مصرع عشرات المهاجرين قبالة السواحل الليبية

مع زيادة زخم جهود الوساطة لحل الأزمة في البلد الذي تقطنه نحو 7 ملايين نسمة، يبدو إحلال السلام ضروريا لتجنّب مآسي الهجرة.
السبت 2020/11/14
مأساة لا تزال مستمرة

الخُمس (ليبيا) – لقي 20 شخصا مصرعهم قبالة سواحل ليبيا، بعد ساعات فقط من حادثة غرق أخرى خلّفت 74 ضحيّة، في مأساة جديدة ترتبط بملف الهجرة الذي يعمق أزمات البلاد.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود على حسابها في تويتر ليل الخميس الجمعة، إن فرقها في مدينة صرمان (شمال غرب) “ساعدت ثلاث نساء، هن الناجيات الوحيدات من حادثة غرق أخرى هلك فيها 20 شخصا”.

وأوضحت المنظمة أن النساء “أنقذهن صيادون محليّون وكنّ مصدومات ومرعوبات، لقد شاهدن أحباء لهن يختفون تحت الأمواج ويموتون أمام أعينهن”.

وقبيل ذلك، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة مصرع 74 شخصا على الأقل في غرق سفينة قبالة ساحل مدينة الخُمس الليبية الواقعة على مسافة نحو 180 كيلومترا شرق صرمان.

وأنقذ في الإجمال 47 شخصا شاركوا في محاولة للعبور إلى سواحل أوروبا، وأعادهم حرس السواحل الليبي وصيادون.

وصُفّفت، الخميس، على شاطئ البحر الجثث التي اُنتشلت من البحر أو أخرجتها الأمواج، وكان على بعضها سترات إنقاذ. وأثارت صور الجثث صدمة وغضبا. أما الناجون فقد تدثروا ببطانيات، وعلت وجوههم نظرات إرهاق وقلق بينما وزّع عليهم العاملون الإنسانيون المياه وسلات غذاء أمام بناية خرسانية صغيرة.

وأُرجع منذ بداية العام أكثر من 11 ألف شخص إلى هذا البلد الثري بالنفط والغارق في النزاعات، مع وجود “تهديد بتعرضهم لانتهاكات حقوق الإنسان والاحتجاز والإساءات والتجارة (بالبشر) والاستغلال” وفق المنظمة الدولية للهجرة.

ورغم انعدام الأمن منذ 2011 يظل هذا البلد أحد الطرق الرئيسية للمهاجرين، الأفارقة في أغلبهم، الفارين من الفقر والفساد وانعدام الآفاق والساعين إلى بناء مستقبل أفضل في أوروبا رغم طول الرحلة ومخاطرها.

ومع زيادة زخم جهود الوساطة لحل الأزمة في البلد الذي تقطنه نحو 7 ملايين نسمة، يبدو إحلال السلام ضروريا لتجنّب مآسي الهجرة.

 واعتبرت سفارة الولايات المتحدة في ليبيا أن ما حصل “تذكير آخر بالحاجة الماسة إلى تسوية الصراع في ليبيا الآن من أجل التركيز على منع حدوث مآس مماثلة”.

 بدوره، علّق سفير الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا خوسيه ساباديل في تويتر قائلا “هذه المأساة لا تزال مستمرة، نحن بحاجة إلى العمل معا لمنع وقوع مثل هذه الحودث المروعة مرة أخرى. دعواتنا للضحايا وتعازينا لأحبائهم”.

4