ليبيا الأكثر تأثرا اقتصاديا بالعمليات الإرهابية على الصعيد الأفريقي

492 مليون دولار قيمة خسائر ليبيا سنويا وفق مؤشر الإرهاب العالمي.
الأربعاء 2020/12/02
خسائر فادحة

طرابلس – كشف مؤشر الإرهاب العالمي للعام 2020 أن ليبيا تعتبر واحدة من الدول الأكثر تضررا اقتصاديا بالعمليات الإرهابية على الصعيد الأفريقي.

وأظهر المؤشر الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام الأسترالي، بالتعاون مع الاتحاد الأميركي لدراسة الإرهاب في جامعة ماريلاند، أن ليبيا تكبّدت خسائر تقدّر بنحو 492 مليون دولار سنويا جرّاء العمليات الإرهابية المتكررة.

وتصدّرت ليبيا ومعها نيجيريا والصومال ومالي، ترتيب الدول الأفريقية الأكثر تأثرا بالخسائر الاقتصادية الناجمة عن الهجمات الإرهابية.

وكشف مؤشر الإرهاب عن فقدان الخزينة الحكومية في ليبيا حوالي 4.9 مليار دولار خلال 12 سنة مضت بسبب الأنشطة الإرهابية، فيما أحصى 1923 هجوما أسفر عن 1876 قتيلا إضافة إلى الخسائر المادية في البنية التحتية.

واحتلت ليبيا، التي تعيش أزمة متفاقمة بسبب النزاع المستمر منذ 2011 والذي تسبب في تشتت السلطة وتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي لليبيين، المركز السادس عربيا والـ16 في قائمة الدول ذات النشاط الإرهابي للعام 2020.

ووفق المؤشر العالمي، جاءت ليبيا في مرتبة بعد العراق ونيجيريا وأفغانستان وسوريا من حيث المعاناة من أضرار الإرهاب الذي تسبّب في تراجع الناتج المحلي الليبي بين العامين 2007 و2015، بنحو 4.5 في المئة.

وسجّل التقرير أن تنظيم داعش في إقليم فزان هو المسؤول عن غالبية الهجمات في ليبيا خلال العام 2019، أما تنظيم القاعدة وفروعه فما زال نشطا رغم تراجعه بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس الماضية.

وسبقت ليبيا في قائمة المتضررين أفريقيا نيجيريا بخسائر تقدر بـ1.42 مليار دولار، يليهما الصومال بنحو 1.16 مليار، ومالي بحوالي 1.13 مليار.

ويوضح المؤشر أن هذه البلدان الأربع كانت الأكثر تضررا من التداعيات الاقتصادية للإرهاب في ليبيا، بنسبة 86.8 في المئة، خلال الفترة من 2007 إلى 2019 ، بنحو 149 مليار دولار، بزيادة 15 ضعفا، وقد بلغت الخسائر في أفريقيا 13 مليار دولار في العام 2019.

وعلى مدى 12 سنة كلف الإرهاب القارة الأفريقية في المجمل 171.7 مليار دولار، ومع ذلك يصف المؤشر تقديراته بـ"المتحفظ للغاية"، موضحا أن الأضرار الاقتصادية "أعلى بكثير" إذا ما قيس أيضا فقدان الاستثمار التجاري والسياحة، وتأثر النشاط الاقتصادي، والإنفاق الأمني الإضافي، ومكافحة الإرهاب، ومساعدات اللاجئين داخليا.

وقال المؤشر إن "أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كانت الأكثر تضررا مع وجود سبع من أكثر عشر دول شهدت ارتفاعا في عدد الضحايا، في هذه المنطقة"، وفيها 41 في المئة من القتلى الذين سقطوا في هجمات منسوبة إلى تنظيم داعش في العالم العام الماضي.

وأكد المؤشر أن مناطق الحروب تبقى المسرح شبه الحصري للهجمات الإرهابية مع تركز 96 في المئة من الضحايا فيها في العالم 2019، معلنا عن تراجع ملحوظ لعدد ضحايا الإرهاب مع 13826 قتيلا في 2019 أي بتراجع نسبته 15 في المئة على سنة و59 في المئة منذ العام 2014.

وعالميا تصدرت أفغانستان والعراق ونيجيريا قائمة الدول الأكثر عرضة لمخاطر الإرهاب، أما الولايات المتحدة فحلت في المرتبة الـ29، فيما جاءت فرنسا في المرتبة الـ38.

وسجل التراجع الأكبر في أفغانستان ونيجيريا مع أنهما البلدان الوحيدان اللذان سقط فيهما أكثر من ألف قتيل في أعمال إرهابية خلال السنة.

ويعتمد هذا المؤشر لتصنيف البلدان الأكثر والأقل تضررا من الإرهاب، على أربعة معايير تقوم على قياس إجمالي عدد الحوادث الإرهابية المسجلة خلال سنة معينة، وإجمالي عدد الوفيات وكذلك عدد الإصابات التي تسبب فيها إرهابيون خلال السنة نفسها إلى جانب الأضرار التي لحقت بالممتلكات نتيجة حوادث إرهابية.

وكانت ليبيا تصدّرت في العام 2019 ترتيب مؤشرات الإرهاب العالمي، حيث حلت الأولى مغاربيا والـ12 عالميا ضمن 163 دولة. كما حلت في قائمة أكثر عشرة بلدان تعاني من الآثار الاقتصادية للإرهاب خلال التسع سنوات الأخيرة.

وسجلت ليبيا أسوأ تصنيف لها في معياري الأمن والاستقرار حيث حلت في المركز الـ161 عالميا، كما حلت في المركز الـ147 عالميا لتصنيف مؤشر الازدهار العالمي والذي يعتمد على مجموعة من المعايير ذات الصلة بالرخاء الاقتصادي والاستقرار السياسي والحريات الفردية.