نائب وزير الخارجية الكويتي: توصلنا لاتفاق نهائي لطي الخلاف الخليجي

الجهود الكويتية الأميركية تنجح في تقريب وجهات النظر لحلّ الأزمة الخليجية المستمرة منذ 2017.
الجمعة 2020/12/04
الكويت تكثف تحركاتها لطي صفحة الخلاف الخليجي

الكويت - أعلن نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله أن “الأزمة الخليجية طويت وتم التوصل إلى اتفاق نهائي بين الأطراف الخليجية”، مضيفا “سوف يترتب على هذا الاتفاق الدخول في التفاصيل المتعلقة به قريبا”.

وأضاف الجارالله في تصريح تلفزيوني، الجمعة، أن “هناك خطوات قريبة سوف يتم الاعلان عنها للانطلاق نحو المستقبل وطي صفحة الخلاف”، مشيدا "بجهود الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد وأمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الصباح والجهود الأميركية” في مساعيها لتقريب وجهات النظر.

وكانت الكويت قالت في وقت سابق الجمعة إن تقدما قد أحرز نحو حل الأزمة المستمرة منذ 2017 بين قطر من ناحية والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من ناحية أخرى.

وأطلقت الرياض بعض الإشارات عن انفتاحها على الحل وتشجيعها لجهود تحقيق اختراق في الأزمة، في ظل حسابات سياسية مرتبطة أساسا بقرب تنصيب إدارة أميركية جديدة برئاسة الديمقراطي جو بايدن.

وأعرب وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، الجمعة، عن أمله في أن تكلل الجهود الكويتية والأميركية لحل النزاع الخليجي بالنجاح، مقدما الشكر للبلدين في “تقريب وجهات النظر”.

وكتب الوزير السعودي في تغريدة على تويتر "ننظر ببالغ التقدير لجهود دولة الكويت الشقيقة لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة الخليجية، ونشكر المساعي الأمريكية في هذا الخصوص".

وتابع: "نتطلع لأن تتكلل بالنجاح لما فيه مصلحة وخير المنطقة".

وكان وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد الناصر المحمد الصباح، كشف، الجمعة، النقاب عن جهود مثمرة جرت في الأيام الأخيرة خاصة بملف الأزمة الخليجية، مضيفا بأن كافة الأطراف أكدوا ضرورة التضامن والاستقرار الخليجي والعربي.

وقال عبر كلمة بثها تلفزيون الكويت إن هذه المباحثات "أكد فيها جميع الأطراف حرصهم على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبو إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبهم".

ووجه الوزير الكويتي شكره إلى جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي "على النتائج المثمرة التي تحققت في طريق حل الخلاف".

واعتبرت قطر البيان الصادر عن وزير الخارجية الكويتي بشأن الأزمة "خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية".

وشكر وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن آل ثاني، الكويت والولايات المتحدة على جهودهما من أجل حل الخلاف الخليجي، وكتب في تغريدة على تويتر "بيان دولة الكويت خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية. نشكر للكويت الشقيقة وساطتها منذ بداية الأزمة، كما نقدر الجهود الأميركية المبذولة في هذا الصدد".

وأضاف "نؤكد أن أولويتنا كانت وستظل مصلحة وأمن شعوب الخليج والمنطقة".

وكان وزير خارجية قطر أكد الجمعة وجود تحركات لتسوية النزاع الدبلوماسي المستمر لأكثر من ثلاث سنوات في منطقة الخليج.

وقال: "نأمل أن تتحرك الأمور في الاتجاه الصحيح، لكن لا يمكننا التكهن بحدوث انفراجة وشيكة أو بما إن كان هذا التحرك سيسوي الأمر برمته".

وأضاف المسؤول القطري أنهم متفائلون إزاء حل الأزمة لكنه لا يستطيع القول إن جميع المشاكل ستحل في يوم واحد.

وتعمل الولايات المتحدة والكويت على إنهاء الخلاف الذي دفع السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى فرض مقاطعة دبلوماسية وتجارية على قطر.

وأشار الشيخ محمد آل ثاني إلى أن أي حل للنزاع الخليجي يجب أن يكون شاملا، في ظل تقارير تحدثت مؤخرا عن مصالحة قريبة بين الدوحة والرياض تستثني الدول الثلاث المقاطعة.

وأفادت تقارير في وقت سابق بأن الأزمة الخليجية القطرية تشهد تحركات بهدف إنهاء الأزمة القائمة منذ عام 2017، وذلك في ضوء زيارة جاريد كوشنر مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة.

وكانت وكالة "بلومبرغ" أفادت بأن الرياض والدوحة تقتربان من التوصل إلى اتفاق أوّلي لإنهاء الخلاف بينهما لكنه لن يشمل الدول الثلاث الأخرى التي قطعت إلى جانب السعودية، العلاقات مع قطر عام 2017، وهي الإمارات والبحرين ومصر.

وتعمل إدارة ترامب على تسوية ملفات هامة قبل مغادرتها، في محاولة لتحقيق انتصارات دبلوماسية في المنطقة قبل مغادرة البيت الأبيض بهدف قطع الطريق على أي استثمار فيها من الإدارة الجديدة لجو بايدن، وهو ما يجعلها تكثف جهودها لمحاولة إنهاء أزمة قطر سواء من بوابة الوساطة الكويتية، أو بوساطة أميركية مباشرة.

وتوجه جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس ترامب، ووفد من المسؤولين إلى السعودية وقطر في محاولة لحل النزاع بين البلدين.

ويرى مراقبون أن السعودية قد تعدل جزئيا في المطالب السابقة التي تتعلق بالتسوية، لاسيما وأن قطر لا تبدي أي استعداد للتخلي عن سياساتها وخاصة دعم المنظمات الإسلامية المتطرفة، وتخفيف علاقتها بتركيا.

في المقابل يقول آخرون إن على الدوحة الالتزام بقدر كبير من الجدية والمسؤولية التي تحتم عليها التوقف عن تبني النهج السلبي تجاه جيرانها وإلا فإنها ستضيع فرصة انفراج الأزمة والبقاء معزولة في محيطها الخليجي والعربي.