بعد عرعر.. العراق يعتزم فتح منفذ الجميمة مع السعودية

افتتاح المنفذ سيسهم في توفير الآلاف من فرص العمل لأبناء محافظة المثنى وإقامة الكثير من المشاريع التنموية.
الأحد 2020/12/06
شريان حيوي لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية

بغداد - يعتزم العراق إعادة افتتاح معبر حدودي عراقي جديد مع المملكة العربية السعودية يسمح بدخول السلع والبضائع ونقل قوافل الحجاج العراقيين والآسيويين عبر محافظة المثنى 280 كلم جنوب بغداد.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة من شأنها أن تضيف زخما للعلاقات الاقتصادية المتنامية بين الجارتين، وتساهم في إنعاش المدن والمحافظات الواقعة على الطرق المؤدية إلى المنفذ.

وقال أحمد منفى محافظ المثنى الأحد "إن العراق يعتزم إعادة افتتاح منفذ الجميمة مع السعودية وإن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عازم على افتتاح المنفذ وفقا لكتب رسمية".

وأضاف منفى أن "افتتاح المنفذ سيسهم في توفير الآلاف من فرص العمل لأبناء محافظة المثنى وإقامة الكثير من المشاريع لتنمية المحافظة اقتصاديا".

وأغلق منفذ جميمة الحدودي بين العراق والسعودية عقب حرب الخليج العام 1991، وكان في السابق يستخدم للتبادل التجاري بين البلدين، ونقطة عبور للمسافرين وقوافل الحج.

ويصف الخبراء طريق الحج عبر منفذ جميمة بطريق الحرير بالنسبة للعراق، حيث أن جميع حجاج آسيا يسلكونه وصولا إلى المدينة المنورة لأن المسافة بين المنفذ وصولا إلى المدينة المنورة تستغرق ساعات قليلة.

وأكد منفى أنه "سيتم نقل البضائع التجارية من البحر الأحمر حيث يبعد المنفذ عن مركز محافظة المثنى بنحو 280 كلم ويوجد طريق جاهز للحركة وصولا إلى الدعامات الحدودية بين البلدين".

وطمأن المسؤول العراقي بأن الوضع الأمني "مستتب في محافظة المثنى وفي مناطق البادية التي تشهد حركة سياحية داخلية وخارجية".

والمثنى هي ثانية كبرى المحافظات العراقية من حيث المساحة، وقد شهدت في وقت سابق تأكيد وصول منفذ جميمة الحدودي إلى المواصفات المطلوبة. 

وكان منفى اعترض في وقت سابق على انتقاد إدارة محلية في النجف لمشروع المنفذ، وقال إن تلك الانتقادات لا تعدو كونها "استعراضات".

وأضاف "مثل تلك الانتقادات تخرق قوانين الدولة والاتفاقيات والمعاهدات، هناك مذكرة تفاهم بين الجانب السعودي والحكومة العراقية السابقة".

وتابع "سمعنا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عندما أكد وجوب الانفتاح على جميع دول المنطقة للاستثمار، ومنفذ جميمة الحدودي يعد استثمارا كبيرا والطرق المرتبطة به مطابقة للمواصفات ولا تحتاج إلى ترميم أو صيانة".

ومن جانب آخر، أوضح قائد الشرطة العميد عبدالرضا كاطع فهد أن "قيادة الشرطة مستعدة لتأمين الشريط الحدودي مع السعودية وسوف تكون هناك قوات كافية لسد كل الثغرات وتوفير الحماية الكافية لكل المنشآت الحدودية التي ستُقام على جميع مقتربات المنفذ وكذلك تأمين كل المناطق المحيطة به وبالطريق الرابط بين مركز المحافظة والمنطقة الحدودية".

وافتتحت السعودية والعراق في الـ18 من نوفمبر الماضي منفذ عرعر الحدودي بعد إغلاق دام نحو 3 عقود، وبدأ تدفق دخول الشاحنات التجارية بين البلدين.

ومثلت إعادة فتح منفذ "جديدة - عرعر" الحدودي، أهمية في زيادة حركة التبادل التجاري والاقتصادي بمختلف مجالاته بين البلدين بشكل فعال وتسهيل حركة الحجاج والمعتمرين العراقيين مما يكون له انعكاس على العديد من الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية.

ويشار إلى أن السلطات العراقية أعلنت في وقت سابق إغلاق المعابر الحدودية غير الرسمية التي تسيطر عليها الميليشيات الموالية لإيران والتي تشكل استنزافا كبيرا للدولة العراقية.

وتعتبر المنافذ غير الرسمية أبرز مصادر التموين للميليشيات العراقية بالسلاح والمعدات اللوجستية، كما أنها تعد الممر الرئيس لتهريب العملة الصعبة من العراق إلى الأراضي الإيرانية.