مشروع قانون أمام مجلس الشيوخ لوضع الإخوان في قوائم الإرهاب

واشنطن - أعاد السيناتور الأميركي تيد كروز (جمهوري من تكساس)، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، هذا الأسبوع تقديم قانون تصنيف الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية.
ويحث مشروع القانون وزارة الخارجية الأميركية على استخدام سلطتها القانونية لتعيين الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية.
يتطلب هذا الإجراء من وزارة الخارجية تقديم تقرير للكونغرس حول ما إذا كانت جماعة الإخوان تفي بالمعايير القانونية للتصنيف.
وشارك في رعاية مشروع القانون كل من أعضاء مجلس الشيوخ جيم إنهوفي (جمهوري من أوكلاهوما) ورون جونسون (جمهوري من ويسكي) وبات روبرتس (جمهوري من ولاية كانساس).
وقال السيناتور كروز "يجب أن نحمل الإخوان المسلمين المسؤولية عن تمويل الإرهاب الإسلامي الراديكالي والترويج له".
وأضاف "أنا فخور بإعادة طرح هذا القانون وبتعزيز حرب أميركا ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف. إنني أثني على عمل الإدارة الحالية في تسمية الإرهاب باسمه ومحاربة انتشار هذا التهديد المحتمل، وأتطلع إلى تلقي المعلومات الإضافية التي يطلبها هذا القانون الجديد من وزارة الخارجية".
وتابع "لقد خلص العديد من أقرب حلفائنا في العالم العربي منذ فترة طويلة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة إرهابية تسعى إلى بث الفوضى في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وسأواصل العمل مع زملائي لاتخاذ إجراءات ضد الجماعات التي تمول الإرهاب".
وكتب السيناتور إنهوفي على حسابه بموقع تويتر "منذ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في مصر، دأبت الجماعات التابعة للإخوان على الدعاية والتحريض على الكراهية ضد المسيحيين واليهود وغيرهم من المسلمين بينما دعمت الإرهابيين المتطرفين.
وأضاف إنهوفي "أنا فخور بأننا في ظل إدارة ترامب نستمر في المناداة ومكافحة الإرهاب المتطرف، ويسعدني أن أنضم إلى زملائي اليوم في إعادة تقديم هذا التشريع، يجب أن نستمر في إدانة المنظمات الإرهابية الأجنبية ومحاسبتها على الشر الذي ترتكبه".
وسبق أن رفضت الإدارة الأميركية طلبا مصريا بتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية في ديسمبر 2014، ليتقدم بعد ذلك بعام تقريبا السيناتور تيد كروز في نوفمبر بطلب مشابه.
وفي فبراير 2016 وقف جون كيري وزير الخارجية الأميركي آنذاك أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي معارضا تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، واستمرت المحاولات حتى أسابيع ترامب الأولى داخل البيت الأبيض التي حاول فيها إصدار قرار تنفيذي بهذا التصنيف في بداية 2017، إلا أنه قوبل بآراء كثيرة معارضة من المؤسسات الأميركية المحترفة في وزارتي الخارجية والدفاع.
وتواصلت المحاولات حتى جلسة استماع تمت في اللجنة الفرعية للأمن الوطني في مجلس النواب الأميركي يوليو 2018 بعد تقديم مشروع قانون إلى الكونغرس في بداية عام 2017 يطلب من وزير الخارجية الأميركي إدراج تنظيم الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية أجنبية تهدد المصالح الأميركية، لكن لم يتمخض عن كل هذه المحاولات وضع الجماعة على هذا التصنيف.
وحسب قانون تسمية المنظمات الإرهابية الأميركي فإن تصنيف أي جماعة أو منظمة أجنبية كمنظمة إرهابية، يجب أن تنطبق عليها قواعد أساسية أهمها القيام بأنشطة إرهابية أو لديها القدرة على ذلك، وأن يكون هذا النشاط الإرهابي يهدد أمن مواطني الولايات المتحدة أو أمنها القومي.
وكانت روسيا أول دولة أجنبية أدرجت جماعة الإخوان على لائحة الإرهاب في 28 يوليو 2006، ضمن قائمة ضمت 17 منظمة، حيث جاء القرار الروسي بعد أعمال العنف التي قامت بها الجماعة في مناطق شمال القوقاز، التي تحظى بأغلبية إسلامية، وقيامها بتقديم الدعم المالي للعناصر التي تقاتل القوات الروسية.
وتأتي دولة كازاخستان ثانية الدول الأجنبية حيث أصدرت في 7 مايو 2009 قرارا بتوسيع قائمة المنظمات الإرهابية إلى 31 منظمة، كان على رأسها جماعة الإخوان المصنفة بأنها إرهابية.
وبالنسبة للدول العربية كانت سوريا أول دول عربية صنفت عام 1980 الإخوان تنظيما إرهابيا، لما كان يشكله التنظيم من خطورة على المجتمع السوري.
وتم تصنيف جماعة الإخوان "جماعة إرهابية" وتنظيمها "تنظيما إرهابيا" في مصر في ديسمبر 2013، لتلحق بعدها السعودية في مارس 2014، حيث أعلنت المملكة أن كلًّا من جماعة الإخوان، وتنظيم داعش، وجبهة النصرة، جماعات إرهابية.
ووجد القرار السعودي ترحيبا من دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول العربية، حيث أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية في 8 مارس 2014 بيانا أعربت فيه تأييد دولة الإمارات، ووقوفها بقوة مع التوجه الذي انتهجته السعودية باعتبار هذه الجماعات إرهابية.
وفي 15 نوفمبر 2014 أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة مرسوما حكوميا يقضي بتصنيف نحو 83 جماعة عربية ومحلية على لائحة التنظيمات الإرهابية.
وجاء من أبرز هذه الجماعات "جماعة الإخوان المسلمين"، وتنظيم داعش الإرهابي و"جبهة النصرة" و"أنصار الشريعة" في ليبيا وتونس، وتنظيم "القاعدة" و"جماعة أنصار بيت المقدس" المصرية. كما تضمنت اللائحة أيضا "جماعة الحوثيين" باليمن و"حزب الله في دول مجلس التعاون الخليجي" و"حزب الله السعودي في الحجاز" و"منظمة بدر" و"عصائب أهل الحق" في العراق، و"لواء أبوفضل العباس" في سوريا.