازداد لأول مرة منذ 22 عاما، فيما تعدّ الأمم المتحدة 34 خطة لمساعدات إنسانية تغطي 56 بلدا للعام 2021.
وتعليقا على ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن نظام المساعدات الإنسانية أثبت مرة أخرى قيمته خلال 2020، ووفر الغذاء والعلاج والمأوى والتعليم وباقي الاحتياجات الأساسية لعشرات الملايين.
ولكنه أكد أن "الأزمة لم تنته، وكلما تفاقم تأثير الوباء العالمي واجهت ميزانيات المساعدات الإنسانية فجوات خطيرة”.
وبدوره، ذكر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك أن أزمة كورونا دفعت الملايين من الناس إلى الفقر، وأدت إلى زيادة سريعة في الاحتياجات الإنسانية، وفي العام المقبل سيحتاج العالم إلى 35 مليار دولار لمنع المجاعة ومكافحة الفقر وتطعيم الأطفال وإبقائهم في المدرسة.
وبدلا من إقامة المراسم المعتادة في أوسلو، بقي مسؤولو البرنامج في روما بسبب جائحة كورونا.
ومن المتوقع أن يسافروا في وقت لاحق إلى أوسلو لإلقاء محاضرة متعارف عليها للفائزين بالجائزة.
كما ستقام مراسم تسليم باقي جوائز نوبل في الطب والفيزياء والكيمياء والأدب والاقتصاد، والتي كانت عادة تقام في ستوكهولم، عبر الإنترنت أيضا.
وتقام المراسم كل عام في العاشر من ديسمبر في ذكرى وفاة السويدي ألفريد نوبل الذي أسس الجائزة في وصيته عام 1895.