الملك عبدالله الثاني يشدد أمام عباس على أهمية استمرار الوصاية الهاشمية

عمان - حرص العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال استقباله الأحد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على التشديد على أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية، في ظل مخاوف أردنية من سحبها من المملكة.
وقام رئيس السلطة الفلسطينية الأحد بجولة في المنطقة بعد اعتكاف لأشهر شملت الأردن، ومصر فيما بدا الهدف منها تنسيق المواقف مع الدولتين، استباقا لتسلم إدارة جو بايدن مقاليد السلطة في الولايات المتحدة.
ودعا الملك عبدالله الثاني إلى تكثيف الجهود الدولية من أجل إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وبحسب بيان للديوان الملكي، فقد أكد الملك خلال استقباله الرئيس عباس في مدينة العقبة الساحلية (328 كلم جنوب عمان) على “ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل والدائم وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين”.
وشدد على “وقوف الأردن بكل طاقاته وإمكاناته إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم العادلة والمشروعة وإقامة دولتهم المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
كما أكد الملك “ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس”، مشيرا إلى “رفض المملكة لجميع الإجراءات الأحادية التي تستهدف تغيير هوية المدينة ومقدساتها ومحاولات التقسيم الزماني أو المكاني، للمسجد الأقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف”.
وجدد التأكيد أن “الأردن مستمر بتأدية دوره التاريخي والديني في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات”.
العاهل الأردني يؤكد رفض بلاده لجميع الإجراءات الأحادية التي تستهدف تغيير هوية المدينة ومقدساتها
وهناك قلق أردني متنام من إمكانية فقدان الوصاية على المقدسات في القدس على ضوء التحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة في علاقة باتفاقات أبراهام.
وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994، بإشراف المملكة على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس.
وخلال لقائه بالملك عبدالله الثاني أشاد عباس بـ”المواقف الثابتة والواضحة للأردن بقيادة الملك في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين ودعم قضيتهم العادلة”.
وعلى غرار العاهل الأردني تنفس رئيس السلطة الفلسطينية الصعداء برحيل دونالد ترامب، ويسعى أبومازن إلى إعادة ترتيب أوراقه قبل تسلم بايدن مقاليد الحكم، وإن كان مراقبون يرون بأن الأخير ليس بوسعه القفز على الإنجازات التي حققها سلفه لإسرائيل.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، فإن عباس (85 عاما) سيغادر الأردن الاثنين متوجها إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، “للتشاور بين القيادتين”.
ويأتي تحرك الرئيس الفلسطيني الخارجي والمتوقف منذ عدة أشهر بسبب فايروس كورونا، بعد نحو أسبوعين على إعلان السلطة الفلسطينية عودة التنسيق الأمني مع إسرائيل والذي انقطع منذ مايو احتجاجا على خطة إسرائيل ضم 30 في المئة من مساحة الضفة الغربية والمتمثلة بمنطقة غور الأردن الاستراتيجية.
وتحتاج رحلات عباس الخارجية إلى تنسيق مع الجانب الإسرائيلي.