عملاء إسرائيليون وراء اغتيال رجل القاعدة الثاني في طهران

طهران – ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، الجمعة، أنّ الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أبومحمد المصري، قُتل على يد عميلين إسرائيليين لصالح الولايات المتحدة، في طهران خلال شهر أغسطس الماضي، وهو ما نفته إيران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية أن عميلين إسرائيليين على دراجة نارية في طهران قتلا بالرصاص عبدالله أحمد عبدالله المصري المولد والشهير بأبي محمد المصري في أحد شوارع طهران في السابع من أغسطس.
وأسفرت العملية أيضا عن مقتل ابنة المصري، وهي أرملة حمزة بن لادن أحد أبناء زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن، مدبر هجمات 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة، والذي قُتل أسامة في غارة أمريكية بباكستان عام 2011.
وأضافت الصحيفة أن قتل المصري، المتهم بالمشاركة في التخطيط لتفجير سفارتي واشنطن في كينيا وتنزانيا عام 1998، والذي كان يُنظر إليه باعتباره الخليفة المرجح لزعيم التنظيم الحالي أيمن الظواهري، ظل في طي الكتمان إلى اليوم.
وخلّف التفجيران اللذان استهدفا سفارتي الولايات المتّحدة في كينيا وتنزانيا 224 قتيلاً وأكثر من 5000جريح.
ولم تعترف السلطات الإيرانيّة رسميّاً بمقتل الإرهابي الذي كان موجوداً في البلاد منذ العام 2003 بحسب الصحيفة، ونفت وجود إرهابيين من القاعدة في إيران.
وبررت وزارة الخارجية في بيان السبت نفيها بأن “واشنطن وتل أبيب تحاولان من حين لآخر ربط إيران بمثل هذه الجماعات عن طريق الكذب وتسريب معلومات خاطئة للإعلام لتفادي المسؤولية عن الأنشطة الإجرامية لهذه الجماعة وغيرها من الجماعات الإرهابية في المنطقة”.
وقالت نيويورك تايمز في تقريرها إنه لم يتضح الدور الذي لعبته الولايات المتحدة، إن كانت قد لعبت أي دور، في قتل هذا المتشدد المصري المولد. وذكرت أن السلطات الأميركية تتعقب المصري وعناصر أخرى من القاعدة في إيران منذ سنوات.
ولم تعلن القاعدة عن موت المصري ولم تعلن أي حكومة مسؤوليتها، كما لم يعقّب مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض على الأمر بعد.
ونقلت نيويورك تايمز عن المسؤولين قولهم أن المصري كان محتجزا في إيران منذ عام 2003، لكنه أصبح طليقا يقيم بحي راق في طهران منذ 2015، وهو ما يؤكد صحة التهم الموجهة لإيران طيلة السنوات الماضية بكونها ملاذا لعدد من قيادات القاعدة الفارين من أفغانستان ومناطق النزاع والحروب، ما تصرّ طهران على نفيه.
ويعتقد مسؤولو مكافحة الإرهاب الأميركيين أن إيران ربما سمحت لمثل هذه العناصر بالعيش بها لتنفيذ عمليات ضد أهداف أميركية.
والعام الماضي أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وجود علاقة وثيقة بين الحكومة الايرانية وتنظيم القاعدة.
وكان وزير الداخلية الأفغاني مسعود أندرابي قد علّق على حادثة مقتل المصري قائلا إنه يكشف العلاقة بين طالبان والقاعدة.
وكتب الوزير الأفغاني في تغريدة على تويتر “مقتل المصري أحد العناصر الرئيسية في القاعدة على يد المديرية الوطنية للأمن يكشف عن صلات وثيقة بين طالبان والجماعات الإرهابية التي تعمل ضد الحكومة الأفغانية وشعبها”. وأضاف “ما زالوا على علاقات وثيقة مع الجماعات الإرهابية وهم يكذبون على أطراف مختلفة”.
والمصري مدرج على لائحة مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف.بي.آي) الأميركي لأهم الإرهابيين المطلوبين. وقد أصدرت الولايات المتحدة مذكرة توقيف باسمه في ديسمبر 2018 بعد اتهامه بتقديم الدعم والموارد لمنظمة إرهابية أجنبية والتآمر لقتل مواطنين أميركيين.
وذكرت نيويورك تايمز أن المصري كان واحدا من خمسة قياديين في القاعدة أفرجت عنهم إيران عام 2015، مقابل تسليم دبلوماسي إيراني كان قد اختطف في اليمن.
ولم يتضح بعد إن كان موت أبو محمد المصري قد أثر على أنشطة القاعدة ومدى ذلك التأثير إن كان قد حدث. فعلى الرغم من أن التنظيم فقد قيادات بارزة خلال العقدين الماضيين منذ الهجمات على نيويورك وواشنطن، ظلت له أفرع نشطة من الشرق الأوسط إلى أفغانستان إلى غرب أفريقيا.
ورغم ظهور تنظيم داعش الذي طغى على القاعدة في السنوات الأخيرة، إلا أن تنظيم القاعدة لا يزال لديه فروع نشطة في جميع أنحاء العالم، وفقا لما يوضحه تقرير الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب الصادر في يوليو الماضي.