"الأزهر المخدوش رونقه" حديث المغردين المصريين

تهمة جديدة يلاحق بموجبها صحافي مصري تتمثل في خدش رونق الأزهر المعنوي، أثارت سخرية وجدلا على مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين، رغم أن الملاحقة تعود إلى عام مضى.
القاهرة- أثارت محاكمة صحافي مصري بتهمة “خدش رونق الأزهر المعنوي” سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونظرت الدائرة الأولى بمحكمة جنايات جنوب الجيزة الاثنين، في جلسة جديدة من القضية رقم 17960 لسنة 2019، والتي أقامها أحمد الطيب شيخ الأزهر، ضد محمد أبوالعيون، رئيس قسم الحوار بجريدة وموقع “أهل مصر”، بتهمة “إهانة الأزهر وخدش رونقه المعنوي”.
ويواجه أبوالعيون في هذه القضية عدة اتهامات أبرزها: إهانة الأزهر الشريف وكان ذلك علانية عن طريق الكتابة بأن نشر مقالا ونشر أيضا وبسوء قصد أخبارا وإشاعات كاذبة ومغرضة، بالإضافة إلى “قذف المجني عليه أحمد الطيب (الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف) وسبه”. وكان محمد أبوالعيون كتب مقالا بعنوان “أستاذ الإمام.. كيف شكل سيد قطب عقلية أحمد الطيب؟”. وكتب مغرد:
وتحت شعار “ضع ‘رونق’ في جملة مفيدة” ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية. وتساءل مغردون “ما أخبار رونقك اليوم”، وحور البعض الآخر أمثلة شعبية على غرار “رونقني اليوم وبهدلني غدا”، وغيرها من العبارات الساخرة. وكتبت مغردة ساخرة:
Iythar_Art@
“وأنتم عارفين الرونق المعنوي زي الحلة التيفال، ما يتخدش إلا مرة واحدة”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحاكم فيها صحافي مصري بتهمة خدش الرونق العام، إذ سبق أن وجهت نيابة أمن الدولة العُليا لطارق حافظ رئيس القسم القضائي بجريدة “الفجر”، تهمة غريبة من نوعها وهي “خدش الرونق العام للمجلس الأعلى للقضاء”.
واستغرب مغردون الضجة المثارة، مؤكدين أن الأزهر وشيخه أصبحا من المقدسات التي يمنع الحديث عنها، متسائلين عن ماهية المقدس الذي لا يجب التطرق إليه، خاصة أن الأمر زاد عن حدّه.
وينص الدستور على أن الأزهر هيئة مستقلة تتمتع بشخصية اعتبارية، ويظل شيخ الأزهر في منصبه حتى سن الثمانين، ثم يعود من جديد لشغل مقعده في هيئة كبار العلماء، ويُنتخب شيخ جديد من أعضاء الهيئة، ولا يحق لرئيس البلاد عزله أو تغييره كما كان يحدث سابقا.
وكان النائب محمد أبوحامد، تقدم بمشروع قانون إلى مجلس النواب عام 2017 مدعوما بتأييد العشرات من الأشخاص، مطالبا بتعديلات جوهرية على قانون الأزهر، قبل أن يغلق بإشادة من البرلمان والرئاسة بالأزهر. وقال معلقون إن المؤسسات الدينية في مصر يجب أن تواكب ثورة الإنترنت.
يستخدم الناس مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدتهم في تشكيل الدين مع ميولهم الشخصية بطرق ملموسة. فقد أتيح لهم قدر أكبر من المعلومات والآراء وأصبح بإمكانهم أن يحددوا بأنفسهم الإيقاع والمسار الديني اللذين يناسبانهم.
ولا تزال الديانات في العالم تغير من نفسها لتواكب التطورات المتلاحقة منذ قرابة ألفي عام. ولعل الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي هي آخر التطورات التي أجبرتها على التغيير. وفي سلسلة تغريدات كتب حساب:
وأضاف:
Tahoun71@
ابعدوا عن الرونق اليومين دول.. عشان حساس وبيتخدش بسرعة.. #خدشلي_رونقي_يا بيه.
وتابع:
Tahoun71@
بكل أسف.. المخدوش رونقها.. هي حجر عثرة في سبيل تقدم هذا الوطن وارتقاء هذا المجتمع. #خدش_رونقي_يا بيه.
وانتقد مغردون التضييق على الحريات وتلفيق التهم بسبب التعبير عن الرأي. وقال مغرد:
وفي أكتوبر الماضي استدعى الأمن المصري المفكر الإسلامي أحمد عبده ماهر للتحقيق معه في شكوى الأزهر ضده بسبب أفكاره التي يفند فيها ما يدرسه الأزهر من كتب في مراحل تعليمه المختلفة.
وكانت النيابة العامة المصرية أمرت بحبس الفنان الكوميدي محمد أشرف أربعة أيام على ذمة التحقيق، بتهمة سب وقذف مقدمي برامج إذاعة القرآن الكريم.
كما دخل شيخ الأزهر أحمد الطيب في مناوشة مع محمد عثمان الخشت، الذي كان أستاذ فلسفة في جامعة القاهرة قبيل ترؤسها، بسبب دعوة الأخير إلى ضرورة تجديد التراث الديني بما يتناسب مع مقتضيات العصر الحديث، وهذا لا يتضمن “ترميم بناء قديم” بل “تأسيس بناء جديد بمفاهيم حديثة” لتحقيق “عصر ديني جديد”. وهو ما رفضه شيخ الأزهر لأهمية التراث الذي “خلق أمّة كاملة” وسمح للمسلمين “بالوصول إلى الأندلس والصين”، مضيفا بأن “الفتنة الحالية سياسية وليست تراثية”. وتساءل مغرد:
ويحمل الكثيرون الأزهر وشيوخه بشكل أو بآخر مسألة التطرف وعدم تجديد الخطاب الديني وعدم توفيقهم في ذلك رغم الضجة الإعلامية المثارة كل مرة للترويج للأزهر كمنارة للوسطية. ويتساءل مغردون كل مرة “أين الوسطية؟”، في إشارة إلى مواقف الأزهر المتطرفة من بعض المواضيع.