ترامب مصر على سحب القوات الأميركية من مناطق النزاعات رغم التحذيرات

واشنطن - تعتزم الولايات المتحدة خفض أعداد قواتها في العراق وأفغانستان إلى أدنى مستوياتها منذ 20 عاما تقريبا بعدما تعهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بإنهاء النزاعات في الخارج قبيل خروجه من البيت الأبيض.
وتصر إدارة الرئيس الأميركي على خفض عدد القوات الأميركية في العراق وأفغانستان وحتى الصومال في خطوة ينظر إليها الديمقراطيون على أن الهدف منها هو إشاعة الفوضى قبل تسلم جو بايدن السلطة، فيما يرى ترامب أن غايته الإيفاء بعهوده للشعب الأميركي.
ويأتي إعلان سحب القوات الأميركية على الرغم من تحذير حلفاء للولايات المتحدة ومسؤولين أميركيين بارزين من أن خفض أعدادها سيضعف حكومات كل من أفغانستان والعراق والصومال في مواجهة المتطرفين والمخاطر الإرهابية.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريستوفر ميلر أنه سيتم سحب حوالي ألفي جندي من أفغانستان بحلول 15 يناير رافضا المخاوف القائلة بأن الانسحاب المتسرع قد يقضي على كل ما حاربت من أجله الولايات المتحدة في ذلك البلد.
وسيتم سحب 500 جندي من العراق في نفس الموعد بحيث لا يبقى في كل من البلدين سوى 2500 جندي أميركي.
وأكد ميلر أن هذا القرار يعكس رغبة الرئيس ترامب "في إنهاء حربي أفغانستان والعراق بنجاح ومسؤولية وإعادة جنودنا الشجعان إلى الوطن".
وقال ميلر إن الولايات المتحدة حقّقت الأهداف التي حدّدتها في العام 2001 بعد هجمات شنّها تنظيم القاعدة على أراضيها، وهزمت متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية وساعدت "شركاءها المحليين وحلفاءها على التقدّم في المعركة".
وتابع "في العام المقبل، سننهي هذه الحرب التي استمرت لأجيال وسنعيد رجالنا ونساءنا إلى الوطن".
وأضاف ميلر "سنحمي أطفالنا من العبء الثقيل للحرب المستمرة وخسائرها، وسنكرم التضحيات التي بذلت من أجل السلام والاستقرار في أفغانستان والعراق والعالم".
وبخصوص الصومال أكدت مصادر أميركية أن ترامب قد يسحب كل القوات الأميركية تقريبا من البلاد.
وللولايات المتحدة نحو 7000 جندي في الصومال يساعدون القوات المحلية على هزيمة حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة في عملية لا تحظى باهتمام كبير في الولايات المتحدة لكنها تعتبر حجر زاوية في جهود البنتاغون العالمية لمحاربة القاعدة.
ويفكر كريستوفر ميلر بحرص في الصومال ويمكن أن يقع اختياره على إبقاء وجود صغير هناك والتوقف عن الاعتماد على الانتشار الكبير لمحاربة الحركة.
ورفض ناثان سيلز، منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الثلاثاء مناقشة خطط القوات الأميركية في الصومال. لكنه أشار إلى أن "حركة الشباب تشكل تهديدا كبيرا داخل الصومال وفي المنطقة على نحو متزايد".
ويقول منتقدون إن مثل هذا التغيير الجذري في النهج تجاه حركة الشباب ينطوي على مخاطر كبيرة.
ووسط الانتقادات بأن ترامب يتصرف بشكل متسرع منذ هزيمته، قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض روبرت أوبراين إن خفض القوات كان يجري بحثه منذ فترة.
وأوضح "قبل أربع سنوات ترشح الرئيس ترامب على أساس وعد بوقف حروب أميركا الطويلة، واليوم تم الإعلان في الكونغرس أن الرئيس ترامب يلتزم بوعده للشعب الأميركي".
وأضاف "الرئيس ترامب يأمل في عودتهم إلى البلاد بأمان وجميعهم".
وكان كبار المسؤولين السياسيين الأميركيين وبعض حلفاء الولايات المتحدة حذروا من مخاطر سحب القوات الأميركية.
وحذر زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور ميتش ماكونيل من مغبّة تسريع وتيرة الانسحاب الأميركي من أفغانستان معتبرا أنّ من شأن مثل هكذا إجراء أن يهدي الحركات الإسلامية المتطرّفة "نصرا دعائيا عظيما"، وأنه قد يؤدي إلى ما يشبه "الانسحاب الأميركي المذل من فيتنام" عام 1975.
والثلاثاء حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من أن انسحابا متسرعا للحلف من أفغانستان سيكون "ثمنه باهظا جدا" مع خطر تحول هذا البلد "مجددا إلى قاعدة للإرهابيين الدوليين".
واتهم السيناتور الديمقراطي جاك ريد عضو لجنة الشؤون المسلحة في مجلس الشيوخ ترامب باعتماد مقاربة "فوضوية" تهدف إلى ترسيخ إرثه مع ترك الفوضى للرئيس المقبل جو بايدن، لكن ديمقراطيا آخر هو رئيس لجنة الشؤون المسلحة في مجلس النواب آدم سميث قال بعد التحدث إلى ميلر إن هذه الخطوة "هي القرار الصائب".