"الموصل" قصة عراقية لم تعجب الحشد وداعش

فيلم “الموصل” الذي طرحته نتفليكس والذي يوثق معركة لعناصر من القوات الخاصة في الشرطة العراقية “سوات” ضد داعش الأكثر مشاهدة على المنصة، خلف جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي.
الموصل (العراق) - أثار بث فيلم “الموصل” على منصة نتفليكس الذي تناول أحداثا من معركة تحرير المدينة من سيطرة تنظيم داعش الجدل بين العراقيين.
وبدأت نتفليكس قبل أيام عرض الفيلم الذي تم إنتاجه باللهجة العراقية، وتدور أحداثه في سياق قصة حقيقية لعناصر من القوات الخاصة في الشرطة العراقية “سوات” شنوا حرب عصابات على داعش في صراع لتنفيذ ثأرهم الخاص من تنظيم داعش وإنقاذ مدينتهم الموصل من براثنه خلال عامي 2016 و2017.
وفي العام 2017، نشرت مجلّة “النيويوركر” تقريرا تحت عنوان “المعركة اليائسة لتدمير داعش” (The Desperate Battle to Destroy ISIS)، يوثّق عملية عسكرية تقودها قوات “نينوى سوات” المستقلّة (فرقة “نينوى” للرد السريع)، لتحرير الموصل من سيطرة داعش. وبعد عامين، تحوّل التقرير، الذي أثار جدلا واسعا، فيلما عالميا من أعمال “نتفليكس” الأصلية. وقال المنتج جو روسو إنه “بكى” حينما قرأ القصة وأصر على تصويرها في فيلم سينمائي.
والفيلم من إخراج ماثيو كارناهان وشارك في تنفيذه المخرج العراقي محمد الدراجي وآخرون، فيما تم إنتاجه من قبل الأخوين أنتوني وجو روسو، وهما منتجا فيلم “المنتقمون: نهاية اللعبة” (Avengers – End game)، الذي حقق إيرادات كبيرة حين عرض في السينما.
ويقول الأخوان روسو إن هذا من الأفلام القليلة التي تعطي صورة بيضاء عن العرب، والعراقيين تحديدا، وتجعلهم كمحاربين للإرهاب، لا متورطين به.
ويشار إلى أن الفيلم من تمثيل مجموعة من الفنانين معظمهم عراقيون، ومن أبرزهم الممثل العراقي المقيم في الولايات المتحدة سهيل دباج وآخرون، وتم تصويره في المغرب.
الفيلم سلط الضوء على تدخل إيران في المعركة باستخدام الحشد الشعبي كأداة لتحقيق أهدافها
وأثار فيلم معركة الموصل جدلا كبيرا بين فريق معجب به وآخر معارض، خاصة وأن هذا العمل الدرامي مبني على أحداث واقعية وجرى إنتاجه وإخراجه بطريقة أفلام هوليوود التي تتمتع بالتشويق والإثارة.
وسلط الفيلم الضوء على تدخل إيران في المعركة، باستخدام الحشد الشعبي كأداة لتحقيق أهدافها.
وانتقد أنصار الحشد الفيلم مؤكدين أنه يسيء لقوات الحشد الشعبي. وظهر بعض عناصر الحشد يقايضون الأسلحة بالسجائر ووصل الأمر حد استبدال قاذفة أر.بي.جي بأركيلة (شيشة) للتدخين.
فيما أكد مدير إعلام الحشد الشعبي مهند العقابي أن “هذا الفيلم لم يستهدف الحشد الشعبي فقط، وإنما القوات العراقية بجميع صنوفها، حيث حاول إضعاف دور وأهمية ما قام به العراق في مكافحة الإرهاب، عبر المعلومات المغلوطة التي تناولها”.
ولفت إلى أنه “لم تكن هناك أي مهام قتالية موكلة لقوات سوات في معركة تحرير الموصل”.
وقال مدير علاقات وإعلام وزارة الداخلية اللواء سعد معن إن “الفيلم كان يحاول التقليل من شأن القوات الأمنية في تحرير الموصل عبر إظهار أن القوات ضعيفة ومرتشية”.
كما أثار الفيلم تباينا في تقييمات العراقيين، سواء من الناحية الفنية، مثل التصوير والإخراج والتمثيل، أو مضمون الفيلم، والزوايا التي عالجها في تناول مختلف الأحداث التي شهدتها المدينة.
وقال الكاتب والسيناريست العراقي المعروف حامد المالكي:
hamed_almaliki@
الذي كتب فيلم الموصل كل شي ما يعرف عن معارك تحرير الموصل، فيلم بسيط لا يستحق وقتا لمشاهدته، الكسب الوحيد الذي فيه، بروز صديقنا سهيل كممثل مبدع لم يهتم المخرج به، دونا عن المستوى الفني للفيلم الذي حصر الأحداث في زوايا ضيقة فلم يستفد من شهادة المكان. هذا تاريخ ساخن، شهوده أحياء!
وواجه الفيلم أيضا انتقادات بسبب تجاهل قصص كبيرة ومثيرة في المعركة دور القوات الأمنية فيها، والمصاعب التي واجهتهم، والأجواء العامة التي أدت إلى دخول تنظيم داعش، فضلا عن عدم إبراز وحشية التنظيم وهمجيته بشكل واضح.
