واشنطن تحرك دبلوماسيتها لتسريع السلام في أفغانستان

مايك بومبيو يلتقي مفاوضي الحكومة الأفغانية وطالبان بالدوحة قبل انسحاب القوات الأميركية.
السبت 2020/11/21
تسجيل أهداف قبل الخروج من البيت الأبيض

الدوحة - يلتقي وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، السبت، في قطر مفاوضين من الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بشكل منفصل في العاصمة القطرية الدوحة، والتي تعد قاعدة طالبان للدبلوماسية، للتسريع بعملية السلام قبل انسحاب القوات الأميركية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في وقت متأخر، الجمعة، إن بومبيو سيعقد هذه الاجتماعات بشكل منفصل في الدوحة حيث تجري الحكومة الأفغانية وطالبان مفاوضات سلام منذ سبتمبر.

وأوضحت وزارة الخارجية أن بومبيو سيلتقي أيضا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووزير الخارجية خلال زيارته الدوحة المقر الدبلوماسي لطالبان في مفاوضاتها مع كابول وقبل ذلك مع الولايات المتحدة.

يأتي ذلك فيما تتطلع إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى تسريع انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان خلال الأيام الأخيرة من فترته الرئاسية، التي تنتهي بتنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 يناير.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت، الثلاثاء، سحب نحو ألفي جندي أميركي إضافي من أفغانستان بحلول 15 يناير أي قبل خمسة أيام من تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.

وقد سرّعت بذلك البرنامج الزمني الذي وضع بموجب الاتفاق الموقع في فبراير الماضي بين واشنطن وطالبان وينص على انسحاب كامل للقوات بحلول منتصف 2021. وبذلك سيصبح عديد القوات الأميركية في هذا البلد 2500 عسكري،

ولئن رحبت طالبان بالانسحاب الأميركي، فإن حلفاء الناتو يعتبرون أن الخروج السريع قد يعيق عملية السلام، ويحول أفغانستان إلى ملعبا لنفوذ قوى متعددة، لا سيما الصين وروسيا.

وقال وليام فيكسلر المسؤول الكبير السابق في البنتاغون والخبير الآن في المجلس الأطلسي"ترغب الصين في مواصلة الاستفادة المجانية من الأمن الذي توفره أميركا (في أفغانستان) لأطول فترة ممكنة".

وتابع "لكن الصين ترغب أيضًا في الاستفادة من الرحيل الأميركي لتوسيع نفوذها وتوسيع نطاق روايتها بأنها جديرة بالثقة وأن الأميركيين ليسوا كذلك في الأساس".

أما روسيا، التي تعرضت في العهد السوفييتي لإهانة عسكرية على يد الجماعات الجهادية المدعومة من واشنطن، فهي كذلك غير مرتاحة لقوة النيران الأميركية على أعتابها ولكنها لا تريد انتصار طالبان.

ووعد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب بوضع حد "لحروب الولايات المتحدة التي لا نهاية لها" في الخارج، بما في ذلك التدخل في أفغانستان وهو الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، وبدأ بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001.

ويرغب الرئيس المنتخب جو بايدن أيضا في إنهاء الحرب في أفغانستان، في قضية نادرة يبدو متفقا مع ترامب بشأنها.

وسقط 2400 جندي أميركي في النزاع في أفغانستان منذ العام 2001 الذي كلف الولايات المتحدة أكثر من ألف مليار دولار.

وتجري طالبان محادثات مع الحكومة الأفغانية للمرة الأولى منذ 12 سبتمبر في الدوحة. لكن هذه المحادثات تواجه صعوبات كبيرة بسبب الخلافات.

ولم تظهر مؤشرات على إحراز تقدم في المفاوضات. لكن مصادر عدة قالت، الجمعة، إن الجانبين تمكنا على ما يبدو من تسوية واحدة من نقاط الخلاف الأساسية تتعلق بقواعد المفاوضات.

وعلى الرغم من هذه المفاوضات، تصاعد العنف في جميع أنحاء البلاد مع زيادة هجمات طالبان اليومية ضد قوات الأمن الأفغانية.

وقبل لقاء السبت، هزّت سلسلة انفجارات قويّة وسط كابول السبت، تتابَعَ بعضها بسرعة في ما بدا أنّه إطلاق صواريخ.

ولم ترد معلومات فوريّة عن إصابات، لكنّ الانفجارات وقعت في أجزاء مكتظّة بالسكّان في العاصمة الأفغانيّة بما في ذلك بالقرب من المنطقة الخضراء في وسط كابول وفي أحد الأحياء الشماليّة.

وسمعت صفارات الإنذار في سفارات ومقار شركات في المنطقة الخضراء ومحيطها، وهي حي كبير شديد التحصين يضم مقار عشرات الشركات العالمية والعاملين فيها.

وظهرت في صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يتم التحقق من صحتها فجوات أحدثتها على ما يبدو صواريخ أصابت مبنيين منفصلين على الأقل.

ولم يصدر أي تعليق من مسؤولين على الانفجارات لكن وزارة الداخلية قالت إنه تم الإبلاغ عن انفجارين "لقنبلتين لاصقتين" في وقت مبكر من صباح السبت، وقع أحدهما في سيارة للشرطة ، مما أسفر عن مقتل شرطي وجرح ثلاثة آخرين.