تركيا تتذيل ترتيب الدول الأوروبية في إتقان اللغة الإنجليزية

أنقرة – احتلت تركيا المرتبة قبل الأخيرة في أوروبا في مستوى إتقان اللغة الإنجليزية، اللغة العالمية التي تهيمن على عمل أكبر المنظمات والشركات العالمية وحتى وسائل الإعلام الدولية.
وجاءت تركيا في المرتبة الـ33 من بين 34 دولة في أوروبا في مستوى إتقان اللغة الإنجليزية، وذلك وفقا لبرنامج تقييم الطلاب الدولي لعام 2020 بشأن نظام التعليم في الدول الأعضاء من قبل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وصُنفت أذربيجان الأخيرة ضمن قائمة الدول التي تتحدث اللغة الإنجليزية بشكل جيد، مسجلة 46.81 نقطة من أصل 100، فيما احتلت هولندا المرتبة الأولى في هذه الفئة برصيد 70.27 نقطة.
وعلى المستوى العالمي، صنفت الدراسة تركيا كدولة ذات مستوى "منخفض" في إتقان اللغة الإنجليزية، إلى جانب دول مثل بنغلاديش والمغرب وقطر وأفغانستان.
واحتلت تركيا المرتبة الـ79 من بين 100 دولة على مستوى العالم في إتقان اللغة الإنجليزية، وفقا للتقرير.
ويتم تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس العامة التركية ابتداء من الصف الرابع الابتدائي وما بعده، ولغاية نهاية المدرسة الثانوية بما مجموعه 1296 ساعة دراسية، ولكن غالبا ما تُتهم المدارس بتشجيع التعلم القائم على الحفظ وتقديم مهارات التحدث غير الكافية.
وجاء في تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن "الكفاءة في إتقان اللغة الإنجليزية في تركيا تراجعت في السنوات الخمس الماضية، على الرغم من تعافيها إلى حدّ ما هذا العام، حيث تلاشت أحلام البلاد بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وظهرت أولويات أخرى".
ويركز تعليم اللغة الإنجليزية في المدارس التركية، وفقا لبرنامج تقييم الطلاب الدولي، على القواعد والترجمة بدلا من مهارات الاتصال العملي، حيث يتم تقديم الكثير من المحتوى باللغة التركية.
وأنشأت تركيا "المجلس الوطني لتعليم اللغات الأجنبية" للعام الدراسي 2019 - 2020 لتنفيذ نموذج جديد لتعليم اللغة الأجنبية، والذي يهدف إلى توفير منهج اللغة الإنجليزية الخاص بكل حالة للطلاب.
وتؤكد تقارير التنمية البشرية الدولية أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم ينجح فقط في تحويل النظام التعليمي في البلاد من نظام علماني منفتح ومتسامح إلى منهج ديني متشدّد، بل تسبب أيضا في انخفاض المستوى التعليمي العلمي للطلبة الأتراك.
ويحمّل الكثير من المعارضين والخبراء ما يسمى بمدارس "إمام خطيب" المسؤولية عن التراجع في المستوى التعليمي للتلاميذ والطلاب الأتراك.
وأظهر مسح حديث للأداء الأكاديمي أعدّته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية، أن نجاح تلاميذ مدارس "إمام خطيب" أقل من المتوسط على المستوى الوطني.
وتراجعت تركيا بشكل مخيف في تصنيفات المسح لكلّ من العلوم والرياضيات والقراءة من بين 72 دولة مقارنة مع دراسات سابقة.
وكان استطلاع رأي أجرته مؤخرا مؤسسة أنصار الدينية التركية، كشف أن أكثر من 70 في المئة من خريجي مدارس "إمام خطيب" في تركيا، يأسفون على تلقيهم التعليم في المدارس الثانوية الدينية التي أقرّتها الحكومة.
ويقول 73 في المئة من خريجي تلك المدارس، إنهم لن يدرسوا فيها مرة أخرى فيما لو أتيحت لهم فرصة الاختيار.
وارتفع عدد المدارس المخصصة لتدريب رجال الدين الإسلاميين، في ظل حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمدة 18عاما، وهو نفسه من خريجي "إمام خطيب"، من 450 مدرسة عندما تولى السلطة، إلى أكثر من 5000 مدرسة اليوم.
وقال 44 في المئة، إنهم اختاروا تعليم "إمام خطيب" بعد أن فشلوا في الحصول على درجات كافية في امتحان تحديد المستوى تؤهلهم للانضمام إلى المدارس الثانوية الاعتيادية، وبالتالي فلم يكن لهم أيّ خيار آخر سوى مدارس "إمام خطيب".
ويوجد اليوم في تركيا أكثر من 620 ألف طالب ثانوية في مدارس "إمام خطيب" الدينية.
ويربط النقاد بين سوء قدرة الأداء لدى التلاميذ وبين تأسيس هذا العدد الهائل من مدارس "إمام خطيب"، ويشيرون بوضوح إلى أن طلاب هذه المدارس، يجدون صعوبة في تجاوز الامتحان المركزي العام المؤهل لدخول الجامعة، حيث ينجح في هذا الامتحان عدد قليل جدا من تلاميذ هذه المدارس الدينية.