زيارة أردوغان إلى فاروشا خطوة "استفزازية" تعرقل حل الأزمة القبرصية

الرئيس التركي يبدأ زيارة رسمية إلى شمال قبرص ومدينة فاروشا، في خطوة استفزازية أدانتها قبرص.
الأحد 2020/11/15
فاروشا لا تفارق مخططات أردوغان التوسعية

أنقرة - يجري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد، زيارة رسمية إلى جمهورية شمال قبرص التركية التي لا تعترف بها سوى أنقرة في خطوة استفزازية أدانتها قبرص بشدة.

وأعلنت دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، في بيان أن زيارة الرئيس أردوغان تأتي تلبية لدعوة نظيره في شمال قبرص أرسين تتار.

وأوضح البيان أن أردوغان سيشارك ضمن زيارته، في مراسم الاحتفال بالذكرى السنوية الـ37 لتأسيس جمهورية شمال قبرص التركية.

ويصر أردوغان الذي يرى في قبرص قطعة مهمة ضمن استراتيجيته لتوسيع حدوده البحرية على مواصلة دور الوصاية على مدينة فاروشا التي تشكل رمزا لتقسيم الجزيرة المتوسطية.

واعتبر الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس أن زيارة أردوغان إلى شمال قبرص ومدينة فاروشا، تمثل "استفزازا غير مسبوق".

وأضاف أن الزيارة "تقوّض جهود الأمين العام للأمم المتحدة للدعوة إلى حوار خماسيّ غير رسمي" بين القبارصة اليونانيين والأتراك وأثينا وأنقرة، ولندن القوة الاستعمارية السابقة في الجزيرة.

وتابع أناستاسيادس في بيانه أن تحركات كهذه "لا تساهم في خلق مناخ ملائم وإيجابي لاستئناف محادثات الوصول إلى حلّ" للمسألة القبرصية.

تحركات أردوغان تثير غضب قبرص
تحركات أردوغان تثير غضب قبرص

وتُعدّ الزيارة التي تأتي عقب بضعة أسابيع من دعم أردوغان لحليفه القومي إرسين تتار للفوز بالانتخابات الرئاسية في شمال قبرص، موجعة للقبارصة اليونانيين الذين يمثلون أغلبية سكان الجزيرة والذين لم يتنازلوا قطّ عن مطلبهم بالسماح بعودة المُهجرين من مدينة فاروشا إلى ديارهم.

واعتبر رئيس جمهورية قبرص المعترف بها دوليا وعضو الاتحاد الاوروبي، في بيانه، أن "هذه التحركات تثير سخط كل شعب قبرص".

وبدورها أدانت وزارة الخارجية اليونانية "استفزاز" أردوغان، وقالت في بيان شديد اللهجة إن "زيارة الرئيس التركي المقررة إلى فاروشا المحتلة برفقة فريق حكومة... استفزاز غير مسبوق" ينتهك قرارات الأمم المتحدة.

وأضافت "ندينه بشكل قاطع ونتوقع أن تتم مناقشته بعمق في الاجتماع المقبل للمجلس الأوروبي في ديسمبر".

وبقيت منطقة فاروشا التي كانت توصف بأنها "جوهرة المتوسط"، مقفرة ومحاطة بأسلاك شائكة منذ غزو تركيا شمالي جزيرة قبرص عام 1974.

وعقب الغزو الذي جاء على خلفية انقلاب في الجزيرة كان يهدف إلى إلحاقها باليونان، أُعلِن قيام جمهورية شمال قبرص التركية في 15 نوفمبر 1983 لكنها لم تحظ سوى باعتراف أنقرة.

وأعادت القوات التركية إعادة فتح فاروشا جزئيا في 8 أكتوبر الماضي، ما أثار انتقادات دولية.

ووقّعت منظمات قبرصية تركية ويونانية عريضة مشتركة تدعو إلى وقف فتح فاروشا "أحاديًّا" وإلغاء زيارة أردوغان.

وجاء في العريضة أن "الطبيعة الاحتفالية لإعادة الفتح الذي جاء على حساب ذكريات سكّانها السابقين ومعاناتهم، تؤلم ضميرنا".

ونادى مئات من القبارصة الأتراك بشعارات من قبيل "لا تَدَخُّل" و"الحرية للجميع"، خلال احتجاج على زيارة أردوغان، الثلاثاء في شمال العاصمة المقسّمة نيقوسيا.