بعد الحسم العسكري في تيغراي.. آبي أحمد يحوّل اهتمامه صوب انتخابات 2021

رئيس الوزراء الإثيوبي يجري محادثات مع الأحزاب السياسية وممثلي المجتمع المدني ومسؤولي الانتخابات بخصوص انتخابات منتصف عام 2021.
الأربعاء 2020/12/02
الوجهة صوب الانتخابات

أديس أبابا - اجتمع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مع الأحزاب السياسية الأربعاء من أجل التخطيط لانتخابات العام المقبل وصرف انتباه الرأي العام المحلي والدولي بعيدا عن الحرب المستعرة منذ نحو شهر في إقليم تيغراي.

وأرجأت حكومة آبي أحمد الانتخابات البرلمانية التي كانت مقررة هذا العام بسبب وباء كوفيد - 19، لكن إقليم تيغراي لم ينصع للتأجيل وأجرى الانتخابات التي أعادت انتخاب الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وهي حركة مسلحة سابقة تحولت إلى حزب سياسي، بأغلبية ساحقة.

وكان هذا التحدي أحد أسباب الهجوم العسكري الذي شنته الحكومة الاتحادية على قيادات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي منذ الرابع من نوفمبر والسيطرة على الإقليم بعد حملة عسكرية واسعة، إلا أن المراقبين لفتوا إلى أن هذا قد لا يعني نهاية الصراع.

ولا تزال هناك تقارير عن اشتباكات بين الجيش الإثيوبي وقوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي رغم أن الاتصالات ما زالت مقطوعة إلى حد بعيد كما أن دخول الإقليم ممنوع.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي الحاصل على جائزة نوبل للسلام لعام 2019 لتوصله إلى اتفاق سلام مع إريتريا، إنه أجرى محادثات مع الأحزاب السياسية وجماعات المجتمع المدني ومسؤولي الانتخابات بخصوص انتخابات منتصف عام 2021.

وحسب المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء لم تتضح أي الأحزاب السياسية التي أجرى معها آبي المحادثات.

وتولى آبي أعلى منصب في إثيوبيا بعد أن قادت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي الحكومة لنحو ثلاثة عقود أصبحت خلالها قمعية بشكل متزايد، حيث تسجن المعارضين وتحظر أحزاب المعارضة.

وأطاح آبي بالمنتسبين لتيغراي من الحكومة والمناصب الأمنية قائلا إن تمثيلهم يفوق كثيرا جماعة عرقية تمثل نحو 6 في المئة فقط من سكان إثيوبيا.

وتدخل الجيش الاتحادي عندما تعرضت قاعدة عسكرية اتحادية لكمين في تيغراي.

وتصف الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي رفيقها العسكري السابق وشريكها في الحكومة بأنه عازم على الهيمنة عليها لتعزيز قبضته الشخصية على البلد الشاسع الذي يبلغ عدد سكانه 115 مليون نسمة والذي ينقسم إلى 10 اتحادات تديرها مجموعات عرقية مختلفة.

وتتهم الجبهة آبي بـ"غزو" تيغراي حيث استولت قوات اتحادية على مقلي عاصمة الإقليم مطلع الأسبوع مما دفع قيادات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي إلى الفرار إلى التلال.

بينما يصف رئيس الوزراء، الذي تشيد به مجموعتا الأورومو والأمهرة العرقيتان الأكبر عددا، قيادات تيغراي بالمجرمين الذين يعارضون الوحدة الوطنية ويتآمرون لشن هجمات في أديس أبابا وأماكن أخرى.

وتعهد بإجراء انتخابات نزيهة العام المقبل بعد أن أدان معارضون وجماعات حقوقية الانتخابات السابقة ووصفوها بأنها كانت مزيفة.

لكن محللين يرون أن اعتقال الشخصية المعارضة البارزة، قطب الإعلام وحليف آبي السابق جوهر محمد في يونيو بتهم الإرهاب، يظهر أنه هو الآخر يقوم بأعمال قمعية.

وقال ويل دافيسون، كبير محللي شؤون إثيوبيا في مجموعة الأزمات الدولية، "نظرا لسجن شخصيات معارضة رئيسية من الأورومو وأماكن أخرى وصدور مذكرات اعتقال لقيادة جماعة المعارضة الوحيدة في البرلمان الاتحادي، الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، ستحتاج السلطات الاتحادية من الآن فصاعدا إلى السعي لتحقيق أقصى قدر من الشمول لمحاولة تهيئة الظروف لانتخابات يمكن اعتبارها نزيهة".