الجيش الليبي يعترض سفينة تركية ترفع علم جامايكا

المسماري يؤكد أن تركيا تسعى لإقامة قواعد عسكرية في الأراضي الليبية.
الثلاثاء 2020/12/08
الجيش الليبي جدار صد للتدخل التركي

بنغازي (ليبيا) - أعلن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر مساء الاثنين اعتراض سفينة تركية ترفع علم جامايكا كانت متجهة صوب ميناء مصراتة غربي ليبيا.

وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري في بيان، إن السفينة المُعترضة دخلت المياه الإقليمية الليبية قبالة سواحل منطقة رأس الهلال بالجبل الأخضر.

وأضاف المسماري أن السرية البحرية "سوسة" التابعة للبحرية الليبية، قامت باعتراض باخرة شحن تجارية تحمل علم جامايكا وتسمى "مبروكه" لدخولها إلى المياه الإقليمية الليبية قبالة سواحل منطقة رأس الهلال بالجبل الأخضر شرق ليبيا.

وأكد المسماري أن "السفينة تم رصدها داخل المياه الإقليمية عند إحداثيات خط عرض 59 32 درجة وخط طول 12 22 درجة وخط سير 270 درجة سعت 17:00".

وأشار إلى أن "السفينة لم تستجب للنداء الموجه إليها لمعرفة هويتها، وكذلك داخل المنطقة المحظورة للعمليات العسكرية وعدم اتباع طريقة الاتصال والتنسيق لخط 34 درجة شمالا فتم اعترضها وجرها إلى ميناء رأس الهلال". 

وأضاف أن السفينة كانت متجه إلى ميناء مصراتة، والطاقم العامل عليها يتكون من 9 بحارة أتراك و7 هنود وبحار من أذربيجان، وهي قيد التحقيق والتفتيش لمخالفتها للوائح والنظم والقوانين البحرية.

وقامت القوات الألمانية في 23 نوفمبر الماضي ضمن عملية "إيريني" بتفتيش سفينة تركية في شرق البحر المتوسط، كانت متجهة إلى ميناء مصراتة، لكن الاحتجاج التركي اضطرها إلى الانسحاب قبل إنهاء مهمتها.  

ووقعت حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي اتفاقا لوقف إطلاق النار في أكتوبر. وكانت الأمم المتحدة تعمل على إقامة حوار سياسي بهدف إجراء انتخابات العام القادم من أجل حل الصراع الدائر في ليبيا منذ فترة طويلة.

ووجه المسماري في وقت سابق الاثنين الاتهام إلى تركيا بالاستمرار في تزويد حكومة الوفاق بالسلاح والمقاتلين، مؤكدا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى لإقامة قواعد عسكرية في الأراضي الليبية.

وأكد في مؤتمر صحافي من مدينة بنغازي، وجود مجموعات تتبع حكومة الوفاق تعمل على خرق وقف إطلاق النار في ليبيا، مشيرا إلى قلق القيادة العامة من استمرار نقل أنقرة للعتاد والمرتزقة والإرهابيين إلى ليبيا.

وأشار إلى التزام القيادة العامة وتمسكها التام باتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في إطار لجنة 5+5 في جنيف تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وأوضح المسماري أن طائرات الشحن العسكرية التركية مستمرة في نقل الأسلحة والذخائر لغرب البلاد خاصة في طرابلس ومصراتة، مؤكدا أن أردوغان لا يريد السلام في ليبيا ويدفع بالمزيد من التعزيزات لتثبيت نفسه في ليبيا ويسعى لابتزاز خزينة الدولة الليبية بإرسال المزيد من الدعم العسكري، موضحا أن أردوغان يسعى لاستخدام ليبيا كورقة في صراعه بمنطقة شرق المتوسط.

وكشفت مصادر ليبية عن قيام تركيا بجسر جوي غير مسبوق نحو قاعدة الوطية العسكرية بغرب ليبيا.

وأكدت أن القيادة العسكرية التركية أرسلت ست طائرات شحن عسكرية إلى ليبيا، حيث هبطت يومي الخميس والجمعة الماضيين قادمة من قاعدة "مرزيفون" التركية في قاعدة الوطية الليبية الواقعة على بعد حوالي 150 كلم عن العاصمة طرابلس، ونحو 25 كلم عن الحدود التونسية.

وأشارت إلى أن تلك الطائرات كانت محملة بمعدات عسكرية متطورة منها منصات صواريخ أرض / جو، وبطاريات مدفعية ميدان بعيدة المدى، إلى جانب كميات كبيرة من الذخائر الحربية المتنوعة التي يتم تكديسها في هذه القاعدة التي سلمتها حكومة السراج إلى تركيا منذ سقوطها في مايو الماضي.

وبالتوازي، دخلت ست قطع بحرية عسكرية تركية (فرقاطات وبوارج) صباح السبت إلى المنطقة الممتدة بين مدينتي مصراتة وسرت، وذلك بعد غياب عن المنطقة دام عدة أشهر في أعقاب وقف إطلاق النار المعلن عنه في أغسطس الماضي بين القوات الموالية لحكومة الوفاق والجيش الليبي.

وذكرت وسائل إعلام محلية ليبية أنها رصدت صورا لقمر اصطناعي لمؤسسة "أوسنت" كشفت عن "وجود 6 فرقاطات وبوارج تركية في المنطقة المقابلة لبلدة أبوقرين غربي سرت"، بدت وهي تبحر في تشكيلين منفصلين.

وخلال الأيام الماضية تم رصد رحلات جوية مكثفة قام بها سلاح الجو التركي نحو غرب ليبيا عبر طائرات شحن عسكري ضخمة من طراز "أ 400"، وصل عددها إلى نحو 25 رحلة خلال الفترة ما بين 28 نوفمبر و4 ديسمبر الجاري.

وتم رصد هذه الطائرات في رحلات انطلقت من القواعد العسكرية التركية "قونيا وقيصري ومرزيفون وأتاتورك في أزمير"، وذلك باتجاه قاعدة الوطية غرب ليبيا، وبدرجة أقل نحو الكلية الجوية بمدينة مصراتة.

وأعرب المتحدث باسم الجيش الليبي عن استغرابه من صمت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إزاء استمرار تركيا في نقل الأسلحة والعتاد إلى ليبيا، موضحا أن اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية حققت تقدما ملموسا في عدد من الملفات.

وأكد المسماري أن الجيش الوطني نجح فى إلقاء القبض على مجرمين خطيرين قرب حدود الجزائر، موضحا أن وحدات الاستطلاع التابعة للقيادة العامة مستمرة في رصد تحركات الإرهابيين والمجرمين الخطرين في هذه المنطقة.

وأوضح أن التعليمات والأوامر صدرت إلى كافة وحدات القوات المسلحة الليبية بأن تكون على درجة عالية من الحيطة والحذر، محذرا من الانجرار وراء الاستفزازات التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد الموقف العسكري.