صبر الدول المانحة على لبنان بدأ ينفد.. لا مساعدات دون إصلاحات

الدول المانحة تربط تقديم يد المساعدة إلى لبنان بالقيام بإصلاحات جذرية في وقت لا تزال حكومة الإصلاحات المنتظرة قيد الانتظار.
الأربعاء 2020/11/18
رهن الانتظار

بيروت - وجهت القوى الغربية التي تسعى لإنقاذ اقتصاد لبنان المشرف على الانهيار لقيادات البلاد إنذارا ما لم تشكل حكومة تتمتع بالمصداقية لانتشال البلاد من أزماتها.

وبدأ صبر فرنسا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول المانحة التي سبق أن قدمت مساعدات للبنان ينفد على ساسة البلاد.

وكشف مصدران شاركا في محادثات جرت في بيروت الأسبوع الماضي أن باتريك داريل مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أوضح في المحادثات أنه رغم حفاظ باريس على تعهداتها "فنحن لن ننقذهم ما لم تكن هناك إصلاحات".

وينقاد لبنان نحو الانهيار في ظل تدهور متسارع للوضعين المالي والاقتصادي وغياب الدعم الخارجي، وتربط القوى الكبرى المعنية بالشأن اللبناني تقديم يد المساعدة بالقيام بإصلاحات جذرية.

وقال دبلوماسي غربي إن فرنسا ما زالت تحاول استضافة مؤتمر لبحث إعادة البناء في بيروت بنهاية نوفمبر لكن الشكوك "قائمة".

وأضاف الدبلوماسي "لا توجد أي تطورات، الساسة اللبنانيون عادوا إلى أسلوبهم في العمل، والمقلق هو التجاهل التام للشعب".

وعلى غرار المساعدات المالية، ترعى فرنسا جهود تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وتسعى جاهدة إلى تقليص التباينات بين القوى السياسية في لبنان.

وفي وقت يسعى فيه سعد الحريري رئيس الوزراء المكلف إلى تشكيل الحكومة ترى دوائر سياسية أن الجهود تعقدت بفعل العقوبات الأميركية الأخيرة التي فُرضت على جبران باسيل صهر الرئيس ميشال عون والذي يرأس التيار الوطني الحر، أكبر الأحزاب المسيحية في البلاد.

عراقيل تواجه الحريري
عراقيل تواجه الحريري

وفُرضت العقوبات على باسيل بناء على اتهامات بالفساد ولصلاته بجماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران وتعد قوة ضاربة لطهران في المنطقة وتعتبرها واشنطن جماعة إرهابية.

وتقول مصادر سياسية إن النقطة الرئيسية العالقة التي تحول دون تشكيل الحكومة هي إصرار عون وباسيل على تعيين وزراء في الحكومة المكونة من 18 وزيرا.

وترى دوروثي شيا السفيرة الأميركية في لبنان أن الولايات المتحدة "تدرك أن لبنان مهم" وأن "تحاشي فشل الدولة يجب أن تكون له الأولوية القصوى".

وشددت شيا على أنه لا خطط إنقاذ من دون إصلاحات في لبنان مطالبة المانحين بالتشبث بموقفهم وإلا فإن النخبة السياسية لن تأخذهم على محمل الجد.

وقالت السفيرة الأميركية "إذا لم يشعروا بأهمية عنصر الوقت لتشكيل حكومة فكيف نواصل الضغط عليهم؟"، غير أن بعض المسؤولين في لبنان حذروا من لعبة الانتظار.

وقال مصدر سياسي رفيع مطلع على المحادثات "الرسالة الواردة من الفرنسيين الآن واضحة: لا حكومة ولا إصلاح إذا فمع السلامة وشكرا".

وأضاف "وإذا غسل الفرنسيون أيديهم من هذا الأمر، فمن سينظر إلينا؟ لا أحد".

وتابع "في نهاية اليوم، لا يعرفون كيف يتعاملون مع الظروف الاستثنائية والتحديات... نحن ما زلنا نتعامل مع تشكيل الحكومة وكأننا نعيش أياما عادية".