وغرد المراسل الحربي مرتضى الموسوي:
MurtazaAlmusauy@
فيلم الموصل سيناريو من وحي الخيال! ما يوم شفت بالمعركة في داخل المدينة إلا جهاز مكافحة الإرهاب والرد السريع والشرطة الاتحادية وماكو شي اسمه قوات سوات لأنه ببساطة هذه القوات تابعة لقيادة شرطة نينوى وقيادة الشرطة لم تكن موجودة بسبب وجود داعش منتسبيها بين مقتول ومهجر.
وردا على تلك الانتقادات، قال المخرج العراقي محمد الدراجي، وهو مشارك في عملية إنتاج الفيلم في تصريح لموقع ”ناس“ المحلي “نحن لا نتحدث هنا عن مؤلف تاريخي يُعنى بسرد وقائع معركة الموصل من البداية إلى النهاية، وأنصح المُشككين في هذا الإطار أن يشاهدوا الفيلم قبل الحكم على مقتطفات مسروقة“.
وأضاف ”نتحدث هنا عن قصة مدتها 3 ساعات فقط، وتتعلق بصحافي أميركي من نيويوركر رافق فرقة سوات.. نحن لا نغفل ولا يُمكن أن نتجاهل مساهمات كل القوات وحتى الأطراف المدنية التي ساهمت في التحرير، لكننا نقدم هنا قصة واحدة من المئات من القصص، التي لم تتول الجهات المعنية توثيقها بما يليق، وإظهارها للعالم كما فعلنا في فيلم الموصل“.
وبعد ساعات على العرض الأول للفيلم على منصة نتفليكس، قامت منصات عراقية بتحميل الفيلم ونشره مرة أخرى بشكل مجاني لمشتركيها، وهو ما انتقده المخرج الدراجي، الذي حذر من ذلك، بعزوف الشركات العالمية عن إنتاج الأفلام الخاصة في العراق.
ومن جانب آخر أثنى عراقيون على الفيلم، وكتب مغرد:
AliAldoulaimy@
فيلم أكثر من رائع “الموصل”.
ونصح آخر:
AbdullahKoder@
أنهيت للتو فيلم “الموصل” وأنصح الجميع بمشاهدته. نعم الفيلم لا يغطي جميع أحداث المعارك ولكنه مبني على قصة حقيقية وأحداث حدثت بالفعل لهم. ومن جانبي أشكر كل شخص شارك في هذا العمل.
وكتب مغرد:
Joker25oct@
تقييمي للفيلم 9/10 أما الـ1 فهو النهاية غير المتناسبة مع ما قدموه من تضحيات بالأرواح! أما أحداثه فهي بمنتهى الصدق والروعة إضافة إلى الإبداع السينمائي.
شكرا نتفليكس فيلم “الموصل” يمثل الواقع.
واعتبر معلق:
war13vv@
الفيلم يعرض قصة لعراقيين ومعاناتهم في فترة مظلمة جدا، معاناة الحرب والشعب العراقي الذي عانى ولا يزال من إجرام الجميع. لا ثقة بأحد، الجميع هنا يقتل ويدمر الشعب العراقي، أميركا إيران وداعش ومؤسسة الدولة.
ورد تنظيم داعش عبر ماكينته الإعلامية غير الرسمية، بشكل مباشر على الفيلم، بالعودة إلى أرشيف إصدارات داعش خلال المعارك، وإعادة إنتاجه عبر وضع الاسم ذاته “الموصل: الرواية الأخرى”، مع شعار نتفليكس.
وانتشر الفيديو على موقع تويتر، واعتبر الباحث في الجماعات السلفية المتطرفة عرابي عبدالحي عرابي في سلسلة تغريدات أن “تنظيم الدولة مازال يثبت أن أدواته الإعلاميّة مستعدة للتعامل مع التحديات والدعايات المنافسة له. إذ أصدر فيلمه بعنوان ‘الموصل، الرواية الأخرى’ واضعا المئات من الفيديوهات الحيّة الملتَقَطة من معارك الموصل وملاحمها أمام أعين المشاهدين، لتكون لهم المقارنة بين فيلم نتفليكس التمثيلي وبين الواقع المصوّر لحظة بلحظة”، مشيرا أن “لهذه الخطوة دلالات مختلفة”. وأضاف أنه “بالنسبة لجماعة خارجة من حرب مدمّرة، فإن مستوى الإنتاج الفني والبصري لم يتدنّ عن مستوى إصدارات التنظيم السابقة، وهذا مؤشّر على أعمال إعلاميّة قريبة سيطلقها التنظيم لتعزّز من حضوره في ساحة التحفيز أما الدلالة الثانية فهي استقرار شبكة التواصل داخل التنظيم وترميمُ مؤسساته”.
وتابع:
orabiorabi1985@
هذا كلّه يدفعنا لانتظار تصاعد كبير قادم في السنوات المقبلة، ربما، فـ”الرواية الأخرى” المغيّبة عن الإعلام بشكل دائم هي التي تصنعُ أحداث الساحة، وعدم توجيه الرأي العامِّ لها قد يكون مفيدا لبعض الجهات، إلا أنه يمنع من فهم الأمر في حقيقته، ويُغفِلُ مراقبة التفاعلات ونتائجها.
وعارض مغردون رواية عرابي.
وكتب أحدهم:
NihadJariri@
(...) الإنتاج الفني لم يعد مسألة يُعتد بها. أي شخص يستطيع أن يُصوّر أي مشهد وبتقنية معتبرة. والخلايا: شخص واحد هو خلية. داعش لن “يعود” ما لم يسمح له أصحاب الأرض بذلك